توجعات غزة وقصص الأنبياء في بيت الشعر بالمفرق

الأمسية الرمضانية الثانية تستضيف كلا من الشاعرين جاسر البزور وأيوب الزيود والشاعر عاقل الخوالدة يدير مفرداتها.

نظم "بيت الشعر" بمدينة المفرق الأردنية، أمسيته الشعرية الرمضانية الثانية ، بحضور مدير البيت الأستاذ فيصل السرحان وكوكبة من أصدقاء بيت الشعر، حيث استضاف فيها كل من الشاعرين: جاسر البزور، وأيوب الزيود وأدار مفرداتها الشاعر عاقل الخوالدة الذي استهل الأمسية بتوجيه الشكر والتقدير للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لمبادراته الثقافية العروبية ومنها إنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي ومنها بيت الشعر المفرق الذي كان أول بيت للشعر ضمن مبادرته التي نثمنها عاليا في الشعر والشعراء والثقافة العربية وكما رحب بالشاعرين وتجربتهما ومنجزهما الشعري.

واستهل القراءة الأولى الشاعر أيوب الزيود الذي تناول هم الإنسان العربي مستحضرا قصص الأنبياء سليمان وموسى، ونختار مما قرأ هذه القصيدة التي يقول فيها:

لِأَنَّ الــمِــزَاجَ مِــنَ الــزَّنجَبيل

يِــطيرُ ســرِيعاً جَناحَ البُراق

لِيخطفَ كِــسرَةَ خُــبزِ الفقير

غَــنــيٌّ وَلــكِــنَّهُ فِــي سِــباق

وَيــفتحُ بَــاباً عَــلى مصرَعَيه

وَ  يقسوا عَلينَا بِسَوطِ النفاق

وَيــطحَنُ  مــنَّا دَقِيقَ الجِياع

رَحـــاةٌ  تُــبددُ حــلمَ الــرِّفاق

وَ أُمٌّ تَــرى فَرخَها فِي نُحول

وَقــد مــلَّ صبرَاً لِشيءٍ يُذاق

فَــيَا ربُّ دَمــعِ الــجِياعِ مرِير

وَ قد صارَ سِبراً بِهذا الزُّقاق

لِــمَــاذا يُــفــكرُ كــيفَ يــموت

فــقد  كَــانَ ميتاً بِهذا الوِثاق

لــمــاذا يُــفــكرُ كــيفَ الــلقاء

وَ أجمَلُ ما فِي التلاقِ العِناق

لــعــلَّ  زُجــاجةَ بــيتٍ عَــتيق

وَفــيــها فــتيلٌ وَزيــتٌ مُــرَاق

تَــمُرُّ عَــلى اصبَعيهَا الحَياة

وَعــودُ  الــثقابِ لئيمٌ وَ عاق

فَــصفوُ الــحياةِ بِأَن تَستقيم

نــخِيلاً".

واختتم القراءات الشاعر جاسر صاحب التجربة التي تميزه عن غير من الشعراء لسلاسة وعمق المعنى، وكما تغنى في المديح النبوي وتناول وجع غزة مستحضرا قصة النبي يوسف.

من قصيدته "جُبٌّ ولا ذِئب" نقتطف منها:

"لأنَّهم أشْعَلوا في داخلي غَضَبَا/ قَطَّعتُ أغصانَ عَهدي بينَهُم حَطَبَا/ما زالَ نَزغُ من الشَّيطانِ يَنزغُهُمْ/ حَتَّى تَزَكَّرَ كَأسُ البُغضِ وانسَكَبَا/مُذ قالَ هابيلُ إنِّي لَن أمُدَّ يَدي/تَزَعزَعَ العَدلُ في المِيزانِ واضطَرَبَا/تَعبتُ مِن إِرثِكَ المَنحوسِ يا أَبَتي/ فَصرتُ أحمِلُ كيسَ البَينِ والتَّعَبَا/َجَمَّعَت فَوقَ رأسي ألفُ مُشكِلَةٍ/ وَكُنتُ سَقفًا لِمَن أعطوا لها سَبَبَا/تَجاوَزوا كُلَّ خَطٍّ خَطَّهُ دَمُهُمْ/ بَينَ المَسافاتِ حَتى استَنفَدوا العَتَبَا/لا ذِئب في القِصَّة البَلهاء يُخرِجُهم/ مِن سَقطَةِ الجُبِّ حَتى يَحبِكوا الكَذِبَا / لكِنَّ فيهم على البَلوى مُرقَّطَةً/ بَخَّتْ عَلى الجرحِ مِلحَ الحِقْدِ فالتَهَبَا/قَد ضِقتُ ذَرعًا بهذا الكُرهِ يا أَبَتي/ لِأنَّهُ في خَلايا وَهمِهِمْ وَصَبَا/تَصيحُ بِي مِن خَواتِ الرَّعدِ أغنِيَةٌ / تَقولُ أمطِر على عُذَّالِكَ الشُّهُبَا / وَلستُ يوسُفَ كَي أنسى مَكيدَتَهُم / ولا مِنَ البَدو أرجو أن أبَرَّ أبَا/لكنَّ لِي قَلبَ طِفلٍ مُرهَفٍ صَدَقَتْ/ رؤياهُ لمَّا أتاهُ الضَّيمُ فانسَحَبَا".