
جيهان خليل: السينما هي التاريخ الحقيقي للفنان وأبحث عن السيناريو المثالي
الرباط - شاركت الفنانة جيهان خليل في مسلسل "شهادة معاملة أطفال"وهو عمل درامي مصري يعرض خلال شهر رمضان لعام 2025، بإخراج سامح عبدالعزيز، وتتمحور أحداث المسلسل حول عبد الستار الكف، المحامي المتميز الذي يتعرض لحادث سيارة مروع يدخله في غيبوبة تمتد لعشرين عامًا، وبعد استيقاظه يكتشف عالمًا مغايرًا تمامًا، مليئًا بمفاهيم وتغيرات لم يألفها من قبل، ويضعه أمام تحدي التكيف مع التطورات الحديثة، وهو أمر يواجه فيه صعوبات جمة.
المسلسل من تأليف محمد سليمان عبدالمالك، وبطولة كل من محمد هنيدي، صبري فواز، محمود حافظ، سما إبراهيم، نهى عابدين، وليد فواز، وجيهان خليل، واخرون
وفي هذا السياق كان لموقع "ميدل ايست اونلاين" حوار مع الفنانة جيهان خليل حول اخر اعمالها الدرامية، وفيما يلي نص الحوار:
حدثينا عن دور جليلة الشناوي في "شهادة معاملة أطفال" مع محمد هنيدي؟
أعتبر هذا المسلسل تجربة كوميدية مميزة، فهو رابع أو خامس عمل كوميدي أقدمه بعد "إكسلانس" و"طلقة حظ" و"أحسن أب" و"هربانة منها"، إذ ترددت في البداية من خوض الكوميديا لأنها تحمل تحديًا خاصًا في مصر، فكممثلة يمكنني تنويع الأدوار لكن الكوميديا تتطلب نهجًا مختلفًا، فجربت المضي بحذر بخطوات محسوبة في هذا المجال، وحققت أعمالي قبولًا معقولًا ونجاحًا ممتعًا بالنسبة لي وللجمهور، كما شجعني هذا النجاح على الاستمرار والتعمق أكثر في عالم الكوميديا.
كيف كانت تجربتك في "رسالة الإمام" بدور "دنانير"، وما الذي تعلمتِه من العمل في دراما تاريخية؟
أرى الدراما التاريخية دائمًا الأجمل والأمتع والأفضل بالنسبة لي، سواء من حيث الأداء أو متعة اللغة الفصحى وحلاوتها، وأجد فيها فرصة لتقديم أعمال تشبه اللوحات التشكيلية للعصور الوسطى، بإضاءة طبيعية وجمالية عالية الجودة، ورفضت إجراء أي عمليات تجميل للحفاظ على صدق الشكل الذي تتطلبه الأدوار التاريخية، فتغيير الملامح قد يفقدها المصداقية، وساعدني تمكني من اللغة العربية الفصحى على اختياري لتجسيد "دناني"، وزوجة الإمام الشافعي وجاريته وأم ابنه الأخير محمد، ودرست الشخصية بعمق وبذلت مجهودًا كبيرًا لإتقانها، وكانت تجربة ممتعة حقًا، ولاحظت أن أدوار النساء في الأعمال التاريخية غالبًا ما تكون ثانوية مقارنة بالرجال، لذا أطمح لتقديم شخصيات نسائية قوية مثل الكاهنة أو زينب النفساوية أو هند بنت عتبة، وهي شخصيات لم تأخذ حقها بعد في الدراما.
قدمتِ دور "مريم" في فيلم "يوم 13" كتجربتك السينمائية الأخيرة، وكيف تقارنينها بأدوارك في "122" أو "رأس السنة"؟
وأعتبر السينما تاريخ الفنان الحقيقي وكلاسيكياته، ورفضت العديد من العروض السينمائية بانتظار أدوار تلائمني وتعكس رؤيتي، ونجح فيلم "122" جماهيريًا كبطولة شبابية جماعية وحقق إيرادات جيدة في شباك التذاكر، ثم تلاه "يوم 13" وبعض المشاركات الأخرى، وأشعر أنني لم أقدم بعد تجربة سينمائية تعبر تمامًا عن شخصيتي وتفكيري، وأنتظر سيناريوهات روائية فنية حقيقية تكون قريبة من ذاتي، وأتمنى بعد مسيرتي التي تضم أكثر من أربعين عملًا بين المسرح والدراما والتلفزيون أن أجد السيناريو المثالي الذي أحب العمل فيه ومشاهدته.

جسدتِ "رزان" في "العائدون" و"مريم" في "سوشيال"، أي شخصية شعرتِ أنها تعكس جانبًا منكِ؟
أرى أن "رزان" في "العائدون" هي الأقرب إلى قلبي، فقد شكلت تحديًا كبيرًا، وتوقعت أن أقدمها باللهجة المصرية، لكن اكتشفت في آخر لحظة أنها شخصية سورية، فبذلت جهدًا مضنيًا في التحضير، حيث سهرت الليالي لأحفظ الحوار وأتقن اللهجة السورية بمساعدة زملاء من سوريا، وأردت أن أثبت جدارتي أمام المخرج أحمد نادر جلال في أول تعاون معه، فلم أكن لأخيب ظنه، بينما عكست "رزان" المحتجزة لدى جماعة إرهابية، صدقًا ومتعة في الأداء بتصوير بدون مكياج في الأردن، ونجحت في تقديمها بشكل مقنع رغم كوني الوحيدة غير السورية في طاقم العمل، لكن أيضا أحببت دور "مريم"، وليس ك"رزان" فهي كانت الأقرب إليّ بلا شك.
بدأتِ مسيرتك بـ"الخانكة" بدور "تيا"، كيف ترين تطور أدائك منذ ذلك الدور حتى "وجوه"؟
أعتبر "الخانكة" نقطة انطلاقي أمام الكاميرا، مقارنة بـ"وجوه" الذي عملت فيه مؤخرًا، إذ امتلكت خبرة مسرحية طويلة وأفلامًا قصيرة قبلها، لكن لم تكن باحترافية "الخانكة"، إذ افتقرت في البداية لبعض الخبرة رغم بساطة الدور، وواجهت تحديًا في إتقان اللهجة المصرية الشعبية كوني مغربية، ونجحت إلى حد ما والحمد لله وأرى أن أدائي تطور كثيرًا منذ ذلك الحين.
جسدتِ دور "ناريمان عبد السلام" في "طاقة نور"، ما الذي أضفته لهذه الشخصية من رؤيتك الخاصة؟
أرى أن هذا الدور كان نقطة تحول في مسيرتي، فقد حقق انتشارًا واسعًا وأصبح "ترندًا" جماهيريًا، وساهم نجاحه في تثبيت مكانتي في الدراما المصرية، وأحببت الشخصية كثيرًا لأن الجمهور أحبها، وخلق رابطًا قويًا بيني وبين الجمهور العربي.
ساهم فوزك في "أراب كاستينغ" في مسيرتك، كيف أثر ذلك على اختيارك لأدوار مثل "أبواب الشك" و"لحم غزال"؟
فتح "أراب كاستينج" أمامي بوابة كبيرة، وقديما عملت في المسرح المغربي، لكن مسيرتي الاحترافية بدأت فعليًا بعده، إذ شاركت في المسابقة دون توقع النجاح، لكنها غيرت حياتي بشكل كبير، وتلقيت عروضًا من المغرب والإمارات ومصر والأردن، فاخترت أول عمل مصري وهو "الخانكة"، وتوالت الفرص بعده بنجاح.
تمتلكين مسيرة حافلة وأعمالًا قادمة، ما الدور أو النوع الفني الذي تطمحين إليه مستقبلًا؟
أرى نفسي كأنني بدأت للتو، رغم مسيرتي الحافلة، فأنا أعيد البداية مع كل عمل جديد، وأطمح لتقديم أعمال تاريخية وتراثية ووطنية مغربية تعكس أصولي وطفولتي وذاتي، وعرضت عليّ أعمال مغربية كثيرة، لكنني أخشى أن تكون تجربة غير موفقة، فأنا أغار على بلدي وأحمل له نوستالجيا عزيزة لا أريد كسرها بعمل ضعيف، وأرغب أن تكون الأعمال بمستوى ما قدمته سابقًا، حتى لا أخيب آمال محبيّ وأصدقائي وعائلتي، وأتمنى أن أجد يومًا عملًا يحقق تطلعاتي الفنية وميولي التاريخية والتراثية والوطنية.