بيت الشعر بالمفرق يستضيف زكريا الزغاميم وعبدالرحمن العموش

الشاعران يتغنيان بالوطن والأب ويعاينان الهم الإنساني في الأمسية الشعرية.

استضاف بيت الشعر بمدينة المفرق الأردنية كل من الشاعرين: زكريا الزغاميم وعبدالرحمن العموش، وأدار مفرداتها الشاعر عاقل الخوالدة، بحضور مدير البيت فيصل السرحان وحشد من المثقفين.

مدير الأمسية الخوالدة تحدث بداية عن بيت الشعر وأمسياته وحضوره في المشهد الثقافي، هذا الذي جاء بمبادرة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ نثمن مبادرته عاليا في بيوتات للشعر الوطن العربي، ومن ثم قدم الخوالدة ضيفا الأمسية وسيرتهما الذاتية.

القراءة الأولى استهلها الشاعر الزغاميم وتضمنت القراءات مواضيع  دارت حول التغني بالوطن .. والملك.. والغزل والفخر.. ورثاء الأب.. إلى جانب الاشتباك مع المعاناة الإنسانية والهم الوجودي.

ومما قرأ الزغاميم نختار من قصيدة له يقول:

"الجاثمات على الرئات سفوح

و النائمات دثارهن جروح

وقوامه بين الصوادف صمته

نكأ الكلام فأيهم مجروح؟

من مبلغ الاحلام ان عزاءه

من كل بد في الكرى مفتوح

الحزن مسقط قلبه من قبله

لا قبر يكفي ايها المندوح

كم نقّحته سنونه فقرى لها

كي لا يقال تشححالمنقوح

الاسحم  المذموم   والمذبوح

سخّمنه والبيض منه تفوح

وحفظن بطن الدار في خلجاته

فحذفنه يا حبذا الممدوح

 وعذلنه فخذلنه  وقذلنه 

فرذلنه فتنازعته الروح

متفرق كيف الجهات تضمه 

عبثا، اذا ما استوطنته الريح

عيناه عند الجوع غيم كرامة

كيف الكرامة منهما ستطيح".

إلى ذلك قرأ الشاعر العموش مجموعة من قصائده التي عاينت شؤون الإنسان والحياة والحب والوطن، من إحدى قصائده نختار حيث يقول:

"ماضٍ بلا أملٍ أُخدّرُ خيبتي

أطَرنو إلى إلّا شيء أمضغ خيبتي

الجبُّ أَدفءُ موطنٍ قابلتهُ

والذئبُ أرأف من مدامع إِخوتي

وطنٌ بأَبناءِ الذَّواتِ مُهَتَّكٌ

أَنَّى لَهُ يستفِزَّ قَصِيدَتِي

وطنٌ تقلّص في مساحةِ مَرقصٍ

فزرعتُ شتلة طهره في غربتي

دَعني من الوطنِ المباحِ وهاتِها

كَأَسًا حرامًا كَي أُتمِّمَ سَكرتي

أَتحبُّني وَزَفرتُ نِصفَ كهولتي

أٌتُحبُّني وشهقتُ كُلَّ طفولتي

أَتُحبُّني والحَّاءُ أَعذبُ بُحَّةٍ

وتراقَصَت من بائِها قِيثَارَتِي

أَتُحبُّني وعبرت أَلف جزيرةٍ

وَحَضَنتُ أُمّي في مرابعِ قريتي

يا شَهوَةَ المِرآةِ فَوقَ إِرادَتي

أَن لا أُحبَّكِ أَو أُحبَّكِ أَميرتي

قَطَّعتُ شِرياني بسكينِ البُكا

وَرأَيتُ في عينيك يوسُفَ فِتنتي

صَعبٌ على الشُّعراءِ أَن يَتَخَيَّلو

كَم من ربيعٍ في سُهولِ سُهولتي

إِنِّي لأَقتَرِفُ القصيدةَ واعيًّـا

إِلَّا لِوجهِكِ في حِرَا غيبوبتي

كم عشتِ في عصرِ القصيدِ مراهِقًـا

حَتَّى دَرَستُ على يَديكِ فُحولتي

أنا ما وَرثتُ الشِّعرَ فَضلةَ والدٍ

أَبَدًا ولا هِبَةً بجودِ خُؤولتي

هُوَ مِنحةُ الوهَّابِ جَلَّ عَطاؤُهُ

لَمَّا اصطفاك من النِّساءِ حبيبتي".