واشنطن لا تستبعد سقوط حكم الشرع خلال أسابيع

وزير الخارجية الأميركي يؤكد أن بلاده تريد نجاح الحكومة السورية محذرا من أن البديل سيكون حربا أهلية شاملة وفوضى من شأنها أن تُزعزع استقرار المنطقة بأكملها.
روبيو يسعى لطمأنة اسرائيل ودول في المنطقة تجاه السلطات السورية الجديدة

واشنطن - رجح وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الثلاثاء، بأن تنهار الحكومة السورية الحالية في ظرف أسابيع لا أشهر بسبب عظم التحديات التي تواجهها قائلا إن بلاده تريد نجاحها ومحذرا من أن البديل سيكون "حربا أهلية شاملة وفوضى" من شأنها أن تُزعزع استقرار المنطقة بأكملها.
وهذه أول تصريحات تحذيرية من مسؤول أميركي تشير للتحديات الهامة التي تواجه السلطات السورية الجديدة رغم رفع العقوبات والحديث كذلك عن عودة تدريجية للاستقرار وفك العزلة.
وأضاف روبيو خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، خُصصت لمناقشة طلب ميزانية لوزارة الخارجية "نريد مساعدة هذه الحكومة على النجاح، لأن البديل هو حرب أهلية شاملة وفوضى، ستؤدي حتما إلى زعزعة استقرار المنطقة" موضحا أن فشل حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع سيُشكل "تهديدا مباشرا" للاستقرار الإقليمي.
وقال الوزير الأميركي "بصراحة، بالنظر إلى التحديات التي تواجهها السلطة الانتقالية، فإننا نعتقد أن البلاد على بُعد أسابيع، لا أشهر، من احتمال الانهيار والدخول في حرب أهلية مدمرة قد تؤدي إلى تقسيم البلاد فعليا".
وأشار إلى أن رفع العقوبات عن سوريا قد يُسهم في تسهيل دعم الدول المجاورة لحكومة دمشق.
وأردف أن رفع العقوبات يتيح إمكانية تنسيق الدبلوماسيين الأميركيين، بمن فيهم العاملون في السفارة الأميركية في تركيا، مع شركاء محليين لتلبية احتياجات سوريا، خاصة في مجال دعم قوات إنفاذ القانون.
وفي معرض حديثه عن تنظيم "داعش" الإرهابي، قال روبيو إن التنظيم "يكره الحكومة السورية الحالية"، لأنها "تشكل خطرا حقيقيا عليه".

داعش يكره الحكومة السورية الحالية

وأكد أن كل يوم تعجز فيه الحكومة السورية عن أداء مهامها "يُعتبر فرصة إضافية لداعش لإعادة تنظيم صفوفه"، مضيفًا أن واشنطن ستُبقي على وجود عسكري مؤقت في سوريا لمنع هذا الخطر.

بدوره حذر موفد الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن اليوم الأربعاء من خطر "تجدد الصراع" و"زيادة الانقسام" في البلاد، في سياق "استفزازات" بين المجموعات الدينية.

وقال عبر الفيديو من دمشق أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي بعد أكثر من خمسة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد "ما زلت قلقا إزاء خطر اندلاع المزيد من العنف وحقيقة أن مثل هذه التطورات قد تؤدي إلى تقويض الثقة".

وأشار خصوصا إلى الهجمات التي استهدفت الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد في آذار/مارس الماضي، لافتا إلى "الانتكاسة" التي تمثلت بالعنف ضد الأقلية الدرزية في نهاية نيسان/أبريل.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن خلال منتدى الاستثمار السعودي-الأميركي 2025 الذي عُقد في الرياض الأسبوع الماضي، عن نيّة إدارته رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
وشدد الوزير أن بلاده ترى في الحكومة السورية الحالية "فرصة"، مضيف: "إنهم يسعون لبناء دولة، ولا يرون أنفسهم منصة لإطلاق ثورة".
وحاول روبيو طمأنة الحلفاء الإقليميين، وخاصة إسرائيل، قائلا "في حال كانت هناك حكومة بسيطة تشمل كل مكونات المجتمع، ولا تهتم بخوض حروب مع إسرائيل من أجل الحدود أو غيرها، فإن ذلك يُعد إنجازا كبيرا لأمن إسرائيل".
وفيما يتعلق بمخاوف إسرائيل من وجود القوات التركية في سوريا، أشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن الحكومة السورية الانتقالية ستضطر لاحقا إلى اتخاذ قرار بشأن السماح بوجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.
كما كشف روبيو عن أن واشنطن تعمل على دمج "الأكراد ضمن هياكل الحكومة السورية وقواتها الأمنية بشكل أوسع".
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور.