أزمة اليمن أمام خيار التدويل

مازال المجتمع الدولي يخاطب الحوثي بوسائله الدبلوماسية العاجزة عن إحداث تغيير في المشهد المأساوي الراهن.
قوة طائفية عُرفت بجهلها منذ زمن حكم الإمامة الذي أدخل اليمن في عصر التخلف
تأييد عربي ودولي للمبادرة السعودية أمام رفض ايران كل نية للسلام
الحوثي يرى العالم يمده قوة بمبادرات سلام فيها معنى الاعتراف بوجوده وبحاضنته الايرانية

ميليشيا الحوثي عدو للأمن القومي العربي، وخطره المتمركز على شواطئ بحر العرب، والفاتح لمضيق باب المندب أمام مشروع إيراني توسعي، تتعامل قوى العالم العظمى معه بـ "دلال" دبلوماسي أملا في استجابة لن تخطر في باله.

الحرب المشتعلة ضد الحوثي، أخذت أفكارها من روائع سينما هوليوود، خيال مجرد من مضمون واقعي، في صورة مبهرة يقدمها الإعلام في مشاهد إثارة سرعان ما يزول تأثيرها.

قوة طائفية، عرفت بجهلها منذ زمن حكم الإمامة الذي أدخل اليمن في عصر التخلف، تدعي الانتساب إلى آل البيت، أنشأت لها مذهبها، قبل أن تتحول إلى كيان سياسي يريد فرض شروطه في دولة مدنية، بدعم إيراني مباشر هدفه الوصول إلى أهم مركز إستراتيجي في شبه الجزيرة العربية، يجعل من طهران قوة إقليمية حاكمة لا يقوى أحد على تجاوزها.

مازال المجتمع الدولي يخاطب الحوثي بوسائله الدبلوماسية العاجزة عن إحداث تغيير في المشهد المأساوي الراهن، فيزداد قوة وعنجهية في ضرب وحدة اليمن وتجويع شعبه في ظل حصار فرضه على نفسه، واستهداف أمن المملكة العربية السعودية.

تتوالى المبادرات الدبلوماسية بمضامين السلام التي تحملها، وكلما سقطت مبادرة تليها مبادرة أخرى، ولم تر أي مبادرة شكلا لها فوق الأرض، سوى ما يراه الحوثي أن العالم يمده قوة بهذه المبادرات غير القابلة للتطبيق، وفيها معنى الاعتراف بوجوده ومنحه شرعية تقرير المصير.

اختارت جماعة الحوثي الرد على المبادرة السعودية، بهجوم عسكري نوعي على مدن عدة، استهدف المنشآت المدنية والعسكرية، عندما رأت إن تلك المبادرة لا تحقق أهدافها الداعية إلى ما تعتقده الاعتراف بحق تقرير المصير في الأراضي التي تسيطر عليها.

لجأت ميليشيا الحوثي إلى الخيار العسكري للرد، كوسيلة ضغط أقوى على المملكة العربية السعودية، في ظل التأييد العربي والعالمي للمبادرة السعودية أمام رفض الحاضنة الإيرانية لكل نية للسلام.

مازال المجتمع الدولي يخاطب الحوثي بوسائله الدبلوماسية العاجزة عن إحداث تغيير في المشهد المأساوي الراهن، فيزداد قوة وعنجهية في ضرب وحدة اليمن وتجويع شعبه في ظل حصار فرضه على نفسه، واستهداف أمن المملكة العربية السعودية.

تتوالى المبادرات الدبلوماسية بمضامين السلام التي تحملها، وكلما سقطت مبادرة تليها مبادرة أخرى، ولم تر أي مبادرة شكلا لها فوق الأرض، سوى ما يراه الحوثي أن العالم يمده قوة بهذه المبادرات غير القابلة للتطبيق، وفيها معنى الاعتراف بوجوده ومنحه شرعية تقرير المصير "من وجهة نظر حاضنته".

هناك معطيات ستتغير فوق الأرض، في ظل معارك الحوثي بإتجاه المأرب وتعز، قد تعدو القوى الكبرى الى التدخل بشكل مباشر فوق الأرض اليمنية، وهنا لابد من الإشارة إلى إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى التدخل عسكريا من أجل السيطرة على الوضع الأمني وإيقاف الزحف الحوثي باتجاه المدن الأخرى.

إذن التدويل أصبح خيارا متاحا الآن يدعو النظام الرسمي العربي إلى اتخاذ موقفه العاجل بالتنسيق مع المجتمع الدولي.