أسرار الأسماء ومعانيها

كتاب الباحث السعودي عبود أحمد الخزرجي يشكل خلاصة سنوات طويلة من البحث في بطون القواميس والمعاجم.

هل تعرف معنى اسمك؟ وهل تعرف معاني أسماء أصدقائك وأصحابك وأقاربك؟ هل تعرف معنى اسم أخيك أو أختك أو والدك أو لقب عائلتك؟ وهل تعرف أن اسم عثمان يعني الثعبان أو فرخ الحبارى، وأن جعفر يعني النهر الصغير، وأن هند يعني مائة بعير.. الخ.

من أجل الوصول إلى معاني الكثير والكثير من الأسماء في لغتنا العربية، عكف الباحث السعودي عبود أحمد الخزرجي سنوات طويلة يستخرج من بطون القواميس والمعاجم معاني الأسماء وأسرارها. وقد دفعه إلى هذا العمل المضني سؤالٌ وجهه إليه مدرس اللغة العربية عندما كان تلميذًا بالمدرسة، سأله عن معنى اسمه، عن معنى اسم "عبُّود"، فلم يعرف كيف يجيب، ولم يتركه الأستاذ على حاله، ولكنه قال له موبخًا إن معنى عبُّود هو "كثير العبادة".

ومن ساعتها أصبح لديه ولعٌ بمعرفة معاني الأسماء، وقد ترجم هذا الولع بهذا الكتاب الذي نعرض له، وهو "أسماؤنا: أسرارها ومعانيها" الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، واحتوى على 648 صفحة.

لقد حشد المؤلف في هذا الكتاب أنقى وأرقى حشد من الأسماء العربية وأفعالها، رغم أن المعاني المعطاة هي لتفسير الاسم فقط ولا علاقة لها بالأفعال، ومن أجل الحفاظ على الأنقى والأرقى والأجمل من الأسماء غضَّ المؤلف الطرف عن المعنى الضد إذا كان غير جميل أو طالحًا، فمن المعروف أن لغتنا العربية بها مئات الكلمات التي تحمل المعنى وضده في الوقت نفسه، فمثلا كلمة "البَهْر" تحمل معنى الإضاءة والخيبة والفخر والهلاك والكذب والعُجْب. إنه يأخذ المعاني الجميلة ويضعها في كتابه، ويترك المعاني القبيحة أو الطالحة حتى لا تكون نقمة على صاحب الاسم ذي المعنى الجميل، كما أنه يهمل أحيانًا العديد من الألفاظ الجميلة لكونها سهلة التحريف والتحويل إلى ألفاظ كريهة سمجة أو ذميمة، نكاية بالمسمى مثل "مغازي" التي يمكن تحويلها إلى "مخازي".

وإذا كان للاسم معنيان أو صفتان، إحداهما للإنسان والأخرى للحيوان، أبقى على المعنى الخاص بالإنسان، وحذف ما يدل على أن هذا الاسم يتعلق بالحيوان، كما أن المؤلف أحيانًا ما يتجاوز عن إيراد اسم جميل ذي جرس أخاذ وقاية للمسمى من احتمال حدوث خطأ في قراءته أو كتابته مستقبلا في حال عدم ضبط الاسم بالتشكيل مثل "كناس" الذي معناه بيت الغزال بين أغصان الشجر، خشية أن يُقرأ "كنَّاس" بتشديد النون.

وهكذا فإن عدد الأسماء التي أوردها المؤلف في كتابه هذا تربو على اثني عشر ألف اسم من الممكن مضاعفتها بكل بساطة عن طريق التصغير أو التثنية أو الجمع أو التأنيث أو جعلها أسماء مركبة.

ويورد المؤلف بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحضُّ على تحسين الأسماء مثل قوله صلَّى الله عليه وسلم: "خيرُ الأسماء ما عُبِّد وحُمّد". كما قال حكماء العرب: "إن من حق الولد على والده أن يختار له أمًّا كريمة، ويسميه اسمًا حسنًا، ويعلمه القراءة والكتابة"."

وقبل أن يدخل المؤلف إلى معاني الأسماء يوضح في عشر صفحات أسباب التسمية وأنواعها، وهو في هذا يقسم الأسماء إلى الأسماء الدينية حيث تتم التسمية بدافع الانتماء الديني تيمنًا والأسماء العربية القديمة ومذاهب العرب في اختيار الاسم، والأسماء العربية الحديثة.

ومن أسباب التسمية في الأسماء العربية الحديثة التسمية باسم الوقائع والمناسبات الاجتماعية الوطنية والعالمية مثل: عيد ورمضان واتحاد ووحدة.. الخ، أو التسمية بأسماء القادة المشهورين، أو التسمية بأسماء الأدوات مثل: خنجر وسيف ودرع، أو التسمية باسم الجَد تخليدًا واعتزازًا، أو باسم الأخ المتوفي، أو التسمية باسم إحدى المدن الكبيرة، أو التسمية باسم من يُشبه المولود من الأقارب، أو التسمية بحكم موقع المولود من مجموع الولادات مثل: الأول أو وحيد، أو خميس، أو التسمية بظروف الطقس والوقت والظواهر الطبيعية.