أشرف عامر يكتب عن النجار الفنان
ولِدَ الشاعر محمد أشرف محمد فتحي عامر في القاهرة عام 1958. وتوفي عام 2023.
حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب، جامعة القاهرة 1980. كان عضو أتيليه الفنون بالقاهرة، وعضو اتحاد كتاب مصر، وعضو المجلس الأعلى للثقافة. مارس العمل الصحفي منذ تخرجه، فعمل مدير تحرير مجلة "صدى الأسبوع" بالبحرين، ومدير تحرير مجلة "تجارة الرياض" التي تصدرها الغرفة التجارية الصناعية بمدينة الرياض. وعندما عاد إلى مصر رأس الهيئة العامة لقصور الثقافة. وحصل على جائزة الشارقة للإبداع العربى عن مجموعته "عدة أبيات أخر"، في عام 2022.
يكتب الشعر الفصيح والعامي. ويكتب شعر الأطفال.
* من أعماله الشعرية في مجال الطفولة:
ــ نجَّارُنا الفنان (سلسلة أشعار ملونة للأطفال) 1993.
ــ اللون والخيال (سلسلة أشعار ملونة للأطفال) 1993.
ــ الولد والقطة.
* يقول في قصيدة "نجَّارنا الفنان":
مِنْ سَالِفِ الأزْمانْ **من آدم الإنسانْ
نجَّارنا الفنَّان ** ينجِّرُ الخشبْ
مِنْ أقْدَمِ الجُدُودْ ** ومَنْشَأِ الوجود
أَهْدَى له الوَدُودْ ** أَجَاوِدُ الخشب
نجَّارُنا المُهَاب ** في الرَّوْحِ والإِيابْ
إذا رآهُ بابْ ** لا يَدَّعِي العَطَبْ
يَدُّقُّ بالقَدُومْ ** أَرِيكَةٌ تقومْ
سفينةٌ تعومْ ** ويَسْبَحُ الحَطَبْ
الدَّقَّةُ .. تَطِنّ ** مِسْمَارُهُ .. يَرِنّ
شُجَيْرَةٌ تَئِنّ ** مِنْ صَرْخَةِ الخَشَبْ
في الجامع الكبيرْ ** والمسجد الصغير
نجَّارُنا القديرْ ** يزيِّنُ الْعَتَبْ
نجَّارُنا العَطُوفْ ** تقدَّمَ الصفوفْ
ليصنعَ الدفُوفْ ** في فَرْحَةِ العَرَبْ
بالفَأْرَةِ تَصِيرْ ** أخْشَابُنا حَريرْ
المِقْعَدُ الوَثِيرْ ** وأرْفُفُ الكُتُبْ
مِثْقَابُهُ نَحِيفْ ** لكنَّه عَنيف
وصوتُهُ مخُيِفْ ** يَشِيطُ بالغَضَبْ
نجَّارُنا فَرْحَانْ ** الزَّانَةُ مِنْ زَانْ
والزَّانَةُ تَزْدَانْ ** في القَفْزِ وَالمطَبْ
شاكُوشُهُ الدَّبَّاب ** إنْ مَرَّ قُرْبَ الباب
يقولُ لِلْقُبْقَابْ: ** الـمَوْعِدُ اقْتَرَبْ
إزميلُهُ الحَدِيدْ ** يراه من بعيد
يصيحُ من جديدْ: ** لا وقتَ للتعب
مِنْشَارُهُ خَطِرْ ** لكنَّه حَذِرْ
لا يقطعُ النَّضِرْ ** والمثمرَ الرَّطِبْ
يا أكْرَمَ الشَّجَرْ ** يَسُوقُكَ القَدَرْ
لو عُمْرُكَ انْحَدَرْ ** للنَّجْرِ تقترب
أشجارُنا تعودْ ** بالخيرِ للوجُود
وبالسَّاق تَجُود ** إنْ خيُرها نَضَبْ
مِنْ سَالِفِ الأزْمان ** من آدَمَ الإنسانْ
نجَّارُنا الفنَّان ** ينجِّرُ الخشبْ.