أفريقيا تملك حضارة عريقة قائمة على المعرفة والتنوع الثقافي

عميد معهد دول حوض النيل يرى أن الثقافة وحدها هي القادرة على تحريك الحجر الجاثم على قلب العلاقات المصرية الأفريقية.
الوزارات المصرية التي تعتبر بمثابة القوى الناعمة المؤثرة في أفريقيا هي السياحة والثقافة والتعليم
القارة السمراء تنال اهتماما بالغا لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ توليه السلطة

أكد د. كمال حسن غلاب عميد معهد البحوث والدراسات الإستراتيجية لدول حوض النيل أنه من المعروف أن أفريقيا تملك حضارة إنسانية عريقة قائمة على المعرفة والتنوع الثقافى، لذا لا بد من الاهتمام بها والقيام بدورنا تجاهها بما يتوافق ومكانة مصر بالنسبة لأفريقيا، وذلك بأن تقوم مؤسسات مصرية ثلاث بمراجعة نفسها وخرائطها والبحث عن سبل لصناعة العمق الأفريقى داخل الثقافة المصرية والعكس، هذه المؤسسات هى التي تعتبر بمثابة القوى الناعمة المؤثرة في أفريقيا وزارة السياحة ووزارة الثقافة ووزارة التعليم.
مشيرًا إلى أن الثقافة وحدها هي القادرة على تحريك الحجر الجاثم على قلب العلاقات المصرية الأفريقية، وفتح منافذ متعددة من الرؤية، بما يجعل الطريق متاحًا لصناعة مستقبل واحد للقارة السمراء في نهايته نصبح جميعًا على قلب رجل واحد، وعلى هذه المؤسسات أن تقوم بدورها في الترجمة والتعريف، وكذلك على المركز القومى للترجمة أن يصنع محورًا للكتابات الأفريقية، وألا تكون الترجمة مقصورة على الشخصيات الشهيرة، فهناك كتاب كثر بحاجة إلى معرفتهم ومعرفة إبداعهم، كذلك وجه مصر الحضاري في قلب كل أفريقي، وحتى يشعر الأفارقة بأننا شعب واحد يستطيع أن يحقق الكثير.
أما فيما يتعلق بوزارة الثقافة فأكد عميد المعهد، أنه لا بد أن يكون هناك محور سنوي دائم يتعلق بالثقافة الأفريقية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، على أن يشمل هذا المحور ندوات وحفلات، ويستضيف كتابا كبارا يقدمهم لنا ويعرفنا بهم ويعرض لأحدث الترجمات، ويبحث عن المشاكل المشتركة في الثقافة الأفريقية، على أن تشمل الندوات الشعر والرواية والمسرح والموسيقى الأفريقية، ويجب أن يكون هذا المحور دائمًا لا يرتبط بالبرنامج العام للمعرض الذي يتغير كل سنة حسب المحور العام.
وأشار د. كمال حسن غلاب إلى أن القارة السمراء تنال اهتمام بالغ لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ توليه السلطة، حيث حرص على أن يتوجه لعدد من تلك البلدان في زيارات تاريخية، كما أنَّ الرئيس السيسي حرص على الاهتمام بالقارة السمراء عبر عدة سبل، من بينها الزيارات المتبادلة وتقديم الدعم الإنساني والتنموي ودعم مسيرة السلام بأفريقيا.

Dialogues
د. كمال حسن غلاب 

وخلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي كان للقاهرة دور كبير في توصيل صوت القارة السمراء إلى العالم، وتعزيز الاستثمارات داخل القارة الأفريقية، تلك الاستثمارات التي تساهم في عمليات التنمية وهو ما ينعكس على الاستقرار في القارة، فضلا التمثيل القوي للقارة السمراء في المحافل الدولية، في الوقت الذي أكد فيه الخبراء أن مصر حققت إنجازات كبرى للقارة الأفريقية خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي.
وكعادته وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى فأوفى عبر حرصه الشديد على طرح قضايا الأشقاء في القارة الأفريقية، وتعاملت مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي باعتبارها ثقة تقدرها من قادة الدول الأفريقية في مصر وقيادتها، وفي الوقت نفسه، باعتبارها مسئولية عليها الوفاء بها تجاه القارة وشعوبها.
وعلى مدار هذا العام تحركت القيادة المصرية على أكثر من صعيد من أجل مصالح شعوب أفريقيا، ومن أجل تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية، وبين الشعوب الأفريقية وبعضها البعض.
وحمل الرئيس عبدالفتاح السيسي على عاتقه هموم أبناء القارة الأفريقية خلال زياراته لقارات العالم دفاعاً عن مصالح أفريقيا، ورفع صوتها من أجل حقها العادل في التنمية والسلام والاستقرار والتقدم.
وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على طرح كافة المشكلات والأزمات التى تعانى منها دول القارة السمراء، وذلك خلال مشاركته في منصة مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا من أجل السلام في أفريقيا، ثم في القمة الأفريقية الأوروبية في النمسا ثم في منتدى الصين - الأفريقي في بكين، ثم في القمة اليابانية – الأفريقية (تيكاد) في طوكيو، وقمة الدول السبع الصناعية في باريس، وقمة مجموعة الدول العشرين الكبري في أوساكا باليابان، ثم في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم قمة التعاون بين مجموعة العشرين وأفريقيا في ألمانيا ثم القمة الأفريقية الروسية في سوتشي ثم القمة البريطانية – الأفريقية للاستثمار في لندن (يناير 2020).
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي خير معبر عن قضايا القارة الأفريقية ومدافعا عن حقوقها ومصالحها.
وعلى صعيد العلاقات بين مصر والشعوب الأفريقية بذلت مصر جهوداً كبيرة في هذا الاتجاه فنظمت مصر منتدى الاستثمار في أفريقيا، والملتقى الاقتصادي العربي الأفريقي، وأصبحت أسوان عاصمة للشباب الأفريقي، وصدور توجيهات لكل أجهزة الدولة المصرية لتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية في كل المجالات والتي نفذت العديد من برامج التعاون في كافة مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والري والدبلوماسية والبيئة والشباب والرياضة والصناعة وبناء الكوادر والقدرات البشرية وغيرها.
وتعد رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي البداية للانطلاق المصري، الأفريقي المشترك لكل ما فيه صالح ومستقبل الشعوب الأفريقية.