أيام قرطاج السينمائية تحتفي بالسعودية في دورتها الـ33

معلّقة المهرجان الأقدم عربيا وأفريقيا توضح رغبة المنظمين على التأكيد على تجذر التظاهرة في بعدها العربي والأفريقي وانفتاحها على محيطها المتوسطي والعالمي.

تونس - تنطلق الدورة الثالثة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية في التاسع والعشرين من الشهر الجاري لتتواصل حتى الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني بمشاركة 72 دولة.

افتتاح أيام قرطاج السينمائية لهذا العام سيكون بالفيلم المغربي "فاطمة السلطانة التي لا تنسى" للمخرج محمد عبد الرحمان التازي والذي يروي مسيرة المناضلة المغربية فاطمة المرنيسي.

معلّقة تختزل التاريخ

ومن خلال معلّقة المهرجان الأقدم عربيا وأفريقيا، بدا واضحا رغبة المنظمين على التأكيد على تجذر أيام قرطاج السينمائية في بعدها العربي والأفريقي وانفتاحها على محيطها المتوسطي والعالمي.

استوحى مصمم المعلقة الخاصة بالدورة الـ 33 من صورة الممثلة السنغالية الكبيرةمبيسين تيريز ديوب بطلة شريط "فتاة سوداء" للمخرج عصمان صمبان وهو أول فيلم يفوز بالتانيت الذهبي في أول الدورة التأسيسية لأيام قرطاج السينمائية عام 1966 والذي لاقى إشادة دولية كبيرة ويُعتبر أحد أهمّ الأفلام الروائية الإفريقية.

وتمّ إطلاق المعلقة الرسمية مساء الثلاثاء الماضي على واجهة المسرح البلدي في قلب العاصمة في إشارة إلى انطلاق الاحتفالية السينمائية الأكبر في تونس والتي وإن تعدّدت أماكن تنظيمها وتنوعت إلاّ أنّ الشراع الرئيسي بالعاصمة التونسية يبقى الحاضن الأول والأكبر لعشّاق السينما بمقاهيه ومطاعمه وحاناته وما يتمخّض عن كل عرض من نقاشات وحوارات…

تنطلق الدورة الجديدة مُحمّلة بكمّ من الأفلام التي لا تحيد عن مبادئ التظاهرة التي تأسست سنة 1966، تحت شعار "حلثنيّة" أو "افتح طريقا" ما يؤكد مرة أخرى أن الفنون عموما والسينما تحديدا يمكن أن تكون قاطرة لفتح طرق جديدة والسير نحو دروب أكثر انفتاحا وخلقا وإبداعا، كما أنّه بوابة نحو المحبة والسلام والتعايش والتحاور والتثاقف والاعتماد عليها كأداة من أدوات التنمية وخاصة في بلدان الجنوب.

وتحدّثتالمخرجة التونسية سنياءالشامخي المديرة العامة للمهرجان خلال لقاء صحافي انتظم بمدينة الثقافةإلى فلسفة الأيام وخطوطها العريضة واِلتزامها بخدمة السينما الأفريقية والعربية والعالمية محافظة على مبادئ الـتأسيس لهذه التظاهرة العريقة ووفاء لباعثيها.

وقالت الشامخي "تسعى هذه الدورة لأن تكون متوازنة من حيث من الحضور الأفريقي والعربي والتونسي وممثلة لصنّاع السينما من الجنسين ومن مختلف الأجيال، حيث يبلغ عدد الدول المشاركة 72 دولة"، مشيرة إلى أنّ"التوجّه العام لهذه الدورة هو الجمع بين الفكر والفن من خلال برمجة ترتقي بالذوق العام وتصالح بين الجمهور العريق والسينما المتألقة فكريا وفنيا…"

فيما تحدث الطاهر بن غضيفة المنسق الفني للدورة الـ 33 لأيام قرطاج السينمائية عن لجان الاختيار التي تم تشكيلها لانتقاء الأفلام المشاركة في مختلف المسابقات والتي قال إنها متكونة من مخرجين ونقاد وإعلاميين من مختلف الجنسيات مؤكدا أنها التزمت خلال عملها بالضوابط الجمالية والفنية للأعمال مع مراعاة التمثيلية الجغرافية.

مسابقات جديدة

خلال الندوة الصحفية للمهرجان، تمّ الإعلان اليوم عن مسابقة جديدة أُحدثت لأول مرة في هذه الدورة وهي مسابقة "قرطاج أسبوع النقاد" والتي تتنافس فيها 7 أفلام روائية وتُرصد لها جوائز من قبل لجنة تحكيم دولية.

وفيما يتعلق بالأقسام الموازية تمّ إحداث قسم "أيام قرطاج السينمائية للأطفال" الذي يضمّ أفلاما موجهة للأطفال ويسعى إلى "تأصيل الحس الفني والبعد النقدي لدى الطفل" وستكون أيام قرطاج السينمائية للطفل بالجهات في كل من غار الملح في وفي جزيرة جربة وفي قابس.

وفي ذات السياق تحدثت دليلة شكري المسؤولة عن قسميْفوكيس اسبانيا وفلسطين وقسم رؤى متوسطية الذي يحتوي على ثلاثة برامج وهي "العالم كما يراه فيديريكو فيليني" و"وجهات نظر صانعات الأفلام من جنوب المتوسط وشماله حول الهجرة" و"على الطريق".

أيام قرطاج للصناعة السينمائية

أما فيما يتعلق بقسم أيام قرطاج للصناعة السينمائية، فقدأوضحت فريال العريبي منسقة برنامج "تكميل" أن ثمانية مشاريع تم اختيارها للمشاركة في المسابقة والتي تسند فيها لجنة التحكيم منح مساعدة على الإنتاج، مضيفة أنه "سيتم تنظيم لقاءات بين مِهَنيي السينما العربية والأفريقية وصنّاع السينمائية الأوروبية من خلال حلقات نقاش ودروس موجهة لطلبة السينما".

وللسنة الثالثة على التوالي يتواصل قسم اقتباسات حيث تم إطلاق دعوة مشتركة بين أيام قرطاج السينمائية والمركز الوطني للسينما والصورة من أجل إنتاج أفلام قصيرة مستمدة من التراث الأدبي التونسي الكلاسيكي منه والمعاصر وِفقَ ما صرّح به المكلف بتسيير المركز الوطني للسينما والصورة خالد العازق.

فلسطين وإسبانيا

أما فيما يتعلق بالأقسام الكلاسيكية لأيام قرطاج السينمائية فقد تمّ تخصيص فوكيس أول لفلسطين عبر برمجة أفلام فلسطينية وعربية منها أفلام قديمة وقع رقمنتها وأخرى لمخرجين عرب حديثة تعبر عن التزام السينمائيين بالقضية الفلسطينية وحبهم للشعب الفلسطيني ونضاله.

وفوكيس ثاني يحتفي بالسينما الاسبانية عبر اكتشاف أفلام لمخرجات رائدات ومخرجات،واعدات،ونظرتهن للواقع، والفن.

وستكرّم الدورة الجديدة ستّ شخصيات سينمائية هامة من صانعي الأفلام الرواد رجالا ونساء، عربا وأفارقة منهم من غادرونا ومنهم من يتواصل عطائهم تحت شعار "إنّاباقون على العهد".

احتفاء خاص بالسينما السعودية

وفاء لمبادئ تأسيسها ودورها في دعم السينما الناشئة تستضيف أيام قرطاج السينمائية في دورتها الحالية المملكة العربية السعودية كضيف شرف، حيث سيتم عرض 7 أفلام تحاكي الواقع السينمائي بالمملكة.

وكشف سمير بالحاج يحيى المنسق التنفيذي للدورة الحالية أن الموعد يتجدّد هذا العام مع التقليد الجميل لسينما الشارع في رحاب شارع الحبيب بورقيبة الذي يحمل أكثر من رمزية وستعرض ستّ حصص سينمائية لعمالقة كرة القدم في إطار أجواء الاحتفال بكأس العالم لكرة القدم.

هذا، وتحافظ الدورة على أقسامها التي لاقت استحسان المواكبين والنقاد ومنها أيام قرطاج السينمائية في السجون وأيام قرطاج السينمائية في الثكنا