ذكريات وتكريمات في حضرة مئة عام من السينما التونسية

يُرجّح أغلب المهتمين بتاريخ السينما في تونس أنّ بداياتها تعود لأواخر القرن التاسع عشر، وتحديدا إلى سنة 1896 تاريخ تصوير الأخوين لوميار لمشاهد حية لأنهج في العاصمة التونسية.

وفي العام الموالي، أقام ألبير سمامة شيكلي الذي يُلقّب برائد السينما التونسية، أول عرض سينمائي بتونس، وكان ذلك سنة 1908 حيث تمّ افتتاح قاعة "أمنية باتي" كأول قاعة سينما في تونس.

لنصل إلى العام 1922 حيث قام ألبير شيكلي بتصوير فيلم "زُهْرَة"، وهو أول فيلم تونسي قصير في تونس1922 ويروي قصّة شابة فرنسية أنقذتها مجموعة من البدو، ما جعلها تكتشف تفاصيل تقاليدهم وطرق عيشهم،ل يأتي بعده بـ 15 سنة وتحديدا سنة 1937 أول فيلم طويل بعنوان "مجنون القيروان".

وبعد 100 عام كاملة وفي نفس المكان الذي صوّر فيه ألبير شكلي أول فيلم تونسي، أقيمت احتفالية كبرى تزامنا مع تنظيم الدورة الـ 33 لأيام قرطاج السينمائية وبحضور نجوم تونسيين وعربٍ وأفارقة.

في الجزيرة التي تحمل اسمه برمزيّتها التاريخية والأيكولوجية وبحمالها حيت تتوسط بحيرة تونس، وعلى أنغام موسيقى عدد من الأفلام التونسية والعربية والعالمية التي أمّنها الأوركسترا السمفوني لمسرح أوبرا تونس، أعلنت وزير الثقافة التونسية عشية الأربعاء 02 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن انطلاق البرمجة الثقافية الخاصّة بسَنَة الاحتفاء بمرور ماة عام عن السينما التونسية، بحضورعدد من السينمائيين التونسيين ومن ضيوف الدورة 33 من أيام قرطاج السينمائية وعشاق الفن السابع وصنّاع السينما فضلا عن ثلّة من المثقفين والإعلاميين.

كان ذلك في إطار حفل استقبال انتظم بجزيرة شكلي المتميّزة التي وقع تسميتها باسم رائد السينما التونسية وأب قطاع الفن السابع ألبير سمامة شكلي، مخرج أول شريط تونسي.

وأكدت وزيرة الثقافة التونسية خلال الاحتفالية على أهمية دور السينما التونسية على مدى عقود من الزمن في تشكيل جزء ذا قيمة ومكانة من تاريخ السينما العالمية بما تعاقب على امتداد مائة ربيع من صنوف الإبداع في الفن السابع إنتاجا وتصويرا وتوثيقا وعملا، وهو ما ساهم في رسم صورة مميزة لهذا القطاع "لتكون لنا ثروة سينمائية حقيقية ومخزون يتوفر على مكتبة سينمائية في المنتج السينمائي العربي والإفريقي والمتوسطي والعالمي بمجموعة مهمّة من الأفلام كمّا وكيفا.

الدكتورة حياة قطاط القرمازي أشارت ايضا إلى حرص وزارة الثقافة على مزيد إشعاع السينما في تونس وتطوير آلياتها ودعم صنّاعها وأهل المهنة من خلال وضع استراتيجية عمل تهدف بالأساس إلى تذليل الصعوبات والعراقيل سعيا إلى تحقيق مزيد من التألق والإبداع وخلق صناعة سينمائية كاملة الشروط ليكون هذا الفن، فضلا عن قيمته الإبداعية والجمالية البالغة، محرّكا للتنمية ودفع الاقتصاد الوطني.

احتفاء وتكريم

وفي إطار انطلاق الاحتفال بمائة عام من السينما التونسية، كرّمت وزيرة الثقافة بحضور مدير المركز الوطني للسينما والصورة خالد العازف والمديرة العامة لأيام قرطاج السينمائية سونياء الشامخي وضيف المهرجان الفنانة منى واصف، عددا من المبدعين وصنّاع السينما والنقّاد في تونس وهم جويدة تمزالي حفيدة المخرج ألبير سمامة شكلي في لمسة وفاء واعتراف لجدّها، والحبيب الشعري وسلمى بكّار ومنى نور الدين وخميّس الخياطيوعبد العزيز بن ملوكة وأحمد بن نيس وعبد اللطيف بن عمّار.

وتمّ خلال الاحتفالية عرض فيديو يوثق للإنتاجات السينمائية وأهم الأحداث منذ سنة 1922 إلى سنة 2022 ومنها تأسيس أيام قرطاج السينمائية وكل القرارات والإجراءات التي جاءت لدعم قطاع السينما.