السينمائي الدولي ياسمين الحمامات يشعل شمعته الثانية

التظاهرة تواصل الالتزام بفلسفتها الفنية وخطها التحريري القائم على اختيار الأفلام المتوجة أو المشاركة في المهرجانات الدولية الكبرى فضلا عن مواصلة دعمه للأصوات السينمائية الشابة والتجارب المتفردة في طرحها الجمالي والفني.

يعود المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات في دورة ثانية وفيّا لما تأسس عليه في برمجة تتراوح بين عرض أبرز الأفلام الطويلة التي عُرضت في المهرجانات الكبرى عبر العالم على غرار مهرجان كان السينمائي، والأفلام القصيرة التي تمثّل مختلف ثقافات العالم وقضايا الشعوب.

وتنتظم الدورة الجديدة من السادس إلى الثالث عشر من مايو/حزيران في مدينة ياسمين الحمامات إحدى أجمل المناطق في الضفة الجنوبية للمتوسط.

وكان المخرج والمنتج التونسي مختار العجيمي مؤسس المهرجان قد كشف عن جديد الدورة الثانية خلال مؤتمر صحفي، حيث قال إنه تمّ إدراج مسابقة لفيلم الموبايل وهي فئة الأفلام القصيرة المصورة بالهاتف والتي لا تتجاوز الدقيقة من الزمن.

ويواصل المهرجان الالتزام بفلسفته الفنية وخطه التحريري القائم على اختيار الأفلام المتوجة أو المشاركة في المهرجانات الدولية الكبرى "فئتيْ أ وب"، فضلا عن مواصلة دعمه للأصوات السينمائية الشابة والتجارب المتفردة في طرحها الجمالي والفني "ليكون المهرجان بذلك ملتقى لمنتجي الأفلام من مختلف الجنسيات ونافذة لسينما مغايرة…"

أفلام الموبايل

يقترح المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات في دورته الثانية مسابقة مخصصة لأفلام الموبايل وبمشاركة 90 فيلما لا يتجاوز مدة كل عمل دقيقة واحدة، إلى جانب برمجة ثرية تحتفي بمئوية السينما التونسية ضمن قسم "بانوراما"، وجائزة يمنحها المجلس الدولي للسينما والتلفزيون والاتصال السمعي البصري التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تحت عنوان "ميدالية غاندي" وتقدم لفيلم يتناول في طرحه قضايا إنسانية عادلة، بالإضافة إلى "بانوراما" خاصة بالأفلام الوثائقية، وعروض ضمن قسم جديد بعنوان “سيني بيتش” على شواطئ مدينة ياسمين الحمامات وسينما أميركا اللاتينية "تحت المجهر".

عشرات الأفلام تغازل الشراع الذهبي

ويتنافس على "الشراع الذهبي" للدورة الثانية من المهرجان في مسابقاته الرسمية 12 فيلما روائيا طويلا، و12 فيلما روائيا قصيرا و6 أفلام وثائقية طويلة.

وتضمّ لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة 7 أعضاء ويترأسها الناقد السينمائي الفرنسي جاكي بورنيه وعضوية كل من الممثلة وكاتبة السيناريو المغربية سناء علوي والممثلة والمخرجة السنيغالية سينا ديوب زينا والمخرج التونسي مصلح كريم والإيطالي ألبيرتو لامونيكا  واللبنانية دارين حمزة والبلجيكية مارتين دواين، فيما تتكون لجنة تحكيم الروائي القصير من الباحث والصحفي السينيغالي تييرنو براهيما ديو، المنتج الفرنسي برونو سمادجا والكاتب والمخرج المصري محمود محمود.

أما لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية فيترأسها السيناريت المصري سيد فؤاد لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية مع عضوية المخرج المغربي داوود أولاد السيد، والمؤلفة الموسيقية الفرنسية باتريسيا ثريبت، والمنتج والمخرج اللبناني إلياس خلاط.

ويمنح المهرجان شراعه الشرفي لعدد من السينمائيين، وسيتمّ هذا العام تكريم سلمى بكار، فتحي الهداوي، فريد بوغدير والفنانة المصرية رانيا يوسف مع تكريم خاص للنجوم التونسيين الذين تألقوا خارج الوطن، وقد اختار المهرجان أن يكرم النجمة التونسية درة زروق خلال الدورة الثانية.

فيما تنزل النجمتان هالة صدقي ورانيا يوسف ضيفتا شرف على الدورة الثانية من المهرجان.

معلّقة المهرجان

تستحضر المعلقة الرسمية للمهرجان الهوية التونسية المتجذرة عميقا عبر شخصية "بوسعدية" في رحلته الإنسانية وتجربته الوجودية. والمهرجان حسب مؤسسه ومديره العام يرسم ملامح هويته عبر السينما مكتشفا الآخر المختلف ومنفتحا على عوالم مغايرة تراهن على ثقافات الشعوب ودور الفن في التغيير وترك الأثر الساحر للفن السابع.

حفظ الذاكرة المبعثرة

وفي إطار المهرجان وإلى جانب العروض واللقاءات والنقاشات، أعد المنظّمون فقرات أخرى تضفي على التظاهرة منحًى بحثيا وفكريا، من ذلك تنظيم "ماستر كلاس" حول السينما الأمريكية اللاتينية اليوم والتي كان من الصعب عليها الوصول إلى المهرجانات على مدار سنوات والأكثر صعوبة دور السينما التجارية، إلاّ أنها اكتسبت في الآونة الأخيرة شهرة كبيرة.

ويرى المنظمون، أنّ "سينما أميركا اللاتينية هي سينما إبداعية للغاية بأسلوب شخصي للغاية، ولكن مع الاختلافات التي تبررها مجموعة متنوعة من الثقافات في 24 دولة تشكل أميركا اللاتينية التي توحدها اللغة الأكثر انتشارا وهي الاسبانية التي يتحدث بها نحو 550 مليون شخص والبرتغالية، فضلا عمّا يقرب من 600 لغة أميركية أصلية بعضها مهدد لسوء الحظ…"

وفي ذات السياق تنتظم ندوة حول التصوير في تونس أو "استعادة أرض التصوير" لدراسة إمكانات استعادة ديناميكية التصوير الأجنبي في تونس، وإعادة تحريك عجلة النشاط الاقتصادي بفضل السينما التي تعتبر قطاعا اقتصاديا توفر المراجيح وتوظف اليد العاملة من فنّيين ومقدّمي خدمات…

المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات يفتح النقاش خلال دورته الجديدة حول حماية المحفوظات السمعية البصرية والحاجة الملحّة لحفظ الذاكرة من خلال ندوة تبحث في رقمنة "الذاكرة المبعثرة" سواء كانت نصيّة أو أيقونية، صوتية أو مرئية، نصوصا أو نصّا تشعبيّا، شريطا سينمائيا أو رقميا، ليكون الهدف في النهاية حفظ الخطاب والمعلومات والمشاعر التي تقبع في سبات في الأقبية والمخازن…