اتحاد أدباء العراق يستعيد أدب الطفل عبر 'الأديب الصغير'

الاتحاد يصدر كتيبا صغيرا يضمّ خطابا للأدباء الصغار.

في فعل ثقافي جديد يجرب اتحاد الأدباء والكتاب في العراق طرح ما هو غير سائد ومألوف في نشاطات الاتحاد، من خلال سحب الجميع إلى منطقة اشتغالاته، فبعد كتاب في مجلة بدت الصورة تكرارا لمؤسسات أخرى، لكنه ومؤخرا انسحب إلى مرآة تتبنى استحداث ما يقترب من استعادة أدب الطفل ورؤى الفتيان عبر كتيب صغير حمل عنوان "الأديب الصغير" الذي يحتوي مواد أدبية تحاكي الصغار والفتيان.

في هذا الكتيب الذي صدر مجانا كهدية مع مجلة "الأديب العراقي" كانت هنالك مقدمة للناقد الدكتور علي متعب جاسم يعرف بها سبب هذا الإصدار وأسباب إصداره، حيث يقول في تلك المقدمة ما نصه "كتابة الطفل ترث – عندنا - الكثير مما سبقها من كتابات وتستند إليها حتى أصبحت في عرف البعض أقرب إلى جنس خاص بالكتابة والإشكال في ذلك أنها لا تراعي المتغيرات. إن الطفل الآن وتنشئته هو غير طفل الثمانينيات وهو غيره فيما سبقها أو  لحقها من تحولات اجتماعية وأسرية، والأمر مصحوب بشيء أهم، فثقافة الأسرة وطابع الفئة الاجتماعية التي ينمو فيها الطفل ليست واحدة، وقد أشار إلى ذلك المعنيون، ثمة بنيات اجتماعية ونفسية تختلف من مرحلة إلى أخرى ومن فئة إلى أخرى وثمة طابع يختلف من مجموعة إلى أخرى من الأطفال، وفقا لهذا المنظور لا بد أن تختلف أيضا أنماط الخطاب الموجهة للطفل لكي تؤدي دورها".

في ذات الكتاب كانت هنالك شهادة ورؤية كبيرة تبناها الدكتور الناقد والأكاديمي سعد التميمي تحت عنوان "أدب الطفل والفضاء الرقمي" وهي محاولة لقراءة عميقة في أدب الطفل الذي تتبناه بعض المؤسسات معتمدة على التقنيات التكنولوجية، حيث يضع التميمي رؤاه ورؤى الآخرين في مستويات تكون شبه متوازية مع مقارنات تخصه حيث يقول" في العقود الثلاثة الأخيرة استجدت تقنية جديدة لجأ إليها منتجو أدب الطفولة والمسوقون له تتمثل بالتقنية الرقمية، التي  فرضها العصر بما وصلت إليه التكنولوجيا من تطور رقمي من جهة وتطور قدرات الطفل في التعامل مع الأجهزة الرقمية من جهة أخرى، وتأتي أهمية هذه التقنية في صناعة أدب الطفل لما تقدمه من زخم في تنمية المهارات الرقمية للكاتب والطفل على حدٍّ سواء في الكتابة الإلكترونية لأدب الطفل بأشكاله المختلفة كالقصة الرقمية، والقصيدة الرقمية، فضلا عن الكتاب الإلكتروني، وكل ذلك يساعد في خلق بيئة تعليمية فاعلة تسهم في بناء شخصية الطفل وتعزيز قدراته الذهنية وخبراته المعرفية وذائقته الجمالية في مواجهة مستجدات المستقبل".

للنقد في هذا الكتيب حضور خاص تمثل برؤية أخرى يكتبها الناقد علوان السلمان عن قصيدة الطفل وتداعياتها في تحليل سريع يصنف على أنه مجرد ملاحظات يختصرها السلمان بالقول "كان الشعر ضمن المنهج الدراسي في مراحله الابتدائية كون المنهج وعاء المعرفة ولسان التربية.. إضافة إلى أن المنظومة المعرفية والقيمة الذوقية التي تثري عقول النشء لما تتضمنه من معلومات متراكمة وبما استجد في آفاق التطور العلمي والإنساني ..ليشكل الإعداد والتوجيه والإثراء المعرفي للمتلقي بعيدا عن الايدولوجيا التي تفرض رؤيتها الضيقة مما يسلب المتلقي عقله ومن ثم عدم اشغاله إبداعيا".

الكتيب حمل مجموعة من نصوص شعرية لعدد من الشعراء المهتمين بقصيدة الطفل، حيث شارك الشعراء جليل خزعل وعبدالرزاق الربيعي ووسام العاني وفوزي الشنيور وجمانة الطراونة وحسين عطية .

وفي حقل من الكتيب كانت للقصة حضورها عبر عدد من النصوص كتبها كلّ من طلال حسن وشيماء المقدادي ورضى منتظر ونضال البزم.

وتضمن الكتيب مسرحية "قرقوز وآلة الزمن" للكاتب عادل درويش وهي مسرحية للأطفال للفئة العمرية (8 - 14)، كما عاش الكتيب مسرحية أخرى بعنوان "بيتكُ من زجاج" للكاتبة المسرحية منتهى عمران.

نصوص أخرى تضمنها الكتيب منها نص "بائعة الورد" للكاتب محمد علي ونص "هُدْهُد سبأ" للكاتبة حراء موسى و"بلاد النخيل" للكاتبة رازان حسين. وأختتم الكتيب بحكم من التراث خالية من اسم كاتب.