الأردن لا يدعو كل الناخبين للتصويت في الاقتراع النيابي

إصرار رسمي تام على اجراء الانتخابات في موعدها رغم المخاطر الصحية الناجمة عن تفشي وباء كورونا بمستويات مرتفعة لا سابق لها.
"رغبة ملكية" وراء إبقاء الانتخابات في موعدها
مسؤول صحي كبير يناشد مرضى كورونا الـ36 الفا بالامتناع عن الاقتراع
اجراءات صحية جديدة تفرض مزيدا من الفتور تجاه الانتخابات

عمان – يسود الأردن تساؤل كبير حول اسباب الاصرار على اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها الاسبوع القادم رغم التفشي الواسع لفيروس كورونا في المملكة وما رافق ذلك من تصريحات متناقضة لكبار المسؤولين.
وبعد ان كانت الاصابات لا تتعدى العشرات او المئات يوميا قبل اسابيع قليلة، تزايدت في الآونة الاخيرة اعداد الاصابات اليومية بالفيروس الى خانة الآلاف وسجلت الوفيات ارقاما لم تشهدها البلاد منذ انتشار الجائحة بداية العام الحالي.
وحذر وخبراء واطباء وايضا مسؤولون من عواقب التجمعات الانتخابية قبل واثناء التصويت، على سرعة تفشي الفيروس لكن حكومة بشر الخصاونة اعلنت تمسكها بالموعد المقرر للاقتراع في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني.
وتضغط الاعداد الكبيرة من الاصابات على النظام الصحي الذي تقول الحكومة انه "قوي ومتماسك حتى الان" في حين انها تفرض بالفعل اعباء إضافية على المالية العامة المثقلة بالديون والاقتصاد المنهك من تداعيات الوباء.
واذا كانت المملكة بانتظار استحقاقات سياسية داخليا ومع الخارج، يعلم الاردنيون جيدا ومنذ سنوات طويلة ان مؤسسة البرلمان قاصرة عن اداء دورها في منظومة الحكم. ولا يزال مجلس النواب يتعرض لانتقادات وصلت الى السخرية والاتهامات بالفساد والتبعية التامة لتوجهات الحكومة.
وتتشكل تركيبة مجلس النواب تقليديا من بنية عشائرية ومتقاعدين عسكريين ورجال اعمال لكن الانتخابات تشهد هذا العام مشاركة جماعة الاخوان المسلمين التي تتراجع شعبيتها في المملكة.
وبمجرد الاعلان عن نتائج الانتخابات في اليوم التالي للاقتراع، سيتم فرض حظر شامل لمدة اربعة ايام، بحسب ما اعلن الخصاونة الاحد.
وظهرت في تصريحات رئيس الوزراء نبرة اصرار على اجراء الانتخابات في موعدها بناء على اوامر الملك عبدالله الثاني. في المقابل بدا الارتباك واضحا لدى كبار المسؤولين الصحيين بشأن الاقتراع الذي دعي له حوالي اربعة ملايين ناخب.
وحذر رئيس لجنة تقييم الحالة الوبائية في الاردن سعد الخرابشة الاحد من زيادة تفشي الوباء بسبب المخالطة البدنية اثناء الاقتراع وناشد المصابين عدم الخروج للتصويت.

وقال الخرابشة وهو وزير صحة سابق، في تغريدة على تويتر "الإخوة مرضى كورونا المعزولون في المنازل وعددكم حوالي ٣٦ ألف ومخالطوكم، نرجوكم غاية الرجاء بعدم مغادرة المنزل لحين انتهاء مدة العزل أو الحجر وعدم المشاركة في الإقتراع حفاظاً على عدم نشر العدوى للآخرين".
وبدت دعوة الخرابشة مساسا بحق مكفول في الدستور لكل الاردنيين. كما لخّصت حالة الاختلاف داخل الحكومة نفسها بين الاعتبارات السياسية والمحاذير الصحية لاجراء الانتخابات.
من جهة ثانية، منعت السلطات اقامة التجمعات الانتخابية والمهرجانات الخطابية وحذرت من مخالفة قواعد التباعد البدني والوقاية من الفيروس، ما اضفى مزيدا من الفتور تجاه الاقتراع برمته.
وسبق للحكومة ان فرضت تدابير مشددة لمكافحة الفيروس منها فرض غرامات على الافراد والمؤسسات التي لا تلتزم بقواعد التباعد البدني وارتداء الكمامات. كما يخضع الاردنيون حاليالحظر ليلي مطول.
 وقال معلقون ان من الاولى تأجيل الانتخابات الى توقيت مريح لتحييد المخاوف من انتشار الوباء وتشجيع الناخبين غير المبالين اصلا، على الذهاب لصناديق الاقتراع.
وتدافع الحكومة عن موقفها من اجراء الانتخابات رغم تفشي الفيروس ودون توضيح الاسباب لكن اوساط سياسية تتحدث عن "رغبة الملك" بإجراء الاقتراع التشريعي في موعده.