الأنبار.. ومخاطر تحويلها الى مقر لنفايات أميركا وإيران

المحافظة العنيدة مهددة بتواجد إيراني يغير من كل معطيات استقرارها السياسي والاجتماعي وفرصها الاقتصادية.

الأخبار الكارثية الواردة عن إحتمال نقل مقرات المعارضة الإيرانية من كردستان الى الانبار إرضاء لرغبات طهران، هي مؤامرة أخرى خطيرة ينبغي لأهل الأنبار بكل عناوينهم أن يقفوا ضدها بكل ما يمتلكونه من عمق التاريخ ومكانة هذه المحافظة التي لن ترتضي ان تكون مقرا لنفايات أي كان.

أجل.. ليس من الأخلاق ولا من أي منطق أو مسوغ قانوني أو أخلاقي ان تتحول الأنبار الى مراكز نفايات لا من أميركا ولا من إيران. وهو أمر غاية في الخطورة إن سكت عنه أهل الانبار ومرت عليهم الأخبار مرور الكرام.

قبل أيام راحت القوات الاميركية تدفن نفاياتها في صحراء الانبار دون إدراك لمخاطر دفن تلك النفايات التي في أغلبها هي مخلفات أسلحة نووية ويورانيوم منضب، تنجم عنه مخاطر لا يعلم الا الله مدى ما تخلفه على مستقبل المحافظة من تحديات ومخاطر وأمراض سرطانية ووبائية وخيمة، ولم نسمع عن رفض من اهل الانبار لتوجهات خطيرة على مستقبلهم عن ممارسات مستهجنة من هذا النوع.

وهذه الأيام تتحدث تقارير الأخبار عن مقترح إيراني لتحويل الأنبار ومدينة الرطبة الى مقر لنفايات إيران وجماعات معارضتها ونقلهم من كردستان الى الأنبار. وهنا تكمن الخطورة الأكبر التي ستواجه الانبار.

وأولى تلك المخاطر ان إقامة تجمعات سكنية لمعارضي إيران في الأنبار سيعطي الذريعة لايران لاستهدافهم وملاحقتهم في الأنبار بمساعدة جماعاتهم التي تتواجد بشكل خطير على أرض الأنبار.

وثاني تلك التحديات أن إيران ستجد فيها فرصة لارسال المزيد من عملائها واجهزة إستخباراتها لاسكانهم بين هؤلاء القاطنين الذين سيتم إسكانهم في الأنبار، وتتحول صحراء الأنبار الى وكر للنشاط الإيراني العسكري والإستخباري، بحجة إستهداف جماعات معارضتها داخل العراق.

والثالث هي أن الأنبار ستكون حتما هدفا للصواريخ الإيرانية بعيدة المدى تحت ذريعة إستهداف مقرات المعارضة الإيرانية، وربما تهدد إيران بإحتلال الأنبار على غرار ما تهدد به كردستان التي أعطتها مهلة حتى 18 أو 19 أيلول/سبتمبر من هذا الشهر لترحيل المعارضة الإيرانية.

ورابع تلك المخاطر إن إقامة مراكز توطين من هذا النوع سيكون مرتعا لنشاط إيراني باتجاه سوريا وإيران، وستكون مدينة الرطبة المقترحة التي تتواجد فيها أغلب الجماعات العسكرية المؤيدة لايران فرصة لانطلاق توجهاتها للتمركز بشكل واسع وإقامة أسوار وحواجز بحجة عدم السماح لتلك العوائل بالخروج من تلك المعسكرات أو مقرات التوطين.

والخامس هي أن الانبار ستتم محاصرتها من كل الاتجاهات وسيتعذر عليها السيطرة على مدنها وأقضيتها وستكون عرضة لهيمنة أجهزة إستخبارية إيرانية وجماعات عراقية موالية لإيران، وهي من ستتحكم في مصير هذه المحافظة، ولن يكون بيد المحافظ ولا بيد أحزابها وقواها أو شيوخها أو أبنائها أية كلمة أو قدرة للقيام بأي منجز عمراني او زراعي أو صناعي أو تجاري بحجة الأمن القومي لايران، حيث سيكون مبررا لايران ان تدافع عن أمنها القومي عند مناطق غربي الأنبار.

أما سادس تلك المخاطر هي قطع أي إتصال بين الانبار ودول الجوار العربية ومنعها من إقامة أية علاقات تجارية أو إستثمارية، لانها ستكون محاصرة بين جماعات قادمة من حكومة بغداد وأخرى من إيران، وربما حتى من القوات الاميركية غربي الأنبار التي تتوائم مع إيران وتلتقي معها في التوجهات والمصالح والأهداف، حتى وإن أظهرا خلاف ذلك.

وهناك الكثير الكثير مما ينجم عنه من مخاطر لا تحمد عقباها إن قبل أهل الانبار ورئيس مجلس نوابهم ونواب الانبار مقترحا كارثيا من هذا النوع، وسيفقدون القدرة على إدارة محافظتهم وتتحول الانبار عندها الى إحدى قلاع فارس على مقربة من سوريا ولبنان.

وهناك عروض كثيرة من ألاميركان تتوائم مع التوجه الإيراني منها مقترح إسكان الفلسطينيين غربي الأنبار، وغدا يمكن إسكان المهجرين من أوكرانيا ومن دول أفريقية ومن كل شتات الأرض في أرض الانبار.. وتدور الدوائر في كل مرة على أهل الأنبار.

إنكم أمام مؤامرة تكاد تكون الأخطر يا أهل الانبار. فهل تقفون الوقفة المشرفة هذه المرة وتصدون مؤامرة خطيرة تحاك ضدكم وضد أهلم وتاريخكم وشرفكم وأعراضكم بقبول إسكان نفايات إيران.. أم ستصمتون وتكتب عنكم الاقدار بما لا يشرف أهل الأنبار؟

القرار لكم يا أهل الأنبار.. والامر يحتاج الى إجتماع طارئ وفوري على أعلى المستويات لتدارك الأمر قبل أن تقع الفأس في الرأس، ويمر المشروع الكارثي الخطير بأن تتحول محافظتكم الى مقرات لإسكان نفايات الدول الأخرى.

ولكن لا أظن أن أحدا من أهل الانبار يقبل بهذا، بل لا تقبل به حتى نسائكم واطفالكم الرضع.. لأنهم إن قبلوا به فأكتب على الأنبار السلام.