'التعايش والتسامح وقبول الآخر' في مؤتمر بمكتبة الإسكندرية

الحدث ينعقد من خلال مركز الدراسات القبطية، وتحت رعاية الأزهر الشريف وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للمؤرخين.
البابا تواضروس الثاني: عبارة 'العيش والملح' ترجمة لفكرة التعايش عند المصريين
البابا تواضروس الثاني: التعايش حياة، والتسامح أسلوب حياة، وقبول الآخر جودة حياة
رئيس جامعة الأزهر: الإسلام قضى على التفرقة العنصرية وهدم بنيانها
أحمد زايد: التسامح هو العمود الفقري في العمران البشري
علي جمعة: نعيش مفردة الرحمة والتسامح ما يقرب من 60 مرة على مدار اليوم
علي عمر الفاروق: تم إطلاق المؤشر العالمي للفتوى لقياس ثمار الوسطية في الإفتاء

نظمت مكتبة الإسكندرية في الفترة من 22 نوفمبر/تشرين الثاني الى 27 من الشهر ذاته مؤتمر "التعايش والتسامح وقبول الآخر.. نحو مستقبل أفضل"، من خلال مركز الدراسات القبطية، وتحت رعاية الأزهر الشريف وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للمؤرخين.

افتتح المؤتمر كل من الأستاذ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والأستاذ الدكتور سلامة داود؛ رئيس جامعة الأزهر، نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني؛ بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وفضيلة الدكتور محمد مختار جمعة؛ وزير الأوقاف، وفضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ علي جمعة؛ رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق، والدكتور علي عمر الفاروق؛ المدير الأكاديمي لدار الإفتاء المصرية ومدير عام الإدارات الشرعية لدار الإفتاء المصرية نيابة عن فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور القس أندريه زكي؛ رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، وغبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق؛ بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة للأقباط الكاثوليك، والأستاذ الدكتور نظير محمد عياد؛ الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والأستاذ الدكتور حيدر جاسم؛ الاتحاد الدولي للمؤرخين. وقدم الافتتاح الدكتور لؤي محمود سعيد؛ المشرف على مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية.

قال الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية في افتتاح المؤتمر أن "هذا المؤتمر يأتي ليؤكد على أهمية التعددية والعيش المشترك، من خلال مناقشة قضايا مختلفة، وطرح مقترحات جديدة ومبتكرة لدعم التسامح ونبذ التطرف، كما قدم مقترحا بإنشاء "منتدى الإسكندرية للتعايش والتسامح" بمكتبة الإسكندرية ككيان موحد يجمع كل المؤسسات والمنظمات المهتمة بموضوع التعايش، ويقدم جهدا بحثيا حول تحديات ومشكلات التعايش، كما يعقد لقاءات دورية، ويضع خطط وحلول قصيرة وطويلة المدى". 

كما أشار زايد إلى أن مفهوم التسامح يستدعي معاني كثيرة، فهو العمود الفقري في العمران البشري، وقد أكدت الأديان هذا التوجه، في دعوة للتضامن والتكامل من خلاله. وأضاف أن المعنى الثاني هو مفهوم «الآخرية»، الذي ظهر مع المجتمع الحديث الذي يقوم على المواطنة، ويقوم على فكرة الاعتراف بالآخر والتعايش معه.

وتحدث الأستاذ الدكتور سلامة داود؛ رئيس جامعة الأزهر، نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حيث نقل تحيات الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ورجاءه بالتوفيق والنجاح للمؤتمر والوصول لتوصيات تضع لبنة في بناء التعايش والتسامح وقبول الآخر.

وأكد أن الإسلام قضى على التفرقة العنصرية وهدم بنيانها، وأزال الفروق بين الطبقات الاجتماعية. وأضاف أن الكتاب العزيز قرر التعايش والتسامح بين الأديان كلها، فكل إنسان حر في أن يختار دينه، ولا يكره أحدهم أحد على دينه، ثم لم يجعل الفصل بين أهل الأديان المختلفة إلا لله وحده.

ولفت إلى أن الأزهر الشريف له عملين رائدين في موضوع هذا المؤتمر، الأول هو "وثيقة الأخوة الإنسانية"، وهي وثيقة عالمية بين الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وكان لها دورًا كبيرًا وفعالًا في نشر الأخوة والتسامح. أما العمل الثاني فهو "بيت العائلة"، وهو مؤسسة مصرية رائدة توحد صفوف المصريين في وحدة رائعة بين المسلمين والمسيحيين.

من جانبه، تحدث قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني؛ بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الإنسان يعطي قيمة كبرى لفكرة التعايش، وأننا لدينا كمصريين تعبير يترجم فكرة التعايش وهو تعبير «العيش والملح» حيث أن من أكلت معه عيش وملح أصبح بيني وبينه تعايش دون النظرلأية اختلافات قد تكون موجودة لدى كل منا.

كما أشار قداسته إلى ثلاثة عناوين؛ هي: "التعايش حياة، والتسامح أسلوب حياة، وقبول الآخر جودة حياة".

وقال قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني أن الله قد أعطى الإنسان عطايا كثيرة، أهمها حياته وعمره وأيامه، فالإنسان مخلوق من السماء، وموطنه السماوي هو الأساسي، وعندما يدرك الإنسان هذا الأمر يشعر أن وجوده على الأرض هو وجود مؤقت وبالتالي ليس له إلا أن يستخدم الوقت استخدام جيد وصالح ليعيش الحياة، فالتعايش حياة.

وأكد أن التسامح هو أسلوب حياة وقيمة كبرى، وعندما يملك الإنسان طاقة التسامح فهو يبني على مفهوم مهم وهو أن كل الأشياء تعمل معًا للخير، لذلك فهو أسلوب حياة. أما قبول الآخر فهو جودة الحياة، فالله يريدنا أن نحيا حياة جيدة، ولا يمكن قبول الآخر إلا بالمحبة، وإذا امتلئ الإنسان بحب حقيقي للآخر لكونه إنسانًا.

أما عن التسامح فقال:"أن الإنسان يمكنه أن يتسامح مع المخطئين في حقه، طالما كان هذا الإنسان لديه سلام مع النفس، وسلام الله، وسلام مع الآخرين".

وفي كلمته، أكد فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة؛ وزير الأوقاف، أننا من خلال هذا المؤتمر نبعث رسالة داخلية لعلماء الدين والمثقفين والمعلمين بأهمية أن تتحول ثقافة التعايش لثقافة شعبية في مختلف المجالات مع أبنائنا في المدارس والمساجد والكنائس، أما الرسالة التي نقدمها للعالم كله هي نفس الرسالة التي أرسلتها مصر في مؤتمر المناخ وهي دعوة للعمل معا لصالح الإنسان لكونه إنسانًا، وأن نواجه خطابات الكراهية والتمييز.

من جانبه، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، وعضو اللجنة الدينية بمجلس النواب أن الهدف من المؤتمر الذي يحمل عنوان التعايش والتسامح وقبول الآخر، جاء لمواجهة كل خطابات الكراهية و التمييز إلي خطابات التسامح و قبول الآخر، مؤمنين أنه لا إكراه في الدين لافتا أن معاني الرحمة والتسامح التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، التي كان حريصًا عليها قَولًا وسُلوكًا.

وأضاف: إننا نعيش مفردة الرحمة والتسامح ما يقرب من 60 مرة على مدار اليوم في صلواتنا وعباداتنا، مشيرًا إلى أننا يجب أن نجعل الرحمة سلوكًا ثابتًا في كافة تعاملاتنا مع جميع الناس موضحا أن جذور قيم التسامح مُتأصِّلة في الشريعة الإسلامية، فقد أكَّد على الأخوة الشاملة بين المؤمنين، قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" [الحجرات: 10]، وهذه الأخوة تستدعي اتصافهم بصفة التسامح، وحسن المعاملة، فتسود روح المحبة بين جميع أفراد الأمَّة فيترفَّق القوي بالضعيف والكبير بالصغير، حتى تسود روح الأخوة بين الأمة أفرادًا وجماعات.

كما أشار إلى أن إحياء قيم الحب والتسامح والتعايش واحترام الآخر قبل أن يكون واجبًا دينيًّا دعت إليه الديانات وأوجبته نصوصها، فهي قيم عليا وضرورة إنسانية أصيلة، إذ لا تنشأ حضارة ولا تقوم مدنيَّة ولا يتقدم البشر إلا في ظل الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي فيما بينهم.

مؤتمر 'التعايش والتسامح وقبول الآخر'
رئيس الطائفة القبطية الإنجيلية: آليات إدارة التنوع هي التسامح والعيش المشترك والوعي والحوار

وفي كلمته، قال الدكتور علي عمر الفاروق؛ المدير الأكاديمي لدار الإفتاء المصرية ومدير عام الإدارات الشرعية لدار الإفتاء المصرية، نيابة عن فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية،تحدث عن جهود علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء في نشر الصورة الحقيقية للإسلام، فقد سعت دار الإفتاء بخطى حثيثة للم الشمل ونبذ الكراهية، فتم إنشاء الأمانة العامة لدور هيئات الإفتاء في العالم، للتحاور وجمع شمل المفتين على المحبة والسلام، كما تم إنشاء "مرصد فتاوى الكراهية" التي يحاول المتطرفون بثها ونسبها زورًا للإسلام، و"مرصد الإسلاموفوبيا" وهو يعنى بما يسمى بالكراهية ضد الإسلام والمسلمين.

وأضاف أنه تم إطلاق المؤشر العالمي للفتوى لقياس ثمار الوسطية في مجال الإفتاء، ثم إنشاء "مركز سلام لدراسات التطرف" الذي يسعى أن يكون مركز جامع لكل الأبحاث المعنية بمكافحة التطرف. وأكد أننا نحتاج لمناهج تعليم مساندة ومنابر إعلامية، وأن تتبنى العمل بنتائج هذه المبادرات كل أسرة بل كل مؤسسات المجتمع.

و أكد الدكتور القس أندريه زكي؛ رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، في كلمته، أن بناء المستقبل لا يمكن أن يتأسس إلا على العيش المشترك والسلام الاجتماع، وتحدث عن آليات إدارة التنوع والتعددية، وهي التسامح والعيش المشترك والوعي والحوار، مما يحقق تماسك المجتمع في إطار قانوني يدعم هذه المفاهيم بقوة.

كما أكد على أهمية الحوار في بناء الجسور والأرضية المشتركة، لافتًا إلى ضرورة أن يتجاوز هذا الحوار المشترك إلى حق الاختلاف، وهنا يكون مكان آخر للمختلف، ويجب أن يكون حوار نافع له هدف ويسعى لفهم الأرضية المشتركة ويحترم الآخر والحق في الاختلاف. ولفت إلى أن التماسك الاجتماعي هو أحد أهم نتائج التعددية والتنوع، مما يجعل المجتمع مرنًا وقادرًا على استيعاب أي مستجدات وظروف طارئة ويصبح القانون هو المنظم للتعاملات الاجتماعية والنظام السياسي والاقتصادي، مؤكدا أن مصر قد شهدت مواقف كثيرة تجلت فيها مظاهر هذا التماسك بين الدولة والمجتمع في مواجهة الأزمات.

ومن جهته، قال غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق؛ بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة للأقباط الكاثوليك، إن المؤتمر يجمع ويشمل موضوعات جوهرية مهمة تخص العالم والإنسانية كلها، وهي مثار جدل ومناقشات منذ أن وجد الإنسان والخلق كله. وأضاف أن الحكمة الإلهية قضت أن جعل الاختلاف سنة كونية، فالطبيعة البشرية قائمة على الاختلاف والتنوع، مما يؤكد على أهمية العيش معًا في سلام على الرغم من الاختلاف، وقبول الآخر واحترامه وتقديره وتفهم ما لديه من أفكار وتقاليد وقيم.

جدير بالذكر أن المؤتمر يأتي بمشاركة مطرانية مراكز الشرقية والعاشر من رمضان للأقباط الأرثوذكس، والمركز الثقافي الفرنسيسكاني، ومعهد التثقيف اللاهوتي للعلمانيين الرسل - جونية، ومركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط بكلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، وجامعة القادسية/ جمهورية العراق، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله/ المملكة المغربية.

أقيم المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، وشارك فيه نخبة من المهتمين بقضايا التسامح والتعايش من المسئولين والقيادات الدينية المسيحية والإسلامية والمثقفين من مصر والعالم العربي. وعرض المؤتمر أكثر من 130 ورقة بحثية قدمها 159 من الباحثين من 14 دولة مختلفة هي مصر، العراق، لبنان، المغرب، الجزائر، الأردن، السودان، اليمن، السنغال، تونس، استراليا، قطر، ليبيا، الإمارات، في 23 جلسة على مدار أيام المؤتمر.

من الأوراق التي تم تقديمها خلال جلسات المؤتمر في يومه الأول: ورقة بعنوان: جهود دعم التسامح والوحدة الوطنية في المجتمع المصري من نهايات القرن ال 19 إلى بدايات القرن ال 21: قراءة تحليلية للباحث د. رامي عطا صديق الأستاذ بأكاديمية الشروق للإعلام (مصر)، حيث تحدث عن الأجيال المتتابعة التي اهتمت بالمواطنة والتعايش والتسامح، فذكر أن الجيل الأول شمل: عبد الله النديم، أحمد لطفي السيد، أحمد شوقي، رموز ثورة 1919، والأرشيدياكون حبيب جرجس، بينما شمل الجيل الثاني المستشار طارق البشري، المستشار د. وليم سليمان قلادة، أنطون سيدهم، د.ميلاد حنا، السيد ياسين، د. ليلى تكلا، أما الجيل الثالث فميمثله نبيل عبد الفتاح، سمير مرقس، وصولا إلى الجيل الرابع ويمثله د. سامح فوزي، هاني لبيب، عبد الله الطحاوي، رامي عطا صديق.

ثم تحدث عن أهم البحوث والدراسات التي تناولت بالدراسة التعايش والتسامح، وكذلك أهم الأعمال الأدبية، وأهم المبادرات التي كانت لها جهود طيبة في هذا المجال، سواء من مؤسسات دينية إسلامية أو مسيحية، أو مبادرات حكومية، أو مبادرات منظمات مجتمع مدني، بالإضافة إلى المبادرات العربية والدولية في هذا السياق ومنها منظمة الأمم المتحدة ومركز كايسيد للحوار والتفاهم.

كما أشار إلى تطور المصطلحات من عنصري الأمة في ثورة 1919، إلى الوحدة الوطنية، ثم المواطنة، التسامح، والسلام الإيجابي.

قدم الجلسة د. عاطف مهنى، عميد كلية اللاهوت الإنجيلية سابقا، والذي يشغل حاليا مدير مركز التراث المسيحي العربي بالكلية.

وقدم دكتور الحسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، (مصر) ورقة بحثية بعنوان متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية نموذجا، حيث تنطلق أهمية الدراسة من خلال توضيح دور المتاحف المهم في تحقيق التعايش والتسامح والتواصل وقبول الآخر، وشملت الدراسة مبحثين هما، تسليط الضوء على دور المتاحف في نشر قيم التواصل والتسامح وقبول الآخر، والمبحث الثاني الأدلة المعبرة عن التعايش والتسامح وقبول الآخر.

بينما قدم حيدر سعد جواد الإبراهيمي، (من العراق) ورقة بحثية بعنوان، التعايش والتسامح في العهد الملكي الطائفة اليهودية نموذجا(1921- 1958)، فأشار إلى أن العراق شكلت في تاريخها الطويل ظاهرة التعدد الديني، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عاش يهود العراق في ظل الجواء الإسلامية بحرية وتسامح، وقد ساعدت تلك الأجواء على إنشاء المدارس والمعابد والمؤسسات الخيرية الخاصة بهم، وشكل اليهود ثقلا اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا واضحا في أغلب المدن العراقية وبخاصة في مدنه الرئيسة.

وفي اليوم الثالث قدم عددا من الأوراق البحثية من خلال مشاركات عن بعد (أون لاين) وكان من ضمن المشاركين فيها، أبكر عبد البنات آدم إبراهيم (من السودان)، المدير السابق لجامعة القرآن الكريم وتأصيل علومه، والذي قدم ورقة عنوانها: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التعايش السلمي، حيث سعت الدراسة إلى معرفة الوسائل ذات التأثير الكبير في بناء الأفكار والاتجاهات والمشاعر، والإلمام بالفئات التي تستخدم مثل هذه الوسائط لخلق علاقات التعاون فيما بينهم، وكذلك فتح المجال أمام الباحثين الآخرين لدراسة مدى تأثير استخدام هذه الوسائط في خلق بيئة صالحة للاستقرار الفكري.

ومن الجزائر قدمت خديجة دوبالي، الأستاذ المحاضر بقسم العلوم الإنسانية، قسم التاريخ، جامعة ابن خلدون، تحدثت عن "مظاهر التسامح الديني في الأندلس بين المسلمين وأهل الذمة، المناظرات أنموذجا، فأكدت أن المتحاورين المسلمين والمسيحين استخدموا المناظرات الدينية بالأندلس للدعوة للإسلام ومن أجل التبشير بالمسيحية، وأرجعت ذلك إلى التقاليد التي أشاعها المسلمون حكاما وعلماء ومنها حرية التعبير والاعتقاد الديني لكل الطوائف والملل.