التمادي الايراني في العراق

بعد استنساخ ولاية الفقيه والحرس الثوري، إيران تؤسس للباسيج العراقي. البصرة هدفها الأول الآن.

يبدو إن الصفعة الشعبية العراقية التي تلقاها النفوذ الايراني في العراق من خلال إحراق قنصليته في البصرة، قد أثرت عليه تأثيرا كبيرا لا يمكن أن يتناساه بسهولة. ولأن الصفعة جاءته على يد أهالي البصرة تحديدا فإنه وبعد فترة قصيرة على تلك الصفعة، يريد أن يرد الصاع صاعين لأهالي البصرة من خلال تشكيل "التعبئة الاحتياطية" كرد على الحركة الاحتجاجية الأخيرة التي شهدتها هذه المحافظة.

المصادر التي تحدثت عن هذه المسألة، أشارت أن مشروع تأسيس هذه القوات جاء مشابها لتشكيلات "الباسيج" الإيرانية، ويقدر قوامها بثلاثين ألف فرد كدفعة أولى، مبينا أن ضرورة انطلاق تأسيس هذه القوات في البصرة جاء بعد حرق القنصلية الإيرانية في المحافظة، وتبدو صلافة ووقاحة النظام الايراني واضحة عندما يقوم إضافة الى قيامه بخطوة "خبيثة" أخرى في مجال إستنساخ نظرية ولاية الفقيه سيئة الصيت في العراق فإنه ينشأ نواتها في المحافظة التي تجرأت عليه أكثر من غيرها.

سعي أذرع النظام الايراني في العراق لربط ما حدث بالبصرة بنظرية المٶامرة، هو أيضا تقليد أعمى لطهران التي تتجاهل فشلها وإخفاقاتها وما ترتكبه من فظائع بحق الشعب الايراني وتعتبر أي تحرك مضاد بوجهها مؤامرة أميركية ـ إسرائيلية ـ سعودية من أجل تقويض النظام، إذ وبحسب بيان إعلان تشكيل هذه القوات، فإن الدفعة الأولى من هذه القوات ستتكون من عشرة ألوية موزعة في مختلف مناطق محافظة البصرة، "لكي يتصدى الأفراد المنضمين للأخطار المحتملة في مناطقهم بأنفسهم"!

هذا المشروع الذي يضطلع به الحشد الشعبي (ذراع طهران الطويلة في العراق)، والذي يهدف أيضا الى ضمان أمن الاحزاب والقوى العراقية التابعة لإيران خصوصا بعد أن هوجمت مقراتها وتم إحراقها قبل القنصلية الايرانية، ويبدو الامر وكأن الطرفين يعلنان تقوية وتمتين جبهتهما وترسيخها بوجه جبهة الشعب العراقي الرافضة لهما على حد سواء، خصوصا بعد أن وصل الرفض الشعبي العراقي الى عقر الدار الشيعية العراقية وهو بمثابة تأكيد واضح على فشل مشروع الخميني في دق أسفين بين الشيعة العراقيين وبقية مكونات الشعب العراقي.

من الصعب جدا التصور بأن طهران ستتخلى عن نفوذها في العراق وهي إذ تقوم بما تقوم حاليا في البصرة فكأن لسان حالها يعلن وبكل وضوح "نحن باقون رغم عنكم"، ولا ريب من إن هذا التحدي يأتي في وقت يستريح فيه أهالي البصرة خصوصا والشعب العراقي عموما "إستراحة المحارب"، ومن دون شك سيكون للشعب العراقي وقواه الوطنية رد على هذه الخطوة اللئيمة.