السياحة التونسية تستعيد تدريجيا السوق الأوروبية

فاطمة بدري
تونس تنشد انتعاشة كبيرة للسياحة في ظل تطور عدد الوافدين من أوروبا خاصة من الوجهة الفرنسية وبدء كسر قطيعة البريطانيين.
مقهى دليس الشهير في تونس
السياحة الحل الانجع

تتطلع تونس لانتعاشة كبيرة للقطاع السياحي خلال السنة الجديدة، يستفيد منها الاقتصاد الراكد في البلاد وتكون بمثابة القاطرة التي تجر خلفها بقية القطاعات إلى مستويات أفضل من النمو. ويحرك هذه التطلعات زيادة عدد السياح الوافدين على البلاد التونسية وخاصة الأوروبيين خلال كانون الثاني يناير مقارنة بما كانت عليه في نفس الفترة من 2016.

وأورد الديوان الوطني للسياحة التونسية (هيكل حكومي) أرقاما مشجعة حول ما بلغه القطاع السياحي التونسي خلال شهر يناير كانون الثاني، إذ سجل عدد الوافدين إلى تونس خلال هذه الفترة تطورا بنسبة 10.5 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من 2016 ليصل العدد إلى 231 ألفا و336 سائحا.

وتراهن تونس على تواصل هذه الموجة من المؤشرات الإيجابية في ظل بوادر انتعاشة للسوق الأوروبية، التي تعد السوق التقليدية للوجهة السياحية التونسية، حيث بلغ عدد السياح الأوروبيين أكثر من 39 ألف سائحا.

وعرفت السوق الفرنسية أكبر زيادة، قدرت بنحو 29.5 في المئة بأكثر من 20 ألف سائح فرنسي زاروا تونس خلال الشهر الأول من السنة الحالية.

وسجلت الوجهة التونسية توافد نحو 400 ألف سائح فرنسي خلال السنة الماضية، مقابل 1.5 مليون سائح قبل ثورة 2011. وتتوقع تونس زيادة في عدد السياح الفرنسيين خلال السنة الحالية ليبلغ نحو 500 ألف سائح.

كما شهدت نفس الفترة عودة بطيئة للسياح البريطانيين إلى تونس ولكنها ملحوظة بعد مقاطعتهم لها على اثر الهجمة الإرهابية بسوسة في الـ26 من حزيران ينونيو 2015 ليبلغ عددهم 1500 سائحا بارتفاع بنسبة 22.4 بالمئة مقارنة بيناير كانون الثاني 2016 مدفوعين بالأسعار المنخفضة للوحدات الفندقية التي تخفض في أسعارها خلال الفترة الشتوية التي لا تعرف تدفقًا كبيرا للوفود السياحية.

وتتوقع تونس تطورا على مستوى السوق الروسية في ظل التحركات التي تقوم بها لجلب السياح الروسيين، ومن المنتظر أن تقوم وزيرة السياحة التونسية بزيارة إلى روسيا في إطار الجهود المبذولة للترويج لدى وكالات الأسفار هناك للوجهة التونسية.

وخلال 2016، قدر عدد السياح الوافدين على تونس بنحو 5.7 مليون سائح، بزيادة سبعة بالمئة مقارنة مع 2015.

إلا أن وزارة السياحة التونسية تطمح ضمن إستراتيجية طموحة إلى بلوغ المعدل نحو سبعة ملايين سائح.

وتعمل الوزارة التونسية على تنويع المنتج السياحي على غرار السياحة الإيكولوجية، وسياحة المؤتمرات والسياحة الصحراوية والثقافية، وعدم الاكتفاء بالسياحة الشاطئية.

ووفق احصائيات محلية فقد بلغ عدد الليالي السياحية خلال 2016 نحو 17.5 مليون ليلة، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 11 بالمئة.

ويعود جزء مهم من الزيادة التي عرفها القطاع السياحي خلال السنة المنقضية لتطور عدد السياح الجزائريين بنسبة 22 بالمئة. إذ بلغ عددهم نحو 1.8 مليون سائح.

إضافة إلى السياح القادمين من روسيا، وعددهم لا يقل عن 623 ألف سائح، مسجلين تضاعف أعدادهم بين موسم سياحي وآخر. كما مثلت السياحة الداخلية دعمًا للقطاع السياحي، وذلك بنسبة تطور في حدود أربعة بالمئة.