مهرجان مسقط يراهن على التراث والأصالة

فاطمة بدري
عروض موسيقية ولوحات راقصة ومعارض تختزل البيئة الزراعية والبحرية والحرفية للسلطنة تؤثث يوما بمنتزه العامرات.

تسعى سلطنة عمان، لا سيما في السنوات الأخيرة، للانفتاح أكثر على العالم بطرق مختلفة تصب في مجملها عند تركيز البلاد كوجهة استثمارية وسياحية جميلة وآمنة. ولأجل هذا الهدف تركز جملة من البرامج التي تسوق بقوة للسلطنة وخاصة منها التظاهرات الثقافية على غرار مهرجان مسقط الذي تجري فعالياته هذه الأيام.

انطلقت فعاليات مهرجان مسقط في دورته الــ21 في العاشر من يناير كانون الثاني وتستمر حتى التاسع من شباط فبراير تحت شعار "تواصل وفرح" أي على مدار ما يعادل 31 يوما. وتم وضع برمجة متنوعة لتأثيث هذه الايام تجمع بين العروض الموسيقية الأجنبية والمحلية والمعارض مع التركيز كبير على الحفاظ على التراث والأصالة وتقديمه ضمن التظاهرات كمحطة رئيسية ويومية في أكثر من فضاء.

وتم، الأربعاء، تقديم جملة من العروض التراثية في منتزه العامرات بحضور جماهيري محلي وأجنبي واسع. وتراوحت الأنشطة في هذا الفضاء بين العروض الموسيقية التراثية الأصيلة للبلاد بكل ثراءها وتنوعها (غناء + رقص)، جامعة ثلاثة أجيال مختلفة نساء ورجالا في ذات الوقت. فقد تم توزيع هذه العروض بين مجموعات الأولى تضم رجالا ونساء من عمر الأباء والأجداد، وثانية يؤثثها شباب من الجنسين، وثالثة يؤثثها أطفال في عمر صغير جدا، في خطوة تعكس مسعى السلطنة لتجذير التراث والهوية العمانية لدى مختلف الأجيال.

ويقول ماجد بن سعيد بن هلال المحروقي مدير عام الإعلام الخارجي إن أحد أهداف المهرجان الكبرى هي تعريف وتوعية الجيل الجديد الذي لم يعايش تفاصيل التراث العماني بأهمية هذا المخزون الثري والمتنوع ودفعه للحفاظ عليه والتمسك بأصالة وهوية البلاد.  

وفضلا عن الموسيقى والرقص، قدم المهرجان، الأربعاء، في ذات المنزه عددا من المعارض اختزلت البيئة الحضارية والبدوية والزراعية والبحرية لسلطنة عمان، إضافة إلى المأكولات الشعبية التي كانت حاضرة هي الأخرى.

واستقطب المنتزه حضورا جماهيريا لافتا ومتنوعا تفاعل بشكل كبير مع ما قدم ولا سيما مع عروض الموسيقى والرقص التي كانت في مجملها عبارة عن أغاني تقليدية ولوحات راقصة تراثية أيضا.

وتعمدت إدارة مهرجان مسقط تنظيمه في هذا التوقيت الذي يصادف ذروة الموسم السياحي في البلاد حتى يتم استغلاله في التسويق للسلطنة والترويج لتراثها وثقافتها. ومع بلوغه الدورة الـ21 أصبح المهرجان إحدى الواجهات السياحية الهامة للبلاد بما يقدمه من تظاهرات تعكس التنوع الفني والثقافي والحرفي في أبهى صورة.

مهرجان مسقط
الحياة التقليدية البدوية حاضرة

ويقول ماجد بن سعيد بن هلال المحروقي إن المهرجان فرصة لإثراء الموسم السياحي والتعريف أكثر بالسلطنة في الخارج، مؤكدا أن تنظيمه ساهم في تحريك القطاع السياحي عبر ترويجه لثقافة وحضارة البلاد.

وتجدر الإشارة أن الفعاليات الرئيسية لمهرجان مسقط تنظم في متنزهي العامرات والنسيم اللذين يفتحان أبوابهما يوميا أمام الجمهور والزوار طيلة أيام المهرجان، فضلا عن مواقع أخرى منها مسرح المدينة والجمعية العمانية للسيارات ومسارات الطواف في عدد من محافظات السلطنة وجمعية الكتاب والأدباء وجمعية التصوير الضوئي ودار الأوبرا السلطانية وجامع السلطان قابوس الأكبر والنادي الثقافي وعدد من المعارض والأروقة والساحات.

وتبدأ فعاليات "طواف عمان"، وهي الحدث الرياضي العالمي الذي يقام ضمن الفعاليات الرياضية للمهرجان، في الـ16 من فبراير شباط وتستمر حتى الـ21 من نفس الشهر.

مهرجان مسقط
الحرف اليدوية