في تونس، "جبل سمامة" يحاصر الإرهاب بالفن

فاطمة بدري

سمامة (تونس) - ارتبط اسم "جبل سمامة" بتونس بالإرهاب، وعرف بكونه مسرحا لأخطر وأعنف العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد، لكن قد يغيب على الجميع أن الأهالي في هذا المكان قد حولوه إلى منبر ثقافي احتضن الدورة السابعة لتظاهرة عيد الرعاة تحت شعار "جبال العالم تلتقي في سمّامة" في تحد لبقايا الإرهابيين المرابطين على مقربة منه.

التظاهرة جمعت عددا من رعاة العالم، وتضمنت تقديم عروض فنية في المدارس الريفية بالجهة وورشة رسم للأطفال بالإضافة إلى عرض فنّي للثنائي الاسباني أستر روكا وجوزاب صبيرينا وسهرة فنّية حول نيران الرّعاة تضمنت عرض "نجمة بوبْ" مع فنّان البوب الألماني ماركوس شبرنغلرْ و مجموعة أصوات سمّامة (هنشير بوفروة).

مغني اسباني
الفن الاسبني كان حاضرا

ويقول عدنان الهلالي منظم التظاهرة (أصيل الجهة) إن "فكرة عيد الرعاة لم تأتي لأنها نابتة مع الإكليل ثابتة مع الصخور وطائرة مع الطيور. هي وجداننا الرّاعي على الهضاب التوّاق للشعاب التي تحرمنا منها الألغام اليوم".

وخرج الفنانون مع القطعان والرّعاة في جولة عند سفح جبل سمامة أطلق عليها شعار "كلنا رعاة".

 وكان عرض "جبال الحبّ والإكليل" أيضا من بين فقرات التظاهرة وذلك بمساهمة كلّ ضيوف عيد الرّعاة: اولغا بيريزا  (أوكرانيا) ادواردو سيفوري (الأرجنتين) فوزي الشكيلي، أصوات سمّامة (تونس)، كونصول فيدال، استر روكا، جوزاب صوبيرينا (اسبانيا)، ماركوس شبرنغلر و كلاوديوس اوليفر (المانيا) فنسنزو رندون (ايطاليا).

ويشير الهلالي أن "الضيوف الأجانب الذين توافدوا هذه السنة على عيد الر

 

ضيوف عيد الرعاة وجبل سمّامة الملغّم أدباء وموسيقيون وباحثون يعلمون أين هم ذاهبون. هم متعاطفون مع المشروع الثقافي لجبل سمّامة وقد حذرتهم سفاراتهم من الخطر الوارد ولكنهم أصرّوا على الحضور.

عاة وجبل سمّامة الملغّم أدباء وموسيقيون وباحثون يعلمون أين هم ذاهبون. هم متعاطفون مع المشروع الثقافي لجبل سمّامة وقد حذرتهم سفاراتهم من الخطر الوارد ولكنهم أصرّوا على الحضور. هم إذا سيّاح ملتزمون. هو ضرب سياحيّ جديد صقلته معاناة هذه التلال".

واحتفت سمامة بعيد الرعاة الذي جرى تأجيل موعده لأسباب أمنية وهو ما تسبب في إلغاء عديد الفقرات وتعذر التحاق عدد من الضيوف وفق ما أكده المشرف على التظاهرة عدنان الهلالي، لكن العيد نجح في استقطاب أوفيائه وكذلك جمع أهالي المنطقة حول فعالية يراد بها التصدي لثقافة الموت والإرهاب.

هذا وقد تولت وحدات متعددة من الجيش والأمن تأمين التظاهرة.

ويقول منظم المهرجان متواصل دائما و قبل افتتاحه في سمّامة انتظم له افتتاح رمزيّ في مدينة تورناي البلجيكية يوم الـ27 من أبريل وهي فقرة "فينيق سمّامة" التي ستجوب أكثر من بلد وعاصمة وفي الخريف ستكون لنا محطّة في كاتالونيا و بعدها في إيطاليا والجزائر وفرنسا، عيد الرّعاة رسالة وليس مجرّد مهرجان للطرب والصخب. رسالة ضد النزوح وضدّ الخوف والتخويف و ضدّ السياسة العرجاء للدولة الصمّاء.

 

 

وتجدر الإشارة أن جبل سمامة يقع في محافظة القصرين غرب تونس، على مقربة من الحدود الجزائرية، وهو من أهم الجبال التي تحصنت بها الجماعات الإرهابية ونفذت فيها هجمات دموية استهدفت القوات الأمنية والعسكرية التونسية وزرعت فيه ألغاما طالت أيضا مدنيين، ومازال خطر الإرهاب فيه لم ينته بعد.