'الغروتسك في الفيلم السينمائي المعاصر' للدكتور موفق مجيد

المصطلح لا يتفق عليه سوى السينمائيون، وفي مكان واحد هو غرائبية السينما المعاصرة، لكن أصول الإشتغال تعود لعقود متأخرة خالية من استخدام المصطلح الذي هو بذاته يعدّ مصطلحاً غرائبياً عند من يشتغلون بسينما معاصرة تستند للواقع.

مؤخراً صدر عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق كتاب نقدي سينمائي بعنوان "الغروتسك في الفيلم السينمائي المعاصر" للناقد الدكتور موفق مجيد.

و"الغروتسك" مصطلح لا يتفق عليه سوى السينمائيون، وفي مكان واحد هو غرائبية السينما المعاصرة، لكن أصول الإشتغال تعود لعقود متأخرة خالية من استخدام المصطلح الذي هو بذاته يعدّ مصطلحاً غرائبياً عند من يشتغلون بسينما معاصرة تستند للواقع.

البحث الذي ضمّه الكتاب يتناول اشتغالات "الغروتسك" في الفيلم السينمائي عبر البحث عن المصطلح وطروحاته التنظيرية وطبيعة الاشتغال والمفهوم في بنائية الصورة السينمائية.

في مقدمة الكتاب التي وضعها المؤلف هنالك محاولة للتخفيف من الضغط على المتلقي حين يجنح الى تقديم يسهل من قراءة قلقة الى قراءة سلسلة حيث يقول "كانت من نتاج هذا المصطلح جملة من الاشتغالات السينمائية التي تم توظيفها جمالياً، فأصبح "الغروتسك" بنية جمالية تتكامل مع التصوّر العام لدلالة الفيلم".

مفاهيمياً وجمالياً يرى المؤلف في الفصل الأول من الكتاب أن مصطلح "الغروتسك" هو مفهوم ترتبط طبيعته بالقدرة على انتاج أشكال جديدة، أو هجينة تحاول الجمع ما بين أكثر من شكل مألوف، أو معتاد، كما يرى المؤلف أو الباحث أنه بيئة تجمع بين ما بين المكر من جهة والشكل من جهة ثانية والأفعال من جهة ثالثة".

الى هنا كان شكل التقديم، لكنه وأقصد التقديم قد يذهب الى أبعد من ذلك في هذا الفصل فهو يقول وضمن سياق البحث أن "الغروتسك" لا يمكن حصره في قالب واحد، فاذا كان مفهوم "الغروتسك" في الدراما يتوجه نحو الشذوذ والبشاعة والسخافة واللا متوقع من التخيلات المثيرة والوقائع والسلوكيات والافعال عندما تقدم بصورة تحمل من الغرابة والعجب والمسخية والتشويه الشيء الكثير، إلا أنه يمكن أن يقدم وفق توظيف مغاير فيشير الى ما هو جميل في شكله ومسْخي في صفاته الداخلية والعكس أيضاً".

في الفصل الأول من الكتاب الذي جاء بعنوان "الغروتسك - التنوع المفاهيمي والاشتغالي" يحاول المؤلف ربط المصطلح مع الفلسفة، فهو يأخذنا في بعض تفاصيل تؤكد ما ذهب اليه، فالباحث هنا يرى أن "الغروتسك" لايشتغل على الثابت، بل يذهب للمتحول في المعنى، كون معناه لا يمكن تحديده من دون وجود الضدّ، ويحدد ذلك بقول مستلّ مفاده "هو القبح التشويهي بالنسبة لمفهوم الجميل".

في ذات الفصل يؤكد الباحث على أن "الغروتسك"هو بنية تجريبية وتحديثية تتجاوز القولبة أو الأنماط، أنه مفهوم يتجاوز التقنين ويسعى الى الخيال للاتيان بالجديد.

في الفصل الثاني الذي جاء بعنوان "اشتغال الغروتسك في الفن السينمائي" يتركنا الباحث قبالة باب يدخلنا الى المصطلح داخل البنية السينمائية، خصوصاً وأنه يسعى جاهداً الى انتهاج الخيال المبتكر والتجسيد العياني داخل الصورة السينمائية.

ومما أراد الباحث توضيحه هو كيفية توظيف هذا المصطلح "الغروتسك" من خلال الخيال والإبتكار فهو يقول "أن البنية الاجرائية لمصطلح الغروتسك قد ارتبطت بالخيال الجارف لأنه يكشف قدرة الخيال المبدع في ابتكار شخصيات ذات ملامح وأشكال وأفعال تخالف الى حد كبير الشخصيات الإنسانية".

الفصل الثالث من الكتاب جاء بعنوان "تمثل السمات الغروتسكية في الأنواع الفيلمية" وهو فصل يبحث في كيفية توظيف السمات الغروتسكية في بناء الفيلم السينمائي وتحديد الأنواع الفلمية التي يمكن تلمس الاشتغالات الغروتسكية في أحداثها وبيئاتها وشخصياتها.

في هذا الفصل يؤكد المؤلف على أن "خلق شخصية غروتسكية يلزم توفير بيئة مناسبة لها بغية تنفيذ ما تملك من قوى خارقة يمكن أن تؤثر على المكان، فهذه الشخصيات على تعدد أنواعها تحتاج الى وسط تعيش فيه وتتعامل معه".

الفصل الرابع من الكتاب جاء بعنوان "تطبيق عملي للغروتسك في الفيلم السينمائي" وهو فصل أختار فيه المؤلف فيلم "رابطة العدالة" للمخرج زاك شنايدر ليكون هو التطبيق العملي لشرح توظيف الغروتسك  في هذا الفيلم حيث يضع أمامنا ملخصاً للفيلم ومن ثم يبدأ بشرح تطبيقاته على الفيلم.    

الكتاب الذي جاء بواقع 245 صفحة من القطع المتوسط قام بتصميم غلافه الفنان الدكتور نصير لازم.