الفلكلور الشعبي وحضور الشخصية الأدبية في تجربة محمد طاهر أفرح

محمد طاهر شارك في إثراء المكتبة العربية واشتهر بمؤلفاته الأدبية والمسرحية والروائية والفكرية، كما حرص على اكتشاف المواهب الجديدة ودعم اللغة الصومالية من أجل الدفاع عن الهوية الصومالية من مظاهر الإنسلاخ والذوبان.

 الدكتور محمد طاهر أفرح أديب ومؤرخ، وروائي عملاق، وعبقرية صومالية لا تمحو من الذاكرة وستبقى معلقة في الوجدان والروح، له روايات إجتماعية، ومسرحيات فنية، ومدونات أدبية، أحدث هندسة أيديولوجية معيارية، حيث أبدع وابتكر فصار كلاسيكية أدبية، سطر ما في صدره فأصبح قامة فكرية.
بحث عن الحقيقة وسلك بطرائقها فحوّل أثره مرجعية لغوية، بعث قلمه السيال نحو الدنيا وما فيها من تاريخ وعبر، ومن نهضة وتخلف، ومن حضارة وضياع، ومن تطور وسقوط، ومن نصرة وهزيمة، ومن نجاح وفشل، ومن مسالمة وحروب، فصنع لنا انثروبولوجية تاريخية وفلكلورية. 
ولد الروائي الصومالي الدكتور محمد طاهر أفرح في بلدة جريبن (Jirriban) الواقعة في محافظة مدج Mudug بوسط الصومال في عام 1952م من أصول أسرة صومالية دارودية.
الدراسة والتكوين   
التحق الى الدكسي (الخلوة) في سن مبكر جدا، وكان عمره خمس سنوات، من هنا تكونت شخصيته  الفريدة، وبدأ مشوار مسيرته التعليمية أولا بالعلوم الدينية كغيره من الصوماليين، يذهب كل صباح الى الدكسي (مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم) بشغف  كبير وحب مشعل، يحمل لوحه المصنوع من الخشب  وبعد انتهائه من الجزء الأول بجهد فردي وإصرار، عزم والده بعد أن لاحظ  قوة ذكائه وشدة فطنته، أن يلحقه الى مدرسة المعلم محمد عبد الله هلق في جريبن، فحفظ القرآن الكريم في غضون 6 أشهر فقط . نعم، فالإنسان الطبيعي في الصومال قد يحفظ الكتاب أو يكمل أجزاء من القرآن  لسنوات عديدة، ولكن كسر هذا الشاب تلك السلاسل أو القيود التي صارت عقيدة جبلية إزاء القرآن الكريم عند طلبة الصومال، فطفق الناس يطلقون عليه لقب قرآن كأدغ (Quraan ka adag) ومعناه المتمكن من القرآن.   
عندما بلغ عمره تسع سنوات أقنع والده بالانتقال إلى مدينة مقديشو عاصمة الصومال والتحق إلى مدرسة نظامية بمشورة والده الحنون أكثر من مرة، ثم أكمل دراسته الثانوية، وبعد اتمامه لثانوية ذهب الى دولة اليمن الشقيقة وانضم الى جامعاتها العريقة.
 فمن هنا بدأت رحلته الأدبية، وأشرقت نباغته الباهرة، وصمد خياله الأدبي وابداعه الواقعي، حيث حصل على بكالوريوس في الأدب المقارن والمسرح قبل أن يتجه الى صوب جامعة لندن في انكلترا لنيل الدراسات العليا وواصل دراسته حتى حصل على درجة الدكتوراه، وكان عنوان أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في الدراسات الإفريقية.
أعماله الأدبية 
محمد طاهر أفرح، كاتب وأديب وروائي فريد، له مؤلفات باللغة الصومالية وأخرى بالعربية العالية، درس في معاهد مصرية في الصومال، حيث تأثر الأديب بلغة الضاد، لا ريب أنه قد ارتوى من مناهل عربية صافية وموراد ثقافية بحتة، حتى شرع فنون الكتابة الإبداعية، بل لمع وهو مازال بالمراحل الإعدادية والثانوية، وأسهم وشارك في إثراء المكتبة الصومالية والعربية، واشتهر بمؤلفاته الأدبية  والمسرحية والروائية والفكرية.
في بداية مشروع تأليفه عاش مع الصحيفة نجمة أكتوبر الحكومية وكان له عمود أسبوعي ، يكتب فيه زبدة مقالات وحكايات قصيرة، تحت عنوان "المجتمع الصومالي تحت الميكروسوكب "
ثم أسس الأديب أول مجلة صومالية تصدر خارج مقديشو وبالتحديد مدينة كسمايو عام 1973 كما ذكر الكاتب في حوار أجراه الدكتور عبدالفتارح نور وفي نفس هذا الحوار ذكر أيضا أنه قد ضاعف نشر مقالاته الأدبية والعلمية فور انتقاله الى الدول العربية سنة 1980 حيث كان يكتب مقالاته في مجلات عربية معظمها يمنية، ومن أبرز اصدارت وأعماله 
"نداء الحرية" صدر هذا الكاتب باللغة العربية في عام1976 ، الكتاب عبارة عن قصص من التراث الصومالي، والمسرحيات التاريخية، ولم أجد أي معلومة تفصيلة حول هذا الكتاب سوى أنه رواية تاريخية صومالية بحتة.
"نظرات في الثقافة الصومالية": من اصدارات دائرة الثقافة والإعلام حكومة شارقة 2002 وقد صدر الكتاب باللغة العربية يقدم هذا الكتاب صورة مختصرة عن مقومات وأحوال الثقافة الصومالية المعاصرة، حيث يقول عمر عبدالعزيز أثناء تقديمه هذا الكاتب : لقد أمسك محمد طاهر أفرح بأهداب الموضوع فيما أومأ لملاحظاته الأكثر عمقا مما يقتضي مزيدا من البحث والتنقيب، وللصومال قيمة أساسية في عمق الثقافة العربية والإسلامية تأملية توفر لنا هذه المقارنة اللماحة بعضا من أبعادها.
"الدراسات النقدية والتثقيفية": لم أقف أي معلومة حول هذا الكتاب، ومن المعلوم أنه صدر باللغة العربية، وهو عبارة عن الدراسات النقدية والتثقيفية، حول التراث والتاريخ، وعلى الإبداع والجمال، والنقد أسئلة عقلية فكرية يطرحها الناقد الذي يتصدى للعملية النقدية عن مضمون النص، أو الطريقة التي يسلكها الأديب للتعبير عن أفكاره، وعواطفه. 
 فالنَّقْد يختلف بمعاييره وأحكامه باختلاف الفن الذي يُمارَس فيه النَّقْد، قد يكون في مجال الأدب والتراث، وفي التاريخ والسياسة، وفي الفكر والفلسفة، وفي المنهج والبحث، وفي الزمان ورواده، وفي الحياة وألوانها.
 وجدير بالذّكر أنّ هناك مصطلحات مقاربة للنَّقْد كالتقييم  والردود  والمناظرات والمحاورات والجدل، والمباحثة، إلّا أنّ لكلِّ مصطلحٍ ما يميِّزه عن غيره من حيث الأساليب، والأحكام، والغايات عند أصحابها .
 رواية "مان فأي"Maana-faay”في عام 1979، هي أول مسرحية فنية في التاريخ الصومالي المعاصر، وقد صدرت الرواية باللغة الصومالية، ويُقال إنها أول رواية مكتوبة بخط صومالي بالحروف اللاتينية.
رواية غلتي معروف“Galti-macruuf”. في عام 1980م، وهي رواية مسرحية، تعتبر هذه الرواية أنها اقدم من الأولى. فروايات الكاتب دوما تجسد معاناة البسطاء، كما يندد أيضا بالفساد الأخلاقي والظلم الاجتماعي.
وله مؤلفات أخرى في مجال الروايات والمسرحيات مثل رواية "حلم مخادع" Durbaan been ah ”  أو Guur ku sheeg فكلها رواية نثرية، وقصص ناطقة ودروس خالدة.
   "الصومال: أرض بلا شعب وعالم بلا ضمير".Dal Dad Waayey Iyo Duni Damiir Beeshay: Soomaaliya Dib Ma U Dhalan Doontaa. وقد صدر الكتاب باللغة الصومالية، كما أنه متداول بين أوساط الشعب الصومالي، ولقي -قبولا حسنا –  من الطبقة المثقفة الصومالية بشكل عام، وخصوصا في المهجر بعد انهيار الحكومة المركزية.
 فالمؤلف يعطيك حقيقة صادقة، ومعلومة تاريخية من خلال مطالعتك الخاصة. في هذا الكتاب، يتحدث  صاحبه قصة الصومال أيام بداية إنهيار دولتها الفريدة، ثم يصور لنا كيف كانت بعدها، وقد عانى الشعب الصومالي كثيرا من جمرة الفقر والحرب، لأن مرقدهم  في أرض بلا قادة، أو هم في عالم بلا ضمير: وهل يمكن إحياء الصومال من جديد؟ أم سيعود بلد بدون قيادة؟ أينهض بشر في عالم دون ضمير، لنجرب من جديد، ربما تثقل عليك الإجابات والتحليلات حول هذه الظاهرة، وبإيجاز واختصار تكفيك قراءة هذا الكتاب. 
يقول الوزير الدكتور عبدالفتارح نور أشكر في كتابه حواراتي مع رموز صومالية وأجنبية: "يجيد  الدكتور أفرح فن تبني المواهب الصاعدة، ورعايتها، وتشجيعها، وتوفير كل ما من شأنه أن يساهم في دفع الكتاب الجدد نحو العالمية فمؤسسة "هيئة القلم الصومالي":PEN والأكاديمية الإقليمية للفن واللغة والأداب الصومالي لهما خير دليل وشاهد على عطائه، وتفانيه في دعم اللغة الصومالية  واكتشاف المواهب من أجل رؤية أوسع تتمثل في الدفاع عن الهوية الصومالية من مظاهر الإنسلاخ والذوبان.
سأل عبدالفتاح نورأشكر في حوار أجراه مع هذا الروائي حول هذه الأطروحة "هل يوجد لديك إصدرات جديدة ، حدثنا عن خطتك في الكتابة والتأليف في المرحلة المقبلة؟ وقد أجاب الكاتب."انهيت كتابة مؤلفات  باللغات الثلاثة ( الصومالية والعربية والإنكليزية ) وهذه الكتب – لاتزال- قيد التحرير والتنقيح، ولدي رغبة عارمة في طباعتها في القريب العاجل.
أما في مجال الوظائف "السياسية" لم يلطخ شرفه داخل الأمواج العاتية التي لا تبقي ولاتذر. فرغم انشغاله في الكاتبة الإبداعية والدراسة وتألقه على الساحة الثقافية والهوية الصومالية (الأ أنه عمل الدكتور محمد طاهر أفرح وزيرا في الحكومة الإنتقالية الصومالية ونائبا في البرلمان، إضافة الى ذلك فهو من مؤسسي الأكاديمية الصومالية الإقليمية للغة الصومالية التي يترأسها حاليا.
"نافذة على الإبداع في منطقة خليج عدن: دراسات في الثقافة والفن في الصومال وجيبوتي واليمن" يعد هذا العمل من أفضل الأعمال في مجال الأدب المقارن والتراث، اذ هو هالة من حلقات الكتب التي اعتنت بتيسير قراءة التراث والأدب، حيث يتيح للكثيرين من القراء والنقاد، ويوفر أيضا أولوية للكتاب والعباقرة،  لأن مؤلفه قامة فكرية وواحد من كبار المتخصصين في التراث الصومالي والثقافة العربية.
يشمل هذا الكتاب ستة فصول، وفي كل فصل من فصول هذا الكتاب دروس مختارة، تجارب زمنية، حكم وأمثال، دراسات تاريخية، حقول أدبية، ليس الكتاب وليد شهر ولا فكرة يوم من الأيام، بل هو عصارة ذهنية وبوابة ثقافية، كما أنه رقعة جغرافية أو مرجع أساسي من المصادر التاريخية والأدبية واللغوية.
يشفي هذا الكتاب غليل كل مريد أو دارس في كليات الآداب واللغويات بجامعاتنا العربية، فهو عمل فلكلوري، أو باقة من الفنون والقصص والحكايات، وقد قيل "تُنقل المعارف المتعلقة بالفلكلور من جيل إلى جيل آخر عن طريق الرواية الشفهية غالباً، وقد يقوم كل جيل بإضافة أشياء جديدة أو حذف أشياء لتتوافق في النهاية مع واقع حياته التي يعايشها وهذا الإبداع ليس من صنع فرد ولكنه نتاج الجماعة الإنسانية ككل في مجتمع ما".
يهتم الدكتور أفرح في الفصل الأول من كتابه "نافذة على الإبداع في منطقة خليج عدن : دراسات في الثقافة والفن في الصومال وجيبوتي واليمن" بالثقافة الشعبية في المجتمع التقليدي.
 وقبل أن يخوض الكاتب صلب الموضوع يقول: لاشك أن مسألة الحديث أو محالة الكتابة عن الثقافة الصومالية، بموضوعية وبمنهجية علمية تعد مسألة بالغة الصعوبة" وعند ما نشرع الى الكتابة عن الثقافة الصومالية يمكننا القول بأنها تدور حول هذه الركائز الثلاثة التالية عند وجهة الكاتب وهي الواقع المادي للمجتمع الصومالي البدوي القديم الذي كانت غالبية أفراده تعتمد في حياتها على نمط الإنتاج الرعوي، الثقافة العربية الإسلامية التي انتشرت في الصومال منذ العهود الأولى لظهور الإسلام واللغة الصومالية وما اختزنته عبر العصور من تراث أدبي وفلكلوري كالأشعار والقصص الشعبية والحكايات والحكم والأمثال الشعبية.
ثم يبلور أيضا الحركة الثقافية في الصومال وشهادتها عبر العصور بفترات متباينة، ويستخلص في ثلاث مراحل رئيسية وهي:مرحلة ما قبل الاستعمار "الثقافة التقليدية" ومرحلة النهوض القومي (Berisamaad) ثم مرحلة الأزمة الراهنة.
 وفي ظاهرة (الرقص) وحديثها يقول:"يعد الرقص أصل الفنون الجميلة وأقدم كل الفنون، وهو أول ما اهدى اليه الإنسان البدائي- بعد الأعمال التي توفر له ضروريات  حياته- للتعبير عن انفعالاته.
وقد ذكر خلال ابتكاره الأدبي وسرده الإبداعي زبدة مجموعة من الرقصات الشعبية لبعض المدن والمناطق الصومالية، ومنها رقصة "استون"Istun ورقصة "الدبشد" Dabshid ورقصة "بيري"  Beerreey ثم يأتي الكاتب دور الموسقى كالدف Durbaan "وهان" Haan. و(في الموسيقى): ومن جملة ما قاله  "إن دراسة الأدوات والأشكال الموسيقية القديمة الصومالية تعطينا دليلا آخر يؤكد مدى ارتباط الثقافة بنمط الحياة ووسائل الإنتاج".
ويقول في (الشعر والغناء). : يحتل الشعر مركز الصدارة في الادب الصومالي القديم، فقد عرف الصوماليون فن الشعر منذ أقدم العصو تتجلى جوهرة الشعر والغناء عند عمالقة الأدب، ما أشبه الليلة بالبارحة فالشعر نظم عند العرب، وعند الصوماليين  "تح" Tix وللنثر طعم خاص "تراب" Tiraab لدى الكاتب حيث أورد مجموعة من القصص الشعبية والأساطير الصومالية القديمة والحديثة كقصة "طغطير" Dhegdheer”.  
أما في مجال الحكم والأمثال Murti iyo Maahmaah الصومالية فحدث ولا حرج، فالأمثال الصومالية تحمل بالمثل العليا مثل: الشجاعة، والعدل، والكر ، والتقدير، والعفة، والعمل، وذم الكسل، ومن أمثلة الكاتب Nin gar darani ma guulaysto أي "الظالم لا يفلح"
وفي الفصل الثاني يتناول الكاتب الثقافة الوطنية في مرحلة النهوض في هذا المسار الثقافي في ظل حركة المقاومة الصومالية ضد المستعمر تنهض الوطنيةالمدنية والحضارة الفكرية من جديد، لأن الشعب الصومالي كائن باسل يضحي النفس والنفيس في سبيل الحرية والإستقلال.
وقد تناول الدكتور محمد طاهر أفرح في هذا الفصل عدة نقاط مختلفة ومن أهمها: حديث عن التطورات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، انعكاس الواقع المتغير على الساحة الثقافية، وحركة الشعر في ظل المتغيرات الإجتماعية، وثورة الدراويش والعصر الذهبي للشعر الصومالي، وفي آخر هذا الفصل ذكر أسباب ازدهار الشعر الصومالي أول العوامل التي ساعدت على تقدمه الملموس وازدهاره المبكر ومنها 
1. دور شخصية السيد محمد عبد الله حسن كقائد لثورة الدراويش وفي الوقت نفسه كقطب للحركة الشعرية بصفته كبير الشعراء.
2: كثرة الصراعات والحروب التي تتخذ مختلف الاشكال السياسية والقبلية والدينية.
3: غياب وسائل الإعلام الحديثة وكذلك الوسائط البديلة لنقل الثقافة، وافساح المجال للشعر لأداء وظيفته  عبر الوسائط التقليدية كالإلقاء المباشر والحفظ والرواية والمداولة الشفهية.
4: كون الحياة الثقافية في ذلك ما تزال تحتفظ بطابعها التقليدي البسيط بحيث كانت الأذواق الفنية باقية على ارتباطها الوثيق بالأنماط الثقافية التقليدية أو الشعبية والتي يحتل منها الشعر مركز الصدارة اذ كانت القصيدة الشعرية تعد قمة الإبداع الفني وقمة العبقرية مما يجعل الشاعر يتمتع بمكانة اجتماعية رفيعة  الى الإنتاج وإعادة الإنتاج.
وفي الفصل الثالث يقدم الكاتب اللغة الصومالية والدروس المستخلصة من كتابتها وفي بداية حديثه يقول: "تشكل اللغة أحد المكونات الأساسية لشخصية أي شعب والسند الرئيس للثقافة  الوطنية" لهذا تشير بعض الأبحاث العلمية والدراسات اللغوية على أن اللغة تعتبر الشيء الذي يميز البشر عن جميع المخلوقات الأخرى، وكل مجتمع بشري معروف لديه لغة يتواصل بها.
 يتناول هذا الفصل ولادة اللغة الصومالية ومراحلها المختلفة، ومن أهم المحاور التي تطرق اليها الكاتب ما يلي: المحاولات المختلفة لكتابة اللغة الصومالية، والإجراءات الإيجابية والسلبية ونتائجهما، وكذلك الإجراءات البديلية التي ينبغي إتخاذها.
وفي الفصل الرابع يشرح الكاتب بإسهاب التجربة المسرحية في الصومال. ومن أهم العناوين أو الموضوعات التي ناقشها المؤلف حول حديثه عن التجربة المسرحية منها: نوعية الحركة المسرحية في الصومال وتجربتها الفريدة، ومكانة رجال المسرح وسماتهم، ومشاركة الجمهور الوجدانية وتفاعله مع العرض ثم غزارة الإنتاج، ونكتفي بهذه التلميحة.
وفي الفصل الخامس يتناول الكاتب (بدراسات نقدية عن أعمال أدبية مختلفة (رواية ومسرحية وشعرية) كل من اليمن الشقيقة والصومال وجمهورية جيبوتي لهذا الفصل .ومن أهمها: مسرحية "الإنتماء" وأزمة الوعي على خشبة المسرح الجيبوتي التي نشرها الكاتب في7 أفريل 1987 في "جريدة أكتوبر" وفي الصومال (الشخصية التراثية) في شعر "هدراوي" وفي اليمن "القرية اليمانية في عذراء الجبل".
وفي الفصل السادس لقد اورد الأستاذ محمد طاهر أفرح عدة مقالات ذات صلة بموضوع الكتاب ومن أهمها وأجملها رونقا وديباجة (نحن والفن ونهاية الأسبوع) و(صور من بطولة الكلمة) و(إغتيال الدكتور حسين مروة…الحدث والدلالة) و(ثنائية الحقيقة والكلمة ) و(ابتهالات  على ضريح  شجرة مانجو)
ماذا قال أرباب الأقلام ورجالات الأدب حول محمد طاهر أفرح؟
يقول الأستاذ مصطفى فيروز استاذ اللسانيات والادب الصومالي بجامعة مقديشو ونائب رئيس نادي القلم للكتاب والمؤلفين الصوماليين ومدير معهد الدراسات الصومالية الدكتور محمد طاهر أفرح واحد من الشهود الصادقين على واقعنا المعاصر، ورائد متمرس في الكتابات الأدبية عامة والروائية منها خاصة. تربى الدكتور على حب القلم وصاحبه طوال العمر ووظّفه في نضاله على دروب الحياة، فجاد عطاءه المتدفق في معالجة قضايا أمته بأسلوب فني رفيع، فهو روائي وكاتب مسرحي وناقد أدبي وباحث أكاديمي. وها هو الآن يقدم لنا هذا السِّفر الجديد الذي يساهم بطابعه الخاص في اثراء المكتبة العربية، والذي لا يستغنى عنه كل مهتم بالثقافة والفنون في الصومال وجيبوتي واليمن".
 يقول الدكتور عبدالفتاح نور أحمد (أشْكر) وزير الدولة للإعلام والثقافة والسياحة في حكومة بونتلاند الصومالية: تمنيتُ -وأنا أقرأ هذا الكتاب- أن يكون مرجعاً يُدرّس في جامعات الصومال، فالكتاب يُصنف ضمن ما اصطلح عليه بالأدب المقارن اذ يكسر هذا الكتاب، الحاجز بين اللغتيْن، ترى في صفحاته كيف يستدل بالأبيات ويتذوق بهما، وكأنه يلعب بوترٍ موسيقيٍ متناسق الإيقاع.لا أريد أن أفسد على القارئ متعة القراءة، فالكتاب ماتع ومفيد، يطوف بك في عوالم الأدب، عندما تنتهي من قراءته، يترك فيك أثره، وتتيقن بنفسك عمق وغنى لغة الضاد، وقديماً قال شاعر النيل حافظ إبراهيم، وهو يصف عمق وعذوبة اللغة العربية: 
أنا البحرُ في أحشائِه الدُّرُ كامِن 
فهل ساءلوا الغوّاص عن صَدفاتِي؟!
يقول الدكتور عمر محمد ورسمه أستاذ اللغويات والدراسات الصومالية "يعتبر هذا السفر إضافة نوعية الى المعرفة بشكل عام، والى المكتبة الصومالية التي تفتقر الى مؤلفات في الأدب والنقد بشكل خاص. يحمل الكتاب في طياته دراسات تاريخية وأدبية ونقدية مهمة، يعز الحصول على مراجعها لغة الكتاب  رصينة وعلمية وجميلة.آمل أن يستفيد منه القراء والباحثون في الثقاقة الصومالية والأدب الصومالي واليمني".