الفنانة هاجر كريكع: كوميديا الموقف أحب الأدوار الى قلبي
الرباط - أوضحت الفنانة هاجر كريكع أن دورها في فيلم "الثلث الخالي" للمخرج فوزي بنسعيدي، الذي عُرض في المهرجان الوطني للفيلم في دورته الـ 24 ومهرجان كان الدولي في دورته الأخيرة، كان من أصعب الأدوار التي أدتها وأكثرها أهمية، حيث اعتبرته فرصة كبيرة لإيصال رسائل تعكس واقع الحياة اليومية للمشاهد المغرب، مؤكدة أن نجاح الفيلم يعتمد على تكامل فريق العمل وتضافر جهود المجموعة بأكملها، وفي هذا السياق كان لموقع "ميدل إيست" حوار مع الممثلة المغربية حول آخر أعمالها الدرامية والسينمائية، وفيما يلي نص الحوار:
بدأتِ مسيرتك مع فرقة أفروديت المسرحية وفزتِ بجائزتي أحسن ممثلة عامي 2006 و2008، كيف ساهمت هذه الجوائز في تشكيل هويتك كممثلة؟
نعم، بدأت مسيرتي مع فرقة أفروديت، لكنني في الواقع حصلت على ثلاث جوائز، كانت الجائزة الأولى عام 2006 عن أدائي في مسرحية "نوستالجيا" من إخراج رضا العبدلاوي وعبد المجيد الهواس، خلال المهرجان الوطني بمكناس، وكانت هذه المسرحية مشروع تخرجي من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، أما الجائزة الثانية فكانت سنة 2008 عن مسرحية "حديقة معلقة" مع فرقة أفروديت، وهي من إخراج عبد المجيد الهواس النص المسرحي ليوسف فاضل، والجائزة الثالثة حصلت عليها عام 2013 عن مسرحية "الدموع بالكحول" للمؤلف عصام اليوسي واخراج أسماء هوري في المهرجان الوطني للمسرح بمكناس، فالطبع الجوائز تمنحك حافزًا كبيرًا وتدفعك دائمًا للعمل على تطوير نفسك والسعي نحو الإبداع والتجديد.
شاركتِ في مسلسلات وأفلام متنوعة، من بينها "حرير الصابرة" و"فرحة مؤقتة"، كيف تختارين الأدوار التي تؤدينها وما المعايير التي تعتمدين عليها؟
اختياراتي تنطلق من القصة ككل حيث أحرص على النظر إلى قصة العمل بصفة عامة، ثم أركز على مساحة شخصيتي ومدى تأثيرها في القصة، بينما لدي خطوطًا حمراء لا أسمح لنفسي بتجاوزها، ومع ذلك أسعى دائمًا إلى اختيار أدوار مختلفة تضيف شيئًا جديدًا لمسيرتي.
مسلسل "بنت بلادي" كان له تأثير كبير في مسيرتك، ما الذي جعله مميزًا بالنسبة لكِ كممثلة وكيف ترين دوره في إبراز قضايا المرأة المغربية؟
تعتبر سلسلة "بنت بلادي" من أقرب الأعمال إلى قلبي لأنها أول عمل درامي شاركت فيه، وكنت حديثة التخرج وقتها، وكان لي شرف الوقوف أمام عملاقين في فن التشخيص هما الراحلان سعد الله عزيز وزوجته خديجة أسد، وهذا اللقاء لم يكن وليد الصدفة أو نتيجة اختبار تمثيل، بل جاء بعد أن شاهدا أدائي في مسرحية "قصة حب" للمخرج فوزي بنسعيدي، واختياري للمشاركة في "بنت بلادي" كان نقطة تحول مهمة في مسيرتي التلفزيونية، لأن المسلسل كان مميزًا وتناول قضايا المرأة المغربية، مبرزا قوتها وصمودها ونضالها لتحقيق أحلامها، بينما شخصيتي في العمل جسّدت الصحفية الشابة التي تسعى لإبراز مواهبها وتحقيق ذاتها،وهذا جعلها نموذجًا للمرأة المغربية المكافحة.
شاركتِ في فيلم "الثلث الخالي" عام 2023 الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ24، ما الذي يميز هذه التجربة السينمائية مقارنة بمسلسلاتك التلفزيونية؟
هذا فيلم سينمائي يختلف عن التلفزيون وظروفه مختلفة تمامًا، في هذا العمل جسدتُ دور شقيقتين توأمين وهي فرصة لا تتاح دائمًا، والمخرج منحني مساحة حرة للعمل في أجواء فنية وتقنية متكاملة تختلف كليًا عن أجواء التلفزيون التي تكون مقيدة بالوقت.
ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتِه أثناء تصوير مسلسل "شهادة ميلاد" بجزأيه الأول والثاني؟ وكيف تعاملتِ مع تطور شخصية "سعيدة" في هذا العمل؟
هو التعامل مع عدد الحلقات، حيث كانت هذه أول مرة أعمل فيها على مسلسل من 60 حلقة، وكان عليّ أن أواكب تطور الشخصية وأحافظ على إيقاعها مع تسارع الأحداث حسب المواقف والمشاعر والأحاسيس، مع الحرص على تجنب التكرار أو التناقض، كما أن تنوع فضاءات التصوير داخل المسلسل أضاف تحديًا آخر، لكن بالنسبة لي الحفاظ على روح الشخصية طول 60 حلقة هو التحدي الحقيقي الذي استمتعت بمواجهته.
في فيلم "خفة الرجل" قمتِ بدور "كلثوم"، وهو دور يختلف عن الشخصيات الأخرى التي قدمتها، كيف استعددتِ لهذا الدور وما هي الدروس التي استفدتِ منها في تجسيده؟
"خفة الرجل" فيلم تلفزيوني من إخراج هشام الجباري ودوري كان يعتمد على كوميديا الموقف، بمعنى أن الدور لم يكن كوميديًا بحد ذاته، بل الكوميديا تنبع من المواقف التي تواجهها الشخصية، وهذا النوع من الأدوار يعجبني كثيرًا، وأتمنى أن أشارك في مزيد من الأعمال ضمن هذا السياق، بينما عملت بجد على هذا الدور وأحببته كثيرًا، أما الدرس الذي استفدته فهو الإيمان الكامل بالشخصية التي أجسدها كي أصقل مصداقيتها لدى الجمهور.
كيف ترين تطور الدراما المغربية في السنوات الأخيرة؟ وهل تعتقدين أن هناك توجهًا لتقديم قصص أكثر واقعية تعكس هموم المجتمع المغربي؟
الدراما المغربية شهدت تطورًا كبيرًا جدًا، مع تنوع المواضيع التي تتناول كل ما يعيشه المجتمع المغربي، فهناك بالفعل توجه نحو اختيار قصص واقعية، ففي الآونة الأخيرة أصبح التلفزيون المغربي يميل إلى هذا الاتجاه بشكل ملحوظ، بينما في الحقيقة لا يمكن للتلفزيون أن ينجح دون أن يناقش قضايا تعكس هموم المجتمع المغربي بصدق.
ما هي المشاريع المستقبلية التي تعملين عليها حاليًا؟ وهل هناك نوع من الأدوار أو الأعمال التي ترغبين في خوضها ولم تحصلي على الفرصة بعد؟
حاليًا نروج لمسرحيتين: الأولى بعنوان "الخلا والقيفار" من إخراج عادل أبا تراب، والثانية "تكنزا" من إخراج أمين ناسور، التي حصلت على جوائز في العالم العربي، ومع ذلك هذه السنة لم أشارك في المسرح لأنني عضو في لجنة الدعم المسرحي ودعم جولات الفرق الوطنية، كما انتهيت مؤخرًا من تصوير فيلم سينمائي بعنوان "وقت سيء" من إخراج معدان الغزواني، وأتمنى أن يعرض قريبًا في قاعات السينما وينال إعجاب الجمهور.