المقام العراقي يبكي رحيل الفنان يحيى إدريس

الإعلامي ورائد المقام العراقي يرحل بعد صراع طويل مع المرض.
الفنان الراحل أرسى بحق مدرسة وأكاديمية، يستفيد منها عشاق المقام العراقي والضليعون بأصوله
عقود أربعة أو خمسة من سنوات عمره قضاها يحيى إدريس في إظهار الفن العراقي الأصيل والتغني بتراثه الثر الجميل

ودعت الأوساط الثقافية والإعلامية والفنية رائدا من رواد الإبداع الثقافي والإعلامي والفني ورائد المقام العراقي الفنان الكبير يحيى إدريس، بعد صراع طويل مع المرض، ولم يجد الرجل، خلال فترة مرضه من اهتمام، لا من وزارة الثقافة أو نقابة الفنانين، والجهات المهتمة بالعمل الإعلامي والفني، ونحن إذ نعزي أهله وزملاءه ومحبيه بهذا المصاب الأليم، فأننا تتضرع إلى الله العلي القدير أن يسكن الفقيد بواسع رحمته، ويلهم أهله وذويه والوسط الإعلامي والفني الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا اليه راجعون.
كان الراحل يحيى إدريس أحد رواد المقام العراقي، ومن وضع له أسسه الفنية وطريقة تدريسه من خلال محاضرات عديدة وحوارات تلفزيونية وصحفية، أرست بحق مدرسة وأكاديمية، يستفيد منها عشاق المقام العراقي والضليعون بأصوله، أن تكون حصيلة كل تلك العقود الأربعة أو الخمسة من سنوات عمره التي قضاها في إظهار الفن العراقي الأصيل والتغني بتراثه الثر الجميل، ما يثري مدرسة المقام العراقي، ويحافظ على هذا التراث وأصوله، لتبقى الأجيال العراقية تنهل من روائعه، بفضل أؤلئك الميامين الأبرار من العراقيين الأصلاء، وهم من يستحقون المنازل الرفيعة، بأن تبقى ذاكرتهم العطرة، تتفييء منها الأجيال العراقية والعربية، وكل متذوق للفن الأصيل ما يرفع رأسها الى السماء.
وعلى وزارة الثقافة ونقابة الفنانين، وكل المهتمين بالإرث الثقافي والإعلامي وتراثه الزاخر الأصيل أن يتابعوا ما أنجزه الراحل الكبير من محاضرات وحوارات تلفزيونية وصحفية، وجمع إنتاجه الفني، ليكون بمقدور كل المتخصصين والمهتمين بالمقام العراقي، أن يطلعوا على تلك المسيرة الحافلة بالعطاء الثر، وهو يستحق من وزارة الثقافة أن يتم تكريم عائلته، وهو الذي أفنى زهرة شبابه من أجل العراق وإعلاء شأنه.
رحم الله الفقيد يحيى إدريس، فقد كان من خيرة الرجال الذين حفظوا للذائقة العراقية مقامها ومكانتها الراقية، وستبقى الأجيال العراقية تذكر بالعرفان ما قدمه هذا المبدع الكبير، من إسهامات وعطاء ثقافي ومعرفي هو محل فخرنا جميعا.