بناء الحضارة ودور "المزيج البشري" السائد

المزيج البشري الذي يؤدي للحضارة لا بد أن يقوم على عناصر الفرز الطبيعي التي تقدم أفضل العناصر الموجودة في كل مجتمع.
الحضارة هي مكون ثقافي شامل وحاوي لكافة عناصر مستودع هوية بلد ما
رجل الدين السياسي يشوه الظاهره الإنسانية لأنه يريد أن يصادر على وجود الفرز الطبيعي لمجتمع ما

تعتمد النهضة الحضارية لأي بلد، أو أى أمة من الأمم تجمع في حاضنتها عدة بلاد ذات مستودع هوية مشترك جغرافيا وتاريخيا وثقافيا؛ تعتمد على عدة عوامل بعينها هي التي تحدد مصير البلدان والأمم. من أبرز هذه العوامل هو ما يمكن تسميته بـ "المزيج البشري" السائد، وخلطته التي ينتقيها النظام الاجتماعي أو السلطة السياسية في كل بلد وتفرزها من داخل مواردها البشرية الواسعة، لتضعها في صدارة "التراتب الاجتماعي" كصفوة تسير شئون البلاد، وتحدد من خلالها منظومة قيمها العامة والجمعية التي قد تؤدي للنهضة الحضارية أو قد تؤدي للتفكيك، عبر تشويه "الفرز الطبيعي" والفطري للمجتمع واستبعاده، الذي يفترض أن يقدم أفضل العناصر القادرة على تحقيق حالة "المجتمع الفعال" وتقديم الصورة الأفضل لإدارة موارده، ووضعه في مكانته المستحقة بين الدول.
ما بين النهضة والتفكيك
وتقع مسئولية تشكيل هذه الخلطة البشرية أو تقديم ذلك "المزيج البشري" على عاتق السلطة السياسية لكل بلد، فهناك "مزيج بشري" يؤدي ويقود للنهضة الحضارية لأي بلد وفق سياقه وظروفه وحاضنته الجغرافية والتاريخية، وهناك مزيج بشري يفكك ويكبح أسباب النهضة الحضارية لبلاده مهما كانت الظروف مهيأة والعناصر الدافعة لبلاده حاضرة وموجودة.
المزيج البشري والفرز الطبيعي
"المزيج البشري" الذي يؤدي للحضارة لا بد أن يقوم على عناصر "الفرز الطبيعي" التي تقدم أفضل العناصر الموجودة في كل مجتمع، فالطبيعة وسنة الله في أرضه لم تبخل على مجتمع ما وتضن عليه بالموارد البشرية في جميع النواحي العقلية أو الجسدية، وإذا تُرك أي مجتمع للتفاعل والتدافع الطبيعي بين موارده البشرية لأفرز لنا الأفضل والأنسب في كل مكان، لكن الأزمة الحضارية والخلل ينشأ عندما تتدخل سلطة ما في مجتمعها، لتزيح مخرجات "الفرز الطبيعي" الذي من المفترض أن ينتج لنا "المزيج البشري" الطبيعي السائد لقيادة المجتمع وتحقيق نهضته أو تفوقه الحضاري.
السلطة السياسية الأعلى وأزمة "تفاوت المكانة"
السلطة غير الطبيعية (غير المفروزة عبر أفضل الموارد البشرية الموجودة في مجتمعها)، والتي وصلت إلى مقاعدها عبر إدارة التناقضات في مجتمعها، وغير المتسقة مع بحث المجتمع بفطرته عن التفوق والنهضة الحضارية من داخل "مستودع هويته"، ستبحث عن الفرز المشوه وغير الطبيعي لتضمن ألا يحدث "تفاوت مكانة" بينها كسلطة أعلى، وبين "المزيج البشري" الذي تضعه على رأس "التراتب الاجتماعي" ليقدم النموذج والقدوة لمنظومة القيم السائدة في بلادها، ومن هنا بالتالي أي سلطة غير طبيعية وغير مفروزة عبر أفضل الموارد البشرية الموجودة بمجتمعها، سوف تقدم لنا مزيجا بشريا مشوها يفكك قدرات المجتمع ولا يجمعها، يشوه بناء التراتب المجتمعي ويحوله لبنية انتهازية تتصارع فيما بينها ليظل ذلك المجتمع محلك سر، لا يعرف طريقا للنهضة الحضارية وشروطها، وتدخل البلاد في طور الاضمحلال الحضاري بفعل "المزيج البشري" المشوه الذي تنتقيه وتختاره سلطتها الأعلى.
المعارضة السياسية بين العجز الحضاري والانتقاء الهوياتي

الماركسي يهمل عناصر "الفرز الطبيعي"
مربط الفرس هو معيار بناء التراتب الاجتماعي

وفي الفرز المشوه و"المزيج اليشري" العاجز عن إنتاج الحضارة ومعادلتها؛ قد تتساوى سلطة ما مع معارضتها السياسية النمطية في فشل إدارة الموارد البشرية وتوظيف أفضلها، فالمعارضة السياسية عند بناء قاعدتها الجماهيرية تتحول لسلطة في نطاق حركتها الذي على أساسه تختار "المزيج البشري" السياسي السائد الخاص بها، والذي تعتبره النخبة أو الصفوة المعبرة عنها تنظيميا وجماهيريا وفكريا، والأزمة هنا تنشأ من تبني أفكار أيديولوجية ثابتة ومطلقة، تعجز عن تقديم خطاب مقنع ومنطقي يقبله عناصر "الفرز الطبيعي"، فيتساوى هنا مع السلطة السياسية الأعلى به، ويساهمون في تعميق تشوه "المزيج البشري" السائد في بلد ما سلطة ومعارضة.
وعادة ما يكون سبب عجز خطاب المعارضة السياسية عن إقناع عناصر "الفرز الطبيعي"؛ يرجع لأن المكون الأيديولوجي في خطابهم شديد الانتقائية والاجتزاء، لا يعبر عن فكرة الحضارة كمجمل معبر عن شامل المجتمع ومعظم مستودع هويته، فالحضارة هي مكون ثقافي شامل وحاوي لكافة عناصر مستودع هوية بلد ما، وأزمة المعارضة السياسية أن كل منها ينتقي شريحة من داخل مستودع الهوية ويتكأ عليها في خطابه، ويصنع قطيعة سياسية مع باقي مكونات مستودع الهوية الحضاري. 
تمثلات الخطاب الجزئي للحضارة والمعارضة السياسية
الماركسي؛ يشوه الظاهرة الإنسانية ويحيد كافة مكونات مستودع الهوية ويكتفي ببنية التراتب الاجتماعي الهامشية وتضخيمها، وما تفرضه من دوافع ومحركات وصراعات فرعية تدير تناقضاتها وتخلقها عن وعي سلطة المجتمع غير الطبيعية (غير المعبرة عن مستودع هويته والباحثة عن مصلحتها الذاتية)، هادفا الماركسي لخلق وعي بتناقض دائم بين شرائح التراتب الاجتماعي يؤدي لثورة تسود فيها شريحة ما! دون أن يعي بهدف الظاهرة البشرية ككل مجمل لابد أن توجد به الفروق الفردية الطبيعية، ولا بد أن يوجد به بناء ما للتراتب الاجتماعي بطبيعة الحال، لكن مربط الفرس هنا هو معيار بناء التراتب الاجتماعي وفرزه، وقدرته على تمرير عناصر "الفرز الطبيعي" كـ"مزيج بشري" سائد في المجتمع، يحقق انطلاقته الحضارية وفق مستودع هويته ويقدم المجتمع الفعال ومعادلته، لذا فالماركسي أيضا يهمل عناصر "الفرز الطبيعي" كمزيج يحقق النهضة البشرية، ويسعي لمزيج بشري خاص به وفق خطاب مشوه لا يتفهم الظاهرة الحضارية كمجمل.

"الفرز الطبيعي" هو فرز سياسي يحدد الأفراد القادرة على تحمل المسئولية السياسية للجماعة والتعبير عن مستودع هويتها

ورجل الدين السياسي؛ يشوه الظاهره الإنسانية أيضا فهو يريد أن يصادر على وجود "الفرز الطبيعي" لمجتمع ما والقادر على تحقيق نهضته الحضارية كـ"مزيج بشري" سائد، لأنه يرى في نفسه سلطة أحق من الفرز الطبيعي وبديلة عنه ومخولة من الله سبحانه جل شأنه عما يصفون، ويرى أن ما ينطق به هو الحق ولا حق سواه، ويظن أن تشويه الفرز الطبيعي والمعادلة الحضارية لبلاده ستنصلح بمعجزة ما، طالما استمر هو في السلطة وفي تصرفاته الحمقاء، لأنه يظن أن ادعائه تمثيل الله في أرضه ومهما أفسد في الأرض، لا بد سيصلحه الله بمعجزة لأنه يظن أنه مبعوث السماء. فيهمل الأسباب ويتزيد في العبادات والطقوس الشكلية للدين غير المرتبطة بالأخلاق أو بمنظومة قيم متسقة؛ وهو يظن أن العبادات الشكلية سينصرها الله بمعجزة من عنده، وينسى أنه في الأصل شوه المعادلة الحضارية لمجتمعه وبناء تراتبه الاجتماعي وسنة الله في أرضه، ومنح لنفسه ما ليس لها، ولمن معه ما ليس لهم.
والمؤمن بالقومية؛ كأقوى عناصر مستودع الهوية المكون لأمة أو جماعة بشرية ما، قد يشوه الظاهرة البشرية وفرزها الطبيعي حينما يصر على خطاب يجمد الوجود البشري عند لحظة ما، ويظل عاجزا عن تجاوز معاركه التاريخية والأخطاء التي ربما يكون قد وقع فيها، وقد تقترب فكرة الجماعة القومية لحد بعيد من فكرة الحضارة كمجمل، من حيث استنادها لمعظم عناصر الهوية المكونة لها ومحاولة تفعيلها والبحث عن فرزها الطبيعي وتقديمه كمزيج بشري سائد يستلهم فكرة الحضارة ويبحث عنها، لكنها قد تقع في فخ الجمود السياسي وتتجاوز هدفها وتتحول لمجموعة مصالح أيديولوجية تمارس المزايدة، وتساهم في تشويه الفرز الطبيعي استنادا لما ورثته من معارك تاريخية ذهبت لحالها، فطالما ظلت دعوة جماعة ما لتفعيل وجودها عبر مجمل روابطها المشتركة ومستودع هويتها، أسيرة للماضي ولفرز سياسي يستبعد عناصر الفرز الطبيعي، طالما ظلت أحد عناصر التفكيك وليس النهضة داخل مجتمعها او جماعتها البشرية الحاضنة لها، حتى وإن ادعت العكس.
والرأسمالية البحتة؛ تمارس أبشع أشكال تشويه الفرز الطبيعي، فهي تستقطب العناصر القادرة على تحويل الظاهرة البشرية لربح مجرد، وتعمل على خلق مفرزة مجتمعية تنتقي تلك الأفراد مع تهميش العناصر القادرة على خلق حالة حضارية متكاملة، فالرأسمالية تعي أن أسباب الحضارة والنهضة لجماعة بشرية ما، قد تعيق نموها وترشده لصالح منح الفرصة لخلق التراتب الاجتماعي استنادا للفرز الطبيعي، في حين تسعي الرأسمالية ورجالها للتوسع باستمرار وقضم فرص الظاهرة الحضارية، وتحويل الوجود البشري لظاهرة استثمارية قد تستبعد العديد من عناصر الفرز الطبيعي، طالما لم تتمكن الرأسمالية من تحويلهم لأداة ربح، وقد تعادي الرأسمالية غير الواعية لمستودع هويتها أسباب الحضارة، إذا تعارضت مع ما تتطلبه من استقرار وشبكة علاقات داخلية وخارجية، فالرأسمالية تشوه الفرز الطبيعي وتخضعه لعملية انتقائية ترحب بفرز النخب في المجالات الصلبة أو العلمية البحتة، وترفض فرز النخب في المجالات الناعمة أو الحضارية التي تطالبها بالعمل والتحرك ضمن شروط مستودع هويتها.
الفرز الطبيعي ومستودع الهوية
وهنا لا بد من الإشارة لعلاقة لابد ستنشأ بين رجال الفرز الطبيعي وبين مستودع الهوية في كل مجتمع، فالفرز الطبيعي سينمو في علاقة سوية مع مكونات مستودع هويته، ولن يتشدد معها سواء سلبا أو إيجابا لأنهم بطبيعتهم أفراد يملكون القدرة على تحمل المسئولية وعدم والوقوع في فخ الرد فعل النفسي وازماته، وإنما سيسعون لتطوير ذلك المستودع وتفعيله والوصول من داخله لأفضل تمثل ممكن في الواقع.
فالأصل هنا أن رجال الفرز الطبيعي يملكون القدرة والموهبة الفطرية للتعبير عن مستودع هويتهم وتطويره لأفضل تمثل ممكن، لذا عادة في أوقات الاضمحلال الحضاري ما تجد عملية استبعاد تجاههم من فرز "المزيج البشري" السائد سلطويا، ومن فرز "المزيج البشري" السائد في المعارضة السياسية، لأنه في لحظات الاضمحلال الحضاري لابد سيكون المجتمع في حالة قطيعة مع فرزه الطبيعي ومع مستودع هويته سويا، بما يسمح بتشكل سلطة ومعارضة تشوه الفرز الطبيعي للمجتمع وتقدم مزيجا بشريا لا يقدم أفضل الموارد البشرية، وفي الوقت نفسه تشوه مستودع الهوية ولا تعبر عن أسباب نهضته الحضارية.
وبيت القصيد هنا أنه بشكل تلقائي يقيم رجال الفرز الطبيعي علاقة مع مستودع هوية المجتمع، وتبقى المعادلة الحضارية شرطا بتحولهم لمزيج سائد، وفي الأصل عناصر الفرز الطبيعي أنها  تعبر عن مستودع هويتها وفرصه الحضارية داخل كل مجتمع، وتكون لبنة المعادلة الحضارية الفارقة مرتبطة باختيار السلطة السياسية إما تحولهم إلى مزيج سائد أو استبعدتهم، ليسعي رجال الفرز الطبيعي لصراع قيمي داخل مجتمعهم، يفرز استقطابا على عناصر الهوية ومستودعها، يؤدي لتشكل لحظة تاريخية مفصلية جديدة تزيح الأبينة السياسية المنسلخة عن ذاتها، سواء سلطة او معارضة.
النخبة الناعمة والنخبة الصلبة في المزيج البشري

محور مركزي للصراع الإنساني
بناء تراتب اجتماعي يقوم على العدالة والفرز الطبيعي

هناك من يظن أن المعادلة الحضارية قد تتحرك اعتمادا على نخبة صلبة ترتبط بالعلم وأبنيته وتهمش النخبة الناعمة المرتبطة بمستودع الهوية وأبنيته، لكن تلك خرافة سائدة، التوسع العلمي والمادي لا بد له من وعاء هوياتي ناعم يحتويه ويصنع له حدوده وإلا كان توسعا مؤقتا مصيره الزوال والتفكك.. وللنظر هنا لشعارات التوسع والاحتلال الأمريكي في أفغانستان والعراق والصومال وغيرهم، عندما عجز الوعاء الناعم المتمثل في شعارات: الديمقراطية والحرية والتقدم، عن إثبات صدقه وترك أزمة حضارية ما تزال قائمة في تلك البلدان، تقوم على خلق أبنية متناقضة ومتحاربة تعتقد كل منها في مركزيتها، واولويتها على حساب باقي أبنية المجتمع، فتم تفكيك منظومات القيم في تلك البلاد دون ظهور بديل.
إن القوة بلا عقيدة والتوسع بلا هوية؛ هو مشروع للتفكيك إن لم يكن للاستلاب والانسلاخ المؤجل عن الذات. فالأصل أن ترتبط المعادلة الحضارية للنهضة بالفرز الطبيعي على المستوي الصلب والناعم معا، وعادة ما يحدث التشوه الحضاري في اوقات اضمحلال الأمم، عندما يتم الترويج لخرافة تقديم الفرز الصلب العلمي واستبعاد الفرز الناعم الهوياتي، حيث سرعان ما ستعجز أبنية الدولة الصلبة عن فهم واحتواء أفرادها وبناء تراتبهم الاجتماعي الصحيح، وعاجلا أو آجلا ما سينشأ الصدام الحتمي، لتصحيح المعادلة ووضع أبنية صلبة تعبر عن الأبنية الناعمة لمجتمع ما ومستودع هويته.
الثورة كأزمة قيمية في مستودع الهوية بشكل رئيسي
في واقع الأمر الثورة ليست أزمة فرعية لبناء التراتب الاجتماعي المشوه، إنما هي أزمة قيمية في مستودع الهوية بشكل رئيسي، حيث التخلي عن مستودع الهوية عادة ما يستوجب بناء تراتب اجتماعي مشوه، إلى أن يصل تفكيك مستودع هوية بلد ما لحد يفجر الثورة، أو من جهة أخرى قد يستفحل التراتب الاجتماعي المشوه وتعمل سلطة ما لزيادة التناقضات به، كوسيلة لتشغل الناس عن تخليها عن مستودع هويتها، بما قد يدفع لقيام الثورة لتستعيد التراتب الاجتماعي العادل والفرز الطبيعي، وتستعيد معه كذلك التزامات مستودع هويتها.
خاتمة:
سبق وطرحت في مقالات سابقة فكرة تشكل "الكتلة الجامعة" القيمية، القادرة على ضبط الصراع الفردي والحفاظ على روح الجماعة والقيم الجماعية المنضبطة في مجتمع ما وأثرها في حالة الحضور أو الغياب. وهنا أطرح فكرة مجاورة لها تقوم على "المزيج البشري" الذي تختاره سلطة سياسية ما لينتج الحضارة عبر الفرز الطبيعي للمجتمع، وقدرته على تقديم عناصر "الفرز الطبيعي" والاختلاف بين عناصر "الكتلة الجامعة"، وبين عناصر "الفرز الطبيعي"، أن الكتلة الجامعة هي فرز قيمي يحافظ على أخلاق الجماعة بشكل وترابطها، أما "الفرز الطبيعي" فهو فرز سياسي يحدد الأفراد القادرة على تحمل المسئولية السياسية للجماعة والتعبير عن مستودع هويتها، فقد ينتمي عناصر الفرز الطبيعي للكتلة الجامعة، لكن لا يملك كل عناصر الكتلة الجامعة مؤهلات الفرز الطبيعي لتحمل المسئولية السياسية وتفعيل مستودع الهوية كنخبة نوعية ناعمة. 
والفكرتان معا تكملان تصوري في كتابي: "المصريون بين التكيف والثورة: بحثا عن نظرية للثورة" عن فكرة الصراع التاريخي القيمي الأزلي داخل أي مجتمع، والتدافع القديم والمستمر بين الثوار دعاة القيم الإنسانية الأعلى وبين أبنية السلطة دعاة المصلحة الفردية؛ على بناء تراتب اجتماعي يقوم على العدالة والفرز الطبيعي، وذلك كمحور مركزي للصراع الإنساني والاجتماعي عبر التاريخ.