بيت الشعر في الأقصر يتذكر حرب أكتوبر

الشعراء أحمد سويلم وأحمد عنتر مصطفى وعبدالعزيز موافي يروون خلال أمسية شعرية لحظات فارقة بحياتهم خلال مشاركتهم بحرب أكتوبر.

واصل بيت الشعر في الأقصر المصرية، فعالياته الثقافية هذا الأسبوع، بأمسية شعرية شارك فيها ثلاثة من كبار شعراء مصر، ممن شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة. 
وقال مدير بيت الشعر في الأقصر، الشاعر حسين القباحي، ان الأمسية التي أحياها الشعراء أحمد سويلم، وأحمد عنتر مصطفي، وعبد العزيز موافي، وأقيمت بالتعاون مع مكتبة مصر العامة، وإقليم جنوب الصعيد الثقافي، جاءت في إطار مشاركة بيت الشعر في احتفالات مصر بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، وحظيت بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والفكرية البارزة، والذين تقدمهم رئيس جامعة الأقصر الدكتور محمد محجوب عزوز، وحشد من المثقفين والشعراء، وعشاق الحرف والكلمة. 
وخلال الأمسية التي أقيمت بالمسرح المكشوف بمكتبة مصر العامة في الأقصر، والمطل على طريق الكباش الفرعوني، تحدث الشاعر أحمد عنتر مصطفى، عن الكواليس التي سبقت الحرب والخداع الاستراتيجي ومشاعر الوطنية التي كانت تسيطر على الجميع وتدفعهم في معركة روحية كبيرة لتحرير الأرض. 
وأما الشاعر أحمد سويلم، فقد استعاد ذكريات كثيرة عن الحرب راصدًا حالة الحزن التي أعقبت الهزيمة تلك الحالة التي ألهبت المشاعر الوطنية واشتعلت في نفوس الجنود والأبطال. 
ثم اختتم الشاعر عبد العزيز موافى الحديث باستعادة فصول من بطولة الجنود المصريين ومنهم الشهيد الأقصري سيد زكريا من قرية الخضيرات بالأقصر، والذي كتب بدمائه أروع قصة في الفداء والتضحية حيث استطاع أن يوقف عددًا كبيرًا من جنود العدو بمفرده بعد أن استشهد جميع من في فرقته مجبرًا العدو على الوقوف له احترامًا ودفنه كما يليق ببطل.. ثم استمع جهور الأمسية لقصائد الشعراء الثلاثة المشاركين بالأمسية..حيث شارك الشاعر أحمد سويلم بقصيدة "حبة رمل": 
حبة رمل.. أم أوسمة فوق الصدر؟ / شمس محترقة.. أم حضن يدفئ قلب/ عانى كل صقيع الزمن.. وأشقاه الدهر؟ / أرض تتفجر غضبا.. أم مهد / مد ذراعيه بحلم أخضر، / بعد سنين القهر؟ / تلك خطانا.. / تمضي في درب الشهداء/ تتغنى بالحلم المتجدد في أيدينا.. / تعلى فوق النهر منارات ضياء.../ ما أجمل أن نصغى لحوار ممتد / بعد زمان الصمت/ الرمل هنا يسأل.. والتل يجيب/ الشمس هنا تسأل.. والقمر يجيب/ الصخر هنا يسأل.. والبحر يجيب/ ثم يشير الموج إلى الريح/ فتنطلق سريعا / بين الأودية وبين جبال الأرض. / فإذا أنغام الفرحة تسري.. / شلالات لا تتوقف. / ما أجمل أن نصغى.. / لحوار ممتد بعد زمان الصمت. / فوداعا للصمت.. / ووداعا للموت.. / الشمس هنا.. باسمةٌ / والرمل لآلئ من ياقوت/ والأرض.. تغنى بالحلم الأخضر/ والشهداء الأحياء. / حملوا رايات الفرحة/ في سيناء. 
وأما الشاعر أحمد عنتر مصطفى فقدم من قصيدته "مرثية بائع تين شوكي":  
ذبحتني عيناك بنظرة حزن 
حين نظرت إليك  
تركت قلبي نايًا مثقوبًا 
تصفر فيه الريح الشتوية  
والأحزان 
جعلت روحي ظلًا مصلوبًا 
ما بين هجير اللوعة والأشجان 
صرعتني غصنا.. 
هزمته الريح 
تهاوي في قاع الأخدود 
سحقتني دمعًا مضطربًا من غير خدود. 
وقد اختتمت الأمسية بالشاعر عبد العزيز موافي الذي قدم من قصيدته "رأس العش": 
إنها رجفة السر أن يلتقط الهدف الذي زال 
حين تتأبط الصحراء موته أو يتآكله النوم 
بينما يخفي طفولته داخل الهيش  
أو قي خليج نيران 
وبينه وبين تواطؤ الليل عليه أرض ميتة 
وخيط من النعاس يشبه شعلة سامة تنطفئ 
للأجساد حرية أن تمضي وحدها 
حيث يضرب الموت بعصاه بين الأسلاك الشائكة  
فتنشق الظلمة عن أحجارٍ تطير بأجنحة من القار 
وعن صقور معدنية تفترس الفضاء الحر. 
وفي نهاية الأمسية استمع الجمهور إلى فرقة الأقصر للموسيقى العربية والفنان عبد الله جوهر وباقة من الأغاني الوطنية والقصائد المغناة.