تساؤلات حول قمة بغداد

أن يلعب العراق دورا اقليميا يعني ان يكون قادرا أيضا على التأثير بايجابية على وضعه الداخلي.
هل من مسؤولية الحكومة الانتقالية عقد تحالفات وتحميل العراق تكاليف إضافية
توجه محتمل لإخراج سيناريو اميركي في المنطقة يتبلور منذ زيارة الكاظمي لواشنطن

القمة الإقليمية الدولية التي يزمع العراق عقدها في بغداد هذا الاسبوع تثير الكثير من التساؤلات حول جدواها في هذا الوقت بالذات قبيل الانتخابات التشريعية في العاشر من اكتوبر القادم، وجدواها في جمع الاضداد ومشاركة دول غربية فيها مثل فرنسا بحضور ماكرون نفسه. ما فائدة العراق من ذلك ان لم نصلح الوضع الداخلي؟ وهل من مسؤولية الحكومة الانتقالية عقد تحالفات وإقامة مؤتمرات وتحميل العراق تكاليف إضافية البلد بأمس الحاجة لكل جزءا منها؟

أسئلة كثيرة وكثيرة وعلامات تعجب حول المغزى من عقد المؤتمر، الذي يتنازعه فريقان:

الفريق الاول: يرى ان في عقد المؤتمر مصلحة كبيرة، ولعب العراق دورا إقليميا مهما لان النجاح الخارجي سوف ينعكس ايجابا لا محالة على الوضع الداخلي.

الفريق الثاني: يرى ان تدعيم الداخل اولى من التوجه الى الخارج، وان مسؤولية الحكومة الانتقالية الاعداد للمرحلة الانتقالية وليس اقامة تحالفات دائمية ومؤتمرات دولية.

وبين هذا الفريق وذاك، يبقى توجه ثالث محتمل لإخراج سيناريو اميركي في المنطقة مؤشراته ان اعلان المؤتمر جاء بعد زيارة الكاظمي لواشنطن اولا؛ واستبعد سوريا وهي من دول جوار العراق ثانيا. ويهدف هذا السيناريو المفترض لاعادة ترتيب الاوراق في الشرق الاوسط الجديد بدءا من الاتفاق الاميركي مع ايران في بغداد بدلا من فيينا اولا؛ الى تقاسم النفوذ بين دول المنطقة بإشراف اميركي ثانيا؛ وتقاسم النفوذ في العراق نفسه ثالثا؛ وحماية امن اسرائيل رابعا؛ والإبقاء على وجود رمزي للقوات الاميركية في المنطقة مع حفظ مصالحهم الحيوية خامسا؛ حتى لا يتكرر سيناريو هزيمتهم في افغانستان... وليس للعراق مصلحة بأي من ذلك.