تشكيليون كويتيون يستعيدون صور المباركية

20 فنانا يقدمون 35 لوحة توثق أبرز معالم سوق المباركية التاريخي، الواقع في قلب مدينة الكويت القديمة.
"رؤي تشكيلية في المباركية" معرض تشكيلي كويتي يوثق تراث أقدم اسواق الكويت
الأعمال التشكيلية تصور أسواق ومحال وحرف وصناعات تاريخية وشعبية قديمة وعديدة 

بمناسبة الإحتفال بالعيد الوطني الـ 60 لدولة الكويت، انطلقت الأربعاء، فعاليات المعرض التشكيلي الإفتراضي "رؤيً تشكيلية في المباركية"، وذلك بمشاركة 20 فنانا قدموا 35 لوحة توثق أبرز معالم سوق المباركية التاريخي، الواقع في قلب مدينة الكويت القديمة.
وبحسب الفنانة التشكيلية الكويتية، ابتسام العصفور، فإن المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام، ويقام برعاية سوق المباركية، يشارك فيه مجموعة من كبار الفنانين التشكيليين الكويتين، الذين عملوا طوال مسيرتهم الفنية الثرية، على توثيق تراث الكويت، وتاريخه ومعالمه الأثرية، في إطار تفعيل دور الفنون في الحفاظ علي التراث كواحد من مكونات الهوية الوطنية للكويتيين. ولفتت إلى أن المشاركين من الفنانين بينهم أعضاء بالمرسم الحر التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وفنانون من خارج المرسم، اجتمعوا جميعا على أهمية حفظ وتوثيق معالم سوق المباركية الذي يعد من أقدم وأهم أسواق الكويت التراثية، ونقل تلك المعالم للأجيال القادمة.

وأضافت الفنانة ابتسام العصفور، في تصريحات لـ "ميدل إيست أونلاين": بأن الفنانين التشكيليين الكويتين المشاركين بالمعرض هم: عبدالرضا باقر، محمود أشكناني، جاسم العمر، علي النعمان، محمد الشيباني، عبدالعزيز آرتي، مرزوق القناعي، جاسم مراد، مني الغرابللي، فاطمة مراد، سهيلة العطية، فيليب كامبل، فوزية حياة، ود. وليد سراب، عدنان الرمضان، إبراهيم اسماعيل، عبدالرحيم عياد، إيمان البشر، وليد الناشي، بجانب منظمة المعرض الفنانة ابتسام العصفور.
يذكر أن الأعمال التشكيلية بالمعرض، تصور أسواق ومحال وحرف وصناعات تاريخية وشعبية قديمة وعديدة في المباركية، مثل سوق التمر، وسق الخضروات، وسوق الذهب، وسوق العطارة، وصناع البشوت (وهي زي كويتي مشهور)، والمقاهي الشعبية، والحدادة وصنع القدور النحاسية، والمسجد التاريخي، الذي يقال بأنه تأسس في أوائل القرن الثالث عشر من الهجرة النبوية المباركة، والمباني القديمة بمنطقة المباركية، مثل المدرسة المباركية التي أنشئت في العام 1911،  وكُشك مبارك، الذي كان أول مقر للحكم في دولة الكويت، وأول مركز بريدي كويتي، وغير ذلك من معالم سوق المباركية القديم، الذي شهد قديما عمليات استيراد البضائع من أسواق وبلدان العالم، مثل الهند والعراق والعراق وغيرها، ولا تزال سوق المباركية تحتفظ بأسمائها القديمة، بجانب مبانيها التراثية الباقية والتي تحمل طابع العمارة الكويتية القديمة بكل عراقتها وأصالتها.
وكما تقول الفنانة ابتسام العصفور، فإنه من المعروف أن سوق المباركية، هو واحد من أقدم الأسواق في الكويت ومنطقة الخليج العربي، ويعد قبلة لأهل الكويت وزوراها، وذلك لما له من مكانة تراثية وتجارية.

وتشير العصفور - المنخرطة منذ سنوات في مشروع خاص لتوثيق تاريخ الكويت ومعالمه الأثرية، ومبانيه التراثية، وشخصياته وفنونه الشعبية، وثرواته الموسيقية والغنائية - أن سوق المباركية بجانب كونه من المعالم التراثية لوطنها الكويت، فهي أيضا لها أهمية كبري لدى الكويتيين، وذلك لما يوفره من سلع ومواد غذائية منذ قرون مضت وحتى اليوم، بجانب توفيره للمواد الشعبية والتراثية، وتفرده بمحلات تجارية تحتفظ بطابعها التراثي.
وقد استمدت سوق المباركية التاريخية، اسمها من الشيخ مبارك الصباح، وقد شيدت بمعرفة تجار الكويت قديما، حيث كانوا يعرضون بها بضائعهم التي كانوا يستوردونها من بلدان شتي مثل الهند والعراق والقارة الافريقية، وذلك عبر السفن، وقد اكتسب السوق شهرة واسعة في بلدان الخليج العربي، وصارت ملتقي تجاريا كبيرا.
وتعد السوق قبلة لكل عشاق التراث والعمارة القديمة، لما تحويه بين جنباتها من محلات لأصحاب الحرف والصناعات التراثية، وتفردها بمعالم وصور بعبق ورائحة التاريخ في كل شارع وكل ركن من أركانها.