جامعة مصرية تتصدى لكورونا باستخدام بيانات الهاتف المحمول

رئيس جامعة الفيوم يؤكد إمكانية استخدام بيانات الهاتف المحمول في تحديد أماكن الأشخاص المصابين أو المعرضين للإصابة نتيجة اختلاطهم بأشخاص يحملون الفيروس.
رئيس الجامعة يحلم بإنشاء جامعة الفيوم الدولية على أرض الجامعة الجديدة بالتعاون مع أرقى الجامعات الأوروبية والقطاع الخاص
جامعة الفيوم تحافظ على جميع منسوبيها من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير الاحترازية بهدف مكافحة العدوى وتحقيق سبل الوقاية

شغل الدكتور أحمد جابر شديد رئيس قسم، ثم وكيل كلية العلوم، ثم عميدًا لها ونائبًا لرئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، وأخيرًا رئيسًا لجامعة الفيوم بمصر، كما حصل على العديد من الجوائز من جامعات أميركية وبريطانية في أبحاث خاصة وبالجيولوجيا.
في البداية يؤكد الدكتور أحمد جابر شديد أن جامعة الفيوم واحدة من الجامعات الحكومية المصرية، كانت بدايتها في حقبة السبعنييات بعدد قليل من الكليات كفرع من جامعة القاهرة، إلى أن تحقق حلم أهالي الفيوم وصدر قرار جمهوري بإنشاء جامعة الفيوم في عام 2005، ومنذ ذلك التاريخ حرص القائمون على إدارتها على التوسع في مقوماتها المادية والبشرية وأصبحت الآن تضم ثماني عشرة كلية ومعهدين متخصصين، وتتنوع كلياتها بين القطاع الطبي والهندسي وقطاع العلوم الإنسانية والزراعية والعلوم الأساسية، ويبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس 1850 عضوًا و960 عضو هيئة معاونة، بينما بلغ عدد الإداريين والفنيين 3500 فرد، أما عدد طلاب الجامعة فيصل إلى 35 ألف طالب وطالبة، وحوالي 5 آلاف دارس عبر مرحلة الدراسات العليا (الدبلوم ـ الماجستير ـ الدكتوراه).
وفي حديثه عن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجامعة لمواجهة فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح العالم بأسره، يؤكد أن الجامعة أخذت على عاتقها ضرورة القيام بدورها فى الحفاظ على جميع منسوبيها، وذلك من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير الاحترازية بهدف مكافحة العدوى وتحقيق سبل الوقاية، وقد تم ذلك من خلال: تنظيم العديد من الندوات بجميع الكليات للتوعية بخطر الفيروس وسبل الوقاية منه، وقام بها المتخصصون من كليات الطب والصيدلة والتمريض، وطباعة نشرات وبوسترات خاصة بكيفية الوقاية من الفيروس وتوزيعها بالجامعة، وتشكيل فرق طبية متكاملة بمستشفيات الجامعة وتجهيزها بالمعدات اللازمة، وعمل تدريب مستمر لفرق العمل بالمستشفيات الجامعية، مع تنفيذ توصيات اللجنة العليا لمكافحة العدوى والمُشكلة من قِبل المجلس الأعلى للجامعات، بالتعاون مع مديرية الصحة بالمحافظة وتعميمها على كل إدارات وكليات الجامعة، واتخاذ قرارات فورية بالبدء فى تطهير وتعقيم جميع المنشآت الجامعية، بداية من المدن الجامعية للطلاب والطالبات، ثم المدرجات والفصول الدراسية والمعامل الطلابية، وكل الأماكن الإدارية بهدف تحقيق أقصى درجات الأمان والحماية لمنسوبى الجامعة، وكذلك تم عقد اجتماع عاجل لمجلس عمداء الجامعة تم خلاله التأكيد على حُسن سير العملية التعليمية بالجامعة، ووضع الخطط العاجلة لمواجهة كل الظروف المحتملة، مع التأكيد على عمداء الكليات بإعداد تقارير أسبوعية عن سير العملية التعليمية، مع التوجيه بضرورة قيام أعضاء هيئة التدريس بنقل مقرراتهم الدراسية إلى الشكل الإلكترونى تمهيدا لدفعها على صفحة الجامعة على الإنترنت لتكون متاحة للطلاب في أي وقت، وتجهيز غرفة عزل مبدئي بالمستشفيات الجامعية تكون جاهزة في حالة الطوارئ.

جامعة الفيوم وقعت بروتوكول تعاون مع وزارة الإنتاج الحربي لإنتاج أول حاسب آلي تعليمي مصري يتم من خلاله قيام المتخصصين بكلية الهندسة بالتعاون مع الإنتاج الحربي بنقل الجانب البحثي إلى التطبيقي، وهذا يتم لأول مرة بالجامعات المصرية

ومن الناحية الصحية، يؤكد رئيس الجامعة على استعداد الجامعة لاستمرار العملية التعليمية بالكليات حاصة بعد صدور قرار بتعليق الدراسة مشيرا منذ صدور القرار تمت دعوة السادة رؤساء الجامعات لحضور اجتماع عاجل مع أ. د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي أكد من مخلاله على ضرورة استمرار العملية التعليمية باستخدام الوسائل التكنولوجيا الحديثة بكافة أنواعها سواء عن طريق شبكة الإنترنت بالجامعات أو أية منصات تعليمية أخرى، مع تأكيد الوزير على دعم الجامعات بكل قوة للقيام بدورها المنوط بها في مثل هذه الظروف، وعلى الفور تم دعوة كافة عمداء الكليات بجامعة الفيوم لحضور اجتماع عاجل تم خلاله وضع خطة محددة لاستمرار العملية التعليمية عن طريق التعلم عن بعد والتعليم الإلكتروني خلال فترة تعليق الدراسة، وصدرت تكليفات محددة للعمداء في هذا الإطار وأعقبه عقد اجتماع من لجنة فنية متخصصة تم تشكيلها على الفور من المتخصصين في تكنلوجيا المعلومات للتأكيد على قدرة البنية التحتية التكنولوجية بالجامعة على تلبية احتياجات السادة أعضاء هيئة التدريس في رفع مقرراتهم على شبكة الإنترنت لتكون متاحة للطلاب في أي وقت ومن أي مكان. 
ويضيف: كذلك تم تجهيز استوديو تصوير كامل في حالة رغبة أعضاء هيئة التدريس تسجيل محاضرات صوت وصورة، كما تم رفع ما يفوق عدد 400 مقرر إلكتروني محكم في التخصصات المختلفة على صفحة الجامعة وموقعها الرسمي، ويمكن التأكيد هنا أن عددا كبيرا من كليات الجامعة الآن يطبق النظم الحديثة في التعليم عن بعد بنسبة تتجاوز 80 % وجار استكمال النسب المتبقية.
وعند حديثه عن جامعة الفيوم والتصدى لجائحة كورونا بمشروع بحثي يؤكد أن فكرة المشروع تدور حول إمكانية استخدام بيانات الهاتف المحمول في تحديد أماكن الأشخاص المصابين أو المعرضين للإصابة نتيجة اختلاطهم بأشخاص يحملون الفيروس وذلك وفقا للبيانات الصادرة من وزارة الصحة والسكان.
 كما صرح بأن ذلك يأتي في إطار توجه وزارة التعليم العالي بقيادة الأستاذ الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي نحو ضرورة قيام الجامعات بدورها في التصدي للمشكلات التي تواجه المجتمع إضافة إلى توجه جامعة الفيوم نحو ضرورة تركيز البحث العلمي على الجانب التطبيقي والخدميـ كما وأنه تم التقدم بالمقترح البحثي المذكور إلى أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وكذلك إلى صندوق دعم العلوم والتكنولوجيا لإجراء المزيد من التجارب عليه قبل نقله إلى الجانب التطبيقي.
وأضاف أن جامعة الفيوم لا تدخر جهدا لمساندة الدوله المصرية من خلال كوادرها العلمية والمؤهلة.
 وأوضح أن فكرة المشروع تقوم على إمكانية تتبع الهاتف الخاص بالمريض الذي تثبت إيجابية إصابته بالفيروس في آخر 14 يوم قبل ثبوت المرض وتحديد الأماكن التي زارها والأشخاص الذين تعاملوا معه حيث ينشئ النظام قائمة دقيقة من المشتبه في إصابتهم ومن الممكن إرسال رسالة لهم تطالبهم بضرورة إجراء التحاليل اللازمة أو الدخول في العزل الذاتي لهم لمدة 14 يوم.
وعند سؤاله عن تفعيل مبادرة "خليك مستعد" بالجامعة أكد الدكتور أحمد جابر شديد أن البرنامج التدريبي يهدف لإعداد أطباء الإمتياز بكلية الطب للمشاركة فى جهود الدولة المصرية لمواجهة عدوى فيروس كورونا كخط ثان لجيش مصر الأبيض مؤكدًا على ضرورة الأهتمام بسلامة الطاقم الطبي وعلى توفير كافة الإمكانيات التى تمكنهم من أداء مهامهم وحماية أنفسهم فى نفس الوقت.
وشدّد على أنة لا يستطيع أحد مكافأة أفراد القطاع الطبي على المجهود الضخم الذي يقدمونه لخدمة أبناء وطنهم، كما دعا سيادته كل أفراد الفريق الطبي للتحلي بالروح العالية والصبر والتجرد والإصرار داعيًا المولى أن يحفظ مصرنا من كل شر.

وأشاد بالمجهود الذي تبذله ورشة إعداد أقنعة الوجه بكلية التربية النوعية واطمأن أيضًا على مدى جاهزية المدن الجامعية فى حال استخدامها كمستشفيات للعزل الطبي كما أن التدريب يهدف لإعداد صف ثان من الأطباء المدربين على كيفية التعامل مع المرضى المشتبه في إصابتهم بالفيروس وتدريبهم للتعامل مع مرضى العناية المركزة وممارسة كافة الإجراءات المنصوص عليها فى بروتوكولات مكافحة العدوى والعزل الطبي.
بالنسبة لمبادرة جامعة الفيوم لتصنيع أقنعة الوجه الطبية أشاد رئيس جامعة الفيوم بجودة الخامات المستخدمة في التصنيع واتباع العاملين معايير السلامة الوقائية موجها بسرعة الانتهاء من إعداد أكبر قدر ممكن من الأقنعة وتسليمها إلى المستشفيات الجامعية للبدء في المرحلة الثانية للاستخدام الوقائي وسد احتياجات المجتمع الخارجي.
ويوضح رئيس الجامعة أن جامعة الفيوم قامت مؤخرا بتوقيع العديد من الاتفاقيات مع جامعات ومؤسسات عالمية في مجال العلوم مؤكدا حرص الجامعة على الوصول للعالمية، وقال: قمنا بتوقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون مع العديد من المؤسسات الأكاديمية ذات السمعة العالمية، وذلك من خلال توقيع أكثر من 52 اتفاقية تعاون مع جامعات عالمية يتم التركيز فيها على تبادل الأساتذة والطلاب والمشاركة فى المؤتمرات العلمية فى الدول المختلفة، وإنشاء أربعة برامج دراسات عليا مميزة فى أحدث المجالات، وهى برنامج دبلوم أنظمة الطاقة الشمسية، وبرنامج درجة الماجستير فى النانو تكنولوجي، وبرنامج الماجستير فى البايو تكنولوجي، وبرنامج الماجستير فى نظم وإدارة الجودة؛ وكل درجة من هذه الدرجات تتم بالتعاون بين جامعة الفيوم والعديد من الجامعات الأوربية، إضافة إلى بعض الجامعات العربية؛ وإنشاء برنامج متخصص لدرجة الماجستير فى النانو تكنولوجى بالتعاون مع جامعة روفيرا بإسبانيا. 
ومن الاتفاقيات المميزة والمفعلة منذ عامين الاتفاقية الموقعة بين جامعة الفيوم واتحاد الجامعات الروسية والمتحف الأثرى الروسى والتى يتم من خلالها اختيار عدد من طلبة كلية الآثار لتدريبهم بعد اختيارهم من خلال معايير محددة بالكلية، وإيفادهم على نفقة الجامعة إلى روسيا للمشاركة فى أعمال الحفائر والترميم بالمشاركة مع المتخصصين من الجانب الروسي، ونحن الجامعة الوحيدة التى تقوم بهذا الإجراء.
وعن النتيجة المباشرة لتوقيع هذا العدد الهائل من اتفاقيات التعاون الدولي يؤضح أن من أهم نتائج هذه الاتفاقيات سفر العديد من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة إلى العديد من الدول الأوروبية للتدريب والدراسة والمشاركة في المؤتمرات العلمية المتخصصة مما أدى إلى رفع تصنيف جامعة الفيوم في معظم التصنيفات العالمية سواء في مجال البحث العلمي أو المؤتمرات والاستشهادات العلمية والنشر الدولي، ولك أن تعلم أن جامعة الفيوم تقدمت في بعض التصنيفات العالمية 700 مركز وفي تصنيف آخر تقدمت 7 مراكز على مستوى الجامعات المصرية إضافة إلى ظهور الجامعة ولأول مرة في مركز متقدم للاقتصاديات الناشئة. 

Fayoum University
أصبحت الجامعة بمثابة بيتي الثاني 

وعن خطة جامعة الفيوم لاستقطاب الطلبة الوافدين يقول إن الطلبة الوافدين قوة ناعمة وسفراء لبلادهم في مصر، ومن هنا كان الاهتمام بهذا الملف سواء على المستوى الداخلي بالجامعة أو من خلال مبادرات المجلس الأعلى للجامعات المصرية؛ فعلى مستوى الجامعة تم إنشاء مكتب خاص لرعاية الطلبة الوافدين يتم من خلاله نشر برامج الجامعة الدراسية كافة على صفحة الجامعة على الإنترنت إضافة إلى دليل للوافدين يشمل آليات القبول والقيد والدراسة بالجامعة، إضافة إلى عقد العديد من اللقاءات المباشرة مع الطلبة أنفسهم للاستماع إليهم ودراسة مشكلاتهم والعلم على حلها، أما على مستوى المجلس الأعلى للجامعات فتشارك الجامعة مع إدارة الوافدين بالوزارة في تطبيق مبادراة "ادرس في مصر" لجذب أكبر عدد من الطلبة الوافدين للدراسة بمصر.
وعن جامعات الجيل الرابع وبرامج التحول الرقمي وخطة الجامعة فى هذا الملف يؤضح أنه بالفعل، يتجه العالم الآن إلى جامعات الجيل الرابع والتحول الرقمي، وقد قمنا بالفعل باتخاذ العديد من الإجراءات للاهتمام بهذا الأمر، ومنها: تطوير شبكة الإنترنت بالكامل بالجامعة وزيادة سرعتها، وتحويل معظم الملفات الورقية بالجامعة إلى الشكل الإلكتروني، تم فى بدايته تحويل 35 ألف ملف للطلاب من الشكل الورقى إلى الإلكتروني، وجار العمل على تحويل باقى الملفات بالجامعة؛ كما تم التأكيد على ضرورة إجراء امتحانات نهاية العام بكليات القطاع الطبى بالشكل الإلكتروني، وقد تم تدريب أعضاء هيئة التدريس والطلاب على هذا النظام خلال الفترات الحالية.
أما عن حكاية أول حاسب آلي تعليمى تنتجه جامعة الفيوم يؤكد وقعت الجامعة بالفعل بروتوكول تعاون مع وزارة الإنتاج الحربي لإنتاج أول حاسب آلي تعليمي مصري يتم من خلاله قيام المتخصصين من كلية الهندسة بجامعة الفيوم بالتعاون مع الإنتاج الحربي بنقل الجانب البحثي إلى التطبيقي، وهذا يتم لأول مرة بالجامعات المصرية.
وبسؤاله أخيرًا ما حلمه وطموحه لجامعة الفيوم يقول كما تعلم بأنني أعمل في جامعة الفيوم منذ ما يقرب 30 عامًا بدأت بتعييني معيدًا ومدرسًا مساعدًا ثم عضو هيئة تدريس ثم استاذًا مساعدًا ثم أستاذًا، وخلال هذه الفترة توليت العديد من المواقع الإدارية بدأت برئيس قسم ثم وكيل كلية العلوم ثم عميدًا لها ونائبًا لرئيس الجامعة لشؤون الدراسسات العليا والبحوث، وأخيرًا رئيسًا للجامعة، من هنا ارتبطتُ بالجامعة بشكل كبير وأصبحت الجامعة بمثابة بيتي الثاني ومن هنا كان من أولويات اهتمامي وطموحي أن تصبح منارة علمية بحثية مميزة يأتي إليها الباحثين والعلماء من كل دول العالم، وأن تحتل الجامعة تصنيفًا متقدمًا وسط الجامعات العالمية، وهي مؤهلة لذلك لما تمتلكه من مقومات مادية وبشرية، ويضاف إلى ذلك الانتهاء من إنشاء جامعة الفيوم الدولية على أرض الجامعة الجديدة بالتعاون مع أرقى الجامعات الأوروبية والقطاع الخاص.