جنة المثقفين 

العيش في أجواء كأجواء الشارقة لا بد أنه يحوِّل الناس إلى شعراء وأدباء، وإن لم يكتبوا حرفاً.
أى سحرٍ يطلبه الشاعر ليكتب شعراً غير هذا الفردوس؟!
أنشطة وفعاليات ومهرجانات ثقافية لا تكاد تنقطع عن أرض الشارقة

العيش في أجواء كأجواء الشارقة لا بد أنه يحوِّل الناس إلى شعراء وأدباء، وإن لم يكتبوا حرفاً. سحر المشهد .. التقاء الصحراء مع البحر، واجتماع القديم بالعصري .. امتداد الكثبان وترامي الخلجان واصطفاف الجبال وصخور الشاطئ أمام السهول الممتدة، الأبراج البراقة، الأناقة، الأضواء، روائح نسيم البحر العطِر .. أي سحرٍ يطلبه الشاعر ليكتب شعراً غير هذا الفردوس؟!
أدرك الشيخ سلطان القاسمي هذا بطبيعة الحال، لأنه من قواسم الشارقية، ولأنه مثقف وشاعر وأديب. لمسَ هذا الأمر فأراد أن يفيض بهذا السحر على الناس ليصيروا أدباء أو متذوقين للأدب، فجعل من الشارقة مدينة ثقافية متفردة لا تكاد تجد لها مثيلاً في بلاد العرب اليوم.
لا أتكلم فقط عن الأجواء المثيرة لمَلَكة الأدب وموهبة الشعر، بل أتحدث عن منظومة متكاملة تم تهيئتها للتعبير عن الثقافة والترويج لها والدعوة إليها والتشجيع والتحريض للتفاعل مع أنشطة وفعاليات ومهرجانات ثقافية لا تكاد تنقطع عن أرض الشارقة. 
أما عن المنشآت فهناك دائرة الثقافة والإعلام، ومؤسسة الشارقة للإعلام، بيوت الشعر، نادي السيدات، مدينة الجامعات، الأحياء الثقافية، مدينة الفنون، جزيرة العلم. ناهيك عن عدد ضخم من النوادي والمتاحف والمسارح والقاعات والمراكز. كلها مهيئة للملتقيات والفعاليات الثقافية على تنوعها واختلاف مشاربها.

روائح نسيم البحر العطِر .
منظومة متكاملة تم تهيئتها للتعبير عن الثقافة والترويج لها

أما عن الفعاليات والمعارض فهي لا تتوقف على مدار العام كما أسلفْت، غير أن ما يميز تلك الأنشطة الثقافية المتباينة المستمرة، كمعرض الكتاب ومعرض الطفل والبينالى ومسابقات منتديات الشعر أنها تستهدف كل القطاعات والشرائح المجتمعية دون تمييز أو تخصيص. فهي للكبار والشباب والصغار والنساء، وهي للإماراتيين والعرب، وهي للمواطنين والزائرين والمقيمين والسياح. الجميع يقتسم معاً رغيف الإبداع  والجميع يتشاطر الاستمتاع بالثقافة. 
الشارقة ليست فقط عاصمة الثقافة العربية كما أعلنتها اليونسكو منذ 1998. إنها فردوس المثقفين العرب. 
فيوض الندى 
لم يكتفِ الدكتور سلطان القاسمي باليد العليا التى بسطها تجاه قضايا الثقافة والدين والإنسانية في العالم، بالمساجد التي ساهم في بنائها، ومراكز البحوث والمجامع العلمية والمراكز الثقافية وبيوت الأيتام. لكنه أنشأ في الشارقة ذاتها ما يُدعى "مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية".
أنشئت تلك المنظمة خصيصاً لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة من مختلف الأعمار والجنسيات. 
مثل تلك اللَفتات واللمحات تعطيك فكرة عن مدى ما يحويه هذا القلب المفعم بالخير تجاه الإنسانية. فذلك صنيع مَن لا ينتظر شكراً أو امتناناً من أحد، وإنما هو يمنح الخير ما دام قادراً على المنح والعطاء.