جو بايدن أغلق أبواب لوزان

مفاوضات جديدة، بحضور عربي فتحت أبوابها أمام إيران بملفات أوسع كما ونوعا.
لا شيء يمنع من حضور عربي في أي حوار أميركي مع إيران
إيران تدرك أن الاتفاق النووي الذي طواه ترامب لن يعيد بايدن فتحه
طهران تدعو الى حوار مع الخليج لكنها ترفض بتاتا إشراك العرب في مفاوضاتها مع القوى الكبرى

باب الحوار الأميركي – الإيراني بات مفتوحا، بدأ فعلا في حوار هادئ غير معلن، قد يقف على أبواب التفاهم لو توخى المتحاوران مبدأ الواقعية ووضعا أمن الشرق الأوسط واستقرار شعوب دوله وسيادتها أولوية غير قابلة للمساومة تحت أي ظرف كان.

دول الشرق الأوسط معنية بالحوار الأميركي – الإيراني، وما يسفر عنه من نتائج، طالما تعلق الأمر بأمنها القومي ومستقبل وجودها، وعلى المتحاورين أن يقبلا بهذا المبدأ المتكامل، ويشركانها كطرف يؤثر ويتأثر بمجريات حوارهما في محيطه الجغرافي.

تتجه دول عربية إلى اخذ موقعها في هذا الحوار فهي المستهدف الأول في الإستراتيجية الإيرانية التي تتواجد في بعض عواصمها ومدنها قواعد نفوذ كبرى، وتهدد عواصمها ومدنها الأخرى.

الحوار الأميركي - الإيراني انطلق خلف أبواب مغلقة، وأنباءه تتوارد في نطاق ضيق، والدول العربية تترقب وصوله إلى مرحلة انعقاده العلني، بحضور أوروبي واسع، وما سيسفر عنه في جولته السرية.

اتفاق لوزان النووي عام 2015، كان نتاج مفاوضات أميركية – إيرانية سرية، استمرت أكثر من عام، تأثرت الدول العربية بنتائجها سلبا، وبدت وكأنها كانت ورقة المساومة بين الطرفين.

لا شيء يمنع من حضور عربي في أي حوار أميركي أوربي روسي صيني مع إيران، بل حضورها يعد شرطا لضمان اتفاق شامل يضمن امن منطقة الشرق الأوسط على نطاق عام، والأمن القومي العربي على نطاق خاص.

يحمل المفاوض العربي الأوراق الأهم في هذا الحوار الذي يرسم الأبعاد الأمنية والسياسية في الشروق الأوسط المتوخاة في أمن عالمي أوسع، فهو المتضرر من التدخل الإيراني المباشر في شؤون أربع دول عربية فقدت سيادتها الكاملة عبر بناء وجوده العسكري والسياسي فيها، وتهديده لأمن دول الخليج العربي والسيطرة على منافذه البحرية، فضلا عن ورقة الإخلال بالتوازن العسكري الإقليمي.

إدارة البيت الأبيض أدركت أهمية إشراك الطرف العربي في أي اتفاق جديد مع إيران، وفرنسا بلسان الرئيس مانويل ماكرون، أكدت أن خطأ اتفاقية لوزان لن يتكرر بإبعاد المملكة العربية السعودية.

وطهران التي دعت إلى حوار خليجي – إيراني، لإبرام اتفاق أمني سياسي لم تثق دول الخليج العربي بجديته، ترفض بأي شكل من الأشكال إشراك أي ممثل عربي في أي حوار مرتقب بين طهران ودول العالم المعنية حول برنامجها النووي وصواريخها الباليستية، خشية فرض شروط عربية تفكك بدعم القوى الكبرى أوزار مناطق نفوذها المسلح، ويمنع تدخلها في الشأن العربي.

تدرك إيران أن اتفاق لوزان النووي، الذي طواه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لن يعيد فتحه الرئيس جو بايدن، وموقف دول الاتحاد الأوروبي لا يتعارض مع الموقف الأميركي الجديد، ولا تقوى الصين وروسيا إلى إعادته كما كان وفق رغبة طهران.

مفاوضات جديدة، بحضور عربي، فتحت أبوابها أمام إيران، بملفات أوسع كما ونوعا، تعلن عن ولادة اتفاق ملزم جديد، ترفض الخوض فيها بشروط أميركية غير قابلة للتراجع، تجردها من مقومات قوتها، حتى لو كان الثمن فك طوق الحصار الاقتصادي المضروب حولها.