حفلة غنائية خاصة على شرف الغنوشي تثير غضب أنصاره

رئيس النهضة يحاول كسب فئة معينة من الناخبين لكنه في المقابل يضاعف غضب قواعده المحافظين.

تونس - تعرض رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي لانتقادات كبيرة من قبل أنصاره ومن معارضيه وذلك على خلفية حضوره في حفلة غنائية خاصة اقيمت على شرفه وحضرها عدد من الفنانين أبرزهم نجمة "ذو فويس" نهى رحيم إضافة الى قيادات بارزة في الحركة.

وانتقد أنصار حركة النهضة الاخوانية تخلي الغنوشي عن تحفظه تجاه تلك الحفلات الغنائية خاصة وان الفكر الذي يتبناه الاسلاميون بمختلف مشاربهم بما فيهم اسلاميو تونس يرتكز على قيم تحرم مثل تلك السهرات.
وتعرضت صفحة النهضة وراشد الغنوشي على شبكات التواصل الاجتماعي لانتقادات كبيرة من قبل الانصار خاصة من الشباب المحافظ ووصلت الاتهامات الى حد وصف الغنوشي وقادة النهضة " بالمنافقين".
ويرى مراقبون ان رئيس الحركة حاول كسب فئة معينة من التونسيين لكن يظهر انه خسر قاعدته الشعبية المرتكزة اساسا على المحافظين ليضاعف بذلك غضب القواعد الغاضبين اصلا من تحالفات النهضة السابقة وسياساتها في التعامل مع المتهمين بالفساد.

وحاولت حركة النهضة التخفيف من وقع هذا الانتقاد وذلك بنشر بيان على صفحتها الرسمية على الفايسبوك الاربعاء لا يحمل ابدا عبارات تشير الى حفلة غنائية بل تم اطلاق عبارة "امسية حوارية" على الحفلة كما تم ربط الحدث بالحملة الانتخابية التي يقوم بها الغنوشي المرشح في قائمة على دائرة تونس 1.

وقالت الحركة في بيانها "تناولت الأمسية الحوارية مختلف القضايا المتصلة بالوضع العام في البلاد ومن بينها إنجاح الاستحقاقات الانتخابية في تونس والدور المأمول من حركة النهضة في النهوض بقطاع الثقافة والفنون وإدخال التشريعات القانونية الكفيلة بتنظيم القطاع الثقافي وحماية حقوق الفنانين المادية والأدبية و الاجتماعية ، والحاجة إلى تحقيق نقلة نوعية فنية ترتقي بالذوق العام بما يتماشى مع أهداف الثورة وتطلعات الشعب التونسي نحو الإصلاح والتغيير نحو الأحسن".
وتشعر حركة النهضة بإحراج كبير خاصة وان الانتقادات طالت البذخ الذي يعيش فيه الغنوشي لكن رئيس الحركة نفى في حوار بث في قناة "ام تونيزيا" الاربعاء ان يكون المنزل على ملكه وانه على ملك رجل اعمال.
واستعمل راشد الغنوشي بعض المصطلحات الدينية لتبرير حضوره في الحفل الغنائي قائلا بانه حفل ملتزم ومنضبط للقواعد الشرعية لكنه سقط في المقابل في فخ الخطاب المزدوج.
وحاول راشد الغنوشي التخفيف من وقع غضب أنصاره قائلا بان لقائه بالفنانين ياتي في إطار حملة انتخابية مشيرا بانه اقتطع جزء من وقته الانتخابي لحضور الحفل لينكشف بذلك الأسباب الحقيقية التي دفعت بالغنوشي للحضور.

والدوافع الانتخابية دائما ما تضع حركة النهضة في مواقف محرجة حيث اضطرت الحركة في عديد المناسبات الانتخابية لتقديم مرشحين بعيدين عن الالتزام الديني وذلك في محاولة لكسب أصوات انتخابية من فئة معينة.
ورشحت الحركة في الانتخابات البلدية لسنة 2018 طبيبة تلبس "دجينز ممزق" وترتدي لباس اخر موضة في إطار سياسة النهضة "التحديثية" لكن هذه السياسة تسببت في خسارة النهضة لفئات محافظة كثيرة.
كما اضطر مرشح النهضة في الدور الأول للانتخابات الرئاسية عبدالفتاح مورو للتخلي عن لباسه التقليدي وارتداء بدلة عصرية ما أثار كذلك استغراب انصاره.
والانتقادات التي طالت الغنوشي لم تكن فقط من الأنصار فمنافسو النهضة شنوا حملة ضد الخطاب المزدوج للحركة وسياساتها المتناقضة.
وسخر الناشط السياسي والإعلامي برهان بسيس من حضور الغنوشي في الحفل الغنائي وذلك في تدوينة نشرها بصفحته الرسمية على الفايسبوك قائلا "اللعنة على هذه الشركات الاسرائيلية الخبيثة التي تريد التأثير على الانتخابات التونسية.... وصل بهم الخبث الصهيوني اللعين الي تحويل قيام ليل أشرف عليه سماحة الشيخ، تعالت فيه الأصوات بذكر الله واناشيد الثورة الحماسية... في حماك ربنا.. في سبيل ديننا... لا يروعنا الفنا... فتولي أمرنا... واهدنا الي السنن.. وتحويل ذلك الي سهرة غنائية ملآنة بالآهات وبعض اغاني الهالكة ام كلثوم التي غنت للمقبور فاروق والطاغية عبد الناصر".