حكاية الفتى الذي لم يضحك أبداً

الكاتب محمود حبوش يشكل عالمه الروائي انطلاقاً من مخطوطة نفيسة وقع عليها ليس لها عنوان ولا مؤلف؛ وتعود إلى أواخر القرن 14.
الفتى وُلد عظيم الُجثَّة، كبير الرأس مكتنز اللحم، ولسبب ما لا يعلمه إلا الخالق خُلق الفتى مُقطب الحاجبين غير ضحاك ولا بسام أو بكاء
أهل القرية ظنوا أن بالفتى مسًّا من شيطان، أو أن من ورائه شراً عظيماً وفساداً كبيراً

شكّل الكاتب محمود حبوش عالمه الروائي من "حكاية الفتى الذي لم يضحك أبداً" انطلاقاً من مخطوطة نفيسة وقع عليها ليس لها عنوان ولا مؤلف؛ وتعود إلى أواخر القرن الرابع عشر الميلادي حتى القرن الثامن عشر؛ محيلاً أمر السرد إلى راوٍ عليم أعمل فيها تحقيقاً غير تقليدي، عندما قام بصياغة النص في سياق حديث يجمع بين التحقيق والروي ليشكل العمل إضافة مهمة إلى المرجعية الكلاسيكة الجمالية في السرد العربي.
في تظهير الحكاية وُلد الفتى في الثلث الأخير من ليلة لا قمر فيها، بعد أن كان أبواه قد يئسا من خروجه إلى الدنيا، إذ أتم عشرة شهور في رحم أمه، وزاد فوق ذلك عدداً، من دون ظهور إمارة تدل على قرب ولادته. 
وُلد الفتى عظيم الُجثَّة، كبير الرأس مكتنز اللحم، ولسبب ما لا يعلمه إلا الخالق خُلق الفتى مُقطب الحاجبين غير ضحاك ولا بسام أو بكاء. حتى ظن أهل القرية أن به مس من شيطان، أو أن من ورائه شراً عظيماً وفساداً كبيراً فنعتوه ـبـ "الطفل الرجل"، و"الطفل العبقري"، و"الطفل العظيم" وغيرها من صفات، أما أبواه فاستبشرا أن من وراء هذا التقطيب الشديد، رجلا قويا، حازما، تهابه السوقة، ولا يجرؤ عليه الأشرار

رواية عربية
إضافة مهمة إلى المرجعية الكلاسيكة الجمالية في السرد العربي

ينشأ الفتى في رعاية والديه اللذين أوكلا أمر تعليمه إلى الكتّاب في مسجد القرية، وما هي إلا أشهراً معدودات حتى تفوق الفتى على أقرانه في حفظ آي القرآن، فتغيرت نظرة رجال القرية إليه وظنوا بالفتى الخير. فقد يكون ولياً من أولياء الله، بُعث فيهم لِحسن سيرتهم وحفاظهم على صلواتهم. 
تتوالى السنون حتى يصادف الفتى شيخاً جاء لزيارة زاوية القرية، ومنذ ذلك اللقاء يُعجب الشيخ به ويعرض عليه العمل نسّاخاً لقاء دينار يجريه له كل أسبوع، لتتطور العلاقة بين التلميذ وشيخه ويتبحر في علوم الأولين ومذاهب المتكلمين والفلاسفة، فكان هذا تمهيداً لإرساله إلى أمير حلب. وبعد لقائه الأمير في قصره يدخل الفتى المجد من أوسع أبوابه عندما يقربه منه الأمير ويزوجه ويجعله من خلاصة بطانته وعليّة حاشيته.     
الرواية صدرت عن ثقافة للنشر والتوزيع، وجاءت في 144 صفحة.