حماية صناعة النشر على طاولة 'برديات 2' في القاهرة للكتاب

البرنامج المهني يقدم مجموعة من الورش المختلفة، للنهوض بصناعة النشر، وحمايتها من الاندثار، في ظل التطور الرقمي.

أقيم على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب فعاليات البرنامج المهني "برديات 2"، على الذي قدم مجموعة من الورش المختلفة، للنهوض بصناعة النشر، وحمايتها من الاندثار، في ظل التطور الرقمي، حيث ناقشت الورش التي بلغ عددها 9 ورش، كيفية الإعداد لخطة نشر ناجحة، وتقنيات الإدارة المالية لدور النشر، ونماذج ناجحة في النشر الرقمي، وسبل حديثة للتسويق الإلكتروني، والأطر القانونية لمعاملات دار النشر، وكيفية الحصول على حقوق الترجمة، والطباعة حسب الطلب.. حلول بديلة، وتجارب ناجحة في كتب الأطفال، والعمل الأدبي، وسوق الدراما، وذلك بمشاركة مجموعة كبيرة من المتخصصين، والمعنيين بقضية النشر في مصر والعالم.

وفي تصريح خاص لـ "ميدل إيست أون لاين" حول البرنامج المهني لحماية صناعة النشر،وإذا ما كان حقق المتوقع منه، أكد د .عماد الدين الأكحل "عضو لجنة البرنامج" أن أحد أهداف البرنامج المهني عامة ومحور الورش التدريبية خاصة، كان إكساب الناشر العربي والمصري مهارات معرفية مهنية لكي يستطع مواكبة متطلبات صناعة النشر وبالتالي يستطيع الاستمرار والمنافسة. وهذه أهداف كبيرة تحتاج مجهودات متنوعة وممتدة لفترات طويلة، وبكل تأكيد فإن البرنامج المهني بكل محاوره الخمسة من مؤتمرات ومبادرات وورش قد ساهموا في هذا الهدف وفتحوا الطريق لتعاون مؤسسات وأفراد للعمل على النهوض بصناعة النشر وحمايتها.

 كما أشار الأكحل إلى أن الحضور فاق توقعاتهم جميعا، فمثلا سجل في الورش التدريبية أكثر من 70 ناشرا مصريا وعربيا، وهذا عدد هائل خاصة أن فاعليات البرنامج تحدث أثناء معرض الكتاب والذي تستحوذ عمليات البيع على اهتمام الناشر في المقام الأول، ولكن هذا الإقبال على التسجيل والحضور والمشاركة في الجلسات ينم عن تعطش الناشر المصري والعربي لمثل هذه الفاعليات المهنية، ويعكس جودة اختيار الموضوعات المطروحة للنقاش وحسن اختيار المتحدثين والمدربين بالجلسات. وقد عبر كثير من الحضور عن هذا أثناء وبعد انتهاء كل جلسة.

أقيمت الورش على مدار 5 أيام في الفترة من 1 فبراير إلى 5 فبراير، وانتهت إلى بعض التوصيات الهامة.

الورشة الأولى.. كيفية إعداد خطة نشر ناجحة

وتناولت الورشة الأولى "كيفية إعداد خطة نشر ناجحة"، أسس إدارة دار النشر، وعرض مختصر لكيفية إبرام التعاقدات بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى كيفية الاستفادة من الحوكمة والتحول الرقمي لدعم الناشر، ومقارنات بين مبيعات الكتاب الورقي والإلكتروني التي لا يوجد طريقة واضحة لإحصائها.

الورشة الثانية.. تقنيات الإدارة المالية لدار النشر

بحضور الناشرين المهندس علي الشعالي من الإمارات، ومحمد مفيد، ورانية بكر، محمود عبد النبي، تحدث خلالها محمود عبد النبي، عن الاستثمار في سوق النشر والذي يعد استثمارًا طويل الأجل، مشيرًا إلى أثر ما يحدث في العالم على تلك الصناعة، حيث أدت الحروب إلى حدوث انكماش لخطط النشر، وانقسمت طرق النشر على نوعين الأول هو نشر واسع للكتاب الديجيتال والثاني نشر محدود للكتاب التقليدي ولكن لكبار الكتاب فقط لضمان الرواج.

ومن جانبه أوضح المهندس علي الشمالي، أنه يعتمد على «شيت الأكسل» في وضع خطته السنوية التي تمتد لـ18 شهر، ويضع مبلغ مالي لا يمس أبدًا والمبلغ الإضافي ينقسم إلى شكلين الأول التزامات تعاقدية، والثاني المستهدف من النشر، وخلال الفترة الزمنية التي وضعها لميزانيته تحدث تغيرات يستطيع أن يتعامل معها.

وأضافت الناشرة رانية بكر، قديما لم توضع فكرة التسويق في الاعتبار، ولكن منذ عامين توجه العديد من الناشرين إلى فكرة التسويق عبر المنصات المختلفة للتواصل الاجتماعي والاعتماد على متخصصين لإدارة ذلك.

الورشة الثالثة.. نماذج ناجحة في النشر الرقمي

جاءت الورشة الثالثة بعنوان «نماذج ناجحة في النشر الرقمي»، بحضور عدد كبير من الناشرين المصريين والدوليين، والتي استعرضت مناقشاتهم التغييرات الحديثة في مجال نشر المحتوى بصفة عامة، والتحول للنشر الإلكتروني بصفة خاصة، واستعرضت الطرق المتاحة للنشر الإلكتروني على منصات عربية وعالمية، وناقشت الجدوى الاقتصادية والمخاطر المترتبة على هذه الطرق الحديثة.

الورشة الرابعة.. تطوير التسويق الإلكتروني

ناقشت الورشة أساليب تعظيم الاستفادة من الوسائل الإلكترونية.وتحدث خلال الورشة إسلام وهبان الذي استعرض تجربته في دار وهبان في التسويق الإلكتروني، موضحًا الأثر الإيجابي لتطوير التسويق الإلكتروني على سوق النشر.

الورشة الخامسة.. الأطر القانونية لمعاملات دار النشر

تناولت الورشة القوانين الحاكمة لحقوق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى عرض مفصل للأنواع المختلفة من العقود، واستعراض أشهر وأكثر المشاكل حدوثًا بين الناشر والكاتب وكيف يتعامل الناشر مع المطالبات القانونية التي قد تطوله نتيجة نشر عمل ما؟، والإجراءات القانونية المتاحة للناشر أو الكاتب في قانون حماية الملكية الفكرية.

يرى دكتور حسام الدين الصغير أستاذ القانون التجاري والملكية الفكرية أن القانون المصري لم يهتم بتنظيم عقد النشر ولكنه عرف مفهوم النشر فقط، لذلك يجب التعريف بأركان عقد النشر والتي تنقسم لثلاث أركان هامة وهي الرضا بين أطراف التعاقد فبمجرد حدوث الإيجاب والقبول، ومحل العقد الذي يتفق خلاله الطرفين، والمقابل المادي الذي يرضى عنه ويتفق عليه طرفي العقد.

وأشار أستاذ القانون التجاري والملكية الفكرية إلى قانون الملكية الفكرية الذي شرع ألا ينعقد العقد إلا كتابة، وقد ينصب العمل على مصنفات مختلفة ومتعددة غير الإصدار الورقي وتختلف في تلك الحالة أحكام العقد وبنوده.

وأشار الناشر فريد زهران، عن تجاربه في مجال النشر مؤكدًا أن العلاقة بينه كناشر وبين الكتاب المتعاملين معه يحكمها الثقة وهي أهم من التعاقدات، ولكنه أشار إلى موقف تعرض له عندما قرر إصدار كتاب عن والده وفوجئ بأن أحد دور النشر قام بطباعة نفس الإصدار وبيعه بسعر أقل وبجودة وإخراج أقل، وعندها غير قناعاته بالتعامل بمفهوم الثقة فقط وقرر اللجوء لإثبات الحقوق بالأوراق والعقود والمستندات ولجأ للقضاء.

من جانبه أكد عماد الدين الأكحل أن الأسواق الصاعدة في عالم النشر لا تعاني من مشكلة القرصنة، ولكن وضعنا في مصر مختلف والمؤسسات الثقافية المصرية لم تتخذ أي خطوات لمواجهة القرصنة.

الورشة السادسة.. كيفية الحصول على حقوق الترجمة

استعرضت الورشة مصادر للأعمال الأدبية الأجنبية من دول غير تقليدية مثل أميركا اللاتينية والدول الإسكندنافية وغيرها، وناقشت طرق التواصل مع هذه المصادر، وكذلك التحديات التي يواجهها الناشرون العرب عند إنتاج ترجمات لهذه الأعمال.

تحدث خلالها عدد من المتخصصين في مجال النشر وخلال المناقشة، أكد الناشر شريف جوزيف، أن هناك خطوات ثابتة يجب اتباعها قبل الشروع في خطوة الترجمة عن أي لغة أجنبية، وأهمها أن يستعد الناشر من خلال اختيار الكتاب المناسب، البحث عن اسم المؤلف أو الوكيل الأدبي للكاتب والتواصل معه، وإذا لم يوجد وكيل يتم التواصل مع دار النشر والتفاوض معها قبل بدء الترجمة، وذلك من خلال تقديم عرض بطريقتين الأول: أن يتم استعراض تاريخ الدار وما نشرته من أعمال، أما إذا كان الناشر مشهور فيتم عرض سعر الكتاب قبل الخصم فقط ويوضع النسبة التقريبية بما يتناسب مع عدد الصفحات وعدد النسخ التي ستطبع في الطبعة الأولى، مضيفًا لا بد من تقديم تقرير للمؤلف يوضح كيفية التعامل بعد الطبع وتداول النسخ في السوق.

ومن جانبه استعرض الدكتور أحمد السعيد تجربته مع الترجمة عن الصينية في مؤسسة بيت الحكمة مؤكدًا أن أهم عوامل نجاح نشر الترجمات هو تقديم دراسة قوية للسوق واستهداف مجتمعات لم تكن مطروحة من قبل وبيننا وبينهم تقارب في الثقافات، مشيرًا إلى المشاريع التي تقدمها الصين لدعم الناشر، مع وضعها بعض الشروط لتقديم ذلك الدعم من بينها أن يكون مر على أول عمل له ست سنوات أو أن تكون الإصدارات المترجمة تروج للدولة، وداعيًا الناشرين لبدء خطوة النشر كما يحدث في الخليج من منافسة كبيرة لترجمة السوق الإسباني.

وذلك ما اتفق معه شريف بكر مشيدًا بما تقدمه ورش البرنامج المهني من توجيه للناشرين والتي تتراكم فوائدها بأذهانهم حتى يحين الوقت للاستفادة منها في مجال السوق ويستطيعون تطبيق ما تتم مناقشته وما تراكم من معلومات بداخلهم خلال تلك الورش، مشيرًا أن حال السوق لم يعد يحتمل المجاملات وعدم ترتيب الأفكار ومن يعمل بتلك الطريقة لن يصل إلى هدفه من النجاح.

وأضاف الناشر محمد البعلي، أن من يريد أن يعمل في مجال الترجمة يجب أن يُعد ثلاث أركان أساسية أولًا: إعداد خطة يوضح خلالها لماذا دخل سوق النشر؟ وما الأفكارالتي يرغب في نشرها؟، وهل هدفه تجاري فقط أم لديه رسالة وهدف؟، والركن الثاني: هو الاستعداد للترجمة فلابد أن يكون لدى الناشر معرفة جيدة باللغة الإنجليزية ولغات أخرى، وعمل عرض عن دار النشر الخاصة به تجيب عن كل تساؤلات الطرف الثاني، فالمعتاد أن الغرب لديهم أسئلة نموذجية ولابد أن تكون الإجابات عليها نموذجية أيضًا، والركن الثالث هو: الميزانية والاستعداد المالي لاتخاذ تلك الخطوة.

النشر
9 ورشات متخصصة

الورشة السابعة.. "الطباعة حسب الطلب.. حلول بديلة"

استعرضت الورشة الطرق المتاحة للطباعة حسب الطلب والتكاليف الأساسية التي يتحملها الناشر، وناقشت الجدوى الاقتصادية والمخاطر المترتبة على اعتماد هذه الطرق في الإنتاج والتوزيع للأسواق المحلية والعالمية.

ومن جانبه قال المهندس محمد حسن المسؤول عن مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن الطباعة «الديجيتال» تشكل أزمة كبيرة في تسجيل العناوين بدار الكتب وذلك لأن إصدار كتاب بعدد نسخ قليل يزيد من عدد الإصدارات ويجعل هناك تشابه كبير في العناوين ولا يستطيع القارئ التفرقة بين الكتب لذلك لابد أن تقرر دار الكتب عدم تكرار العناوين حفاظا على حقوق المؤلفين.

وأضاف المهندس أحمد هيكل، إن "اطبع" تعد أول منصة عربية تقدم خدمة طباعة الكتب عند الطلب بشكل احترافي"، مشيرًا إلى أن الطباعة الديجيتال أصبحت تصل إلى ما يقرب من 30.60 بالمئة من إصدارات دور النشر وهذا أثر على السوق بشكل كبير.

ومن جانبه قال المهندس أحمد فؤاد، إن الطباعة حسب الطلب توفر وقت وتخزين ولكن لا تساعد الناشر على تلبية طلبات التوزيع، وإذا تحولت الطباعة كلها للديجيتال لن نستطيع أن نوفي بطلبات السوق وستصبح تكلفة النسخة أعلى، مؤكدًا أن الديجيتال هو بديل جيد في حالات معينة أهمها إذا كانت دور النشر جديدة أو لديها إصدارات محدودة من الكتب، ولكنه لن يصبح حل واقعي لسوق نشر كبير كالسوق المصري ولن يصبح الخيار البديل للطباعة.

الورشة الثامنة.. تجارب ناجحة في كتب الأطفال

استعرضت ورشة "تجارب ناجحة في كتب الأطفال"، كيفية الحصول على محتوى الطفل وتجهيزه والطرق المتاحة للطباعة والإنتاج وأفضل الطرق لتجهيز هذه النوعية من الكتب.

من جانبها قالت كاتبة أدب الطفل أميمة عز الدين: إن الطفل لديه إحساس دائم إن لا أحد يفهمه ولذلك قررت أن أكتب ما يقربني من عالم الأطفال، وما زلت أرى أننا بحاجة أن ندخل المناطق الشائكة التي لم يدخلها أحد بعيدًا عن الوعظ والتعليمات واستعراض العالم الذي يريد الطفل أن يستقل بذاته من خلاله بعيدا عن وصاية الأب والأم.

وأضافت الرسامة سمر صلاح الدين أن كل من يعمل في مجال نشر الطفل سواء كان كاتب أو رسام لابد أن يكون دارسًا لأصول التربية ونفسية الطفل، ويكون ملمًا بالمعايير والقيم التي يجب أن تبث في عقول الأطفال الذين يستهدفهم من كتابه، مضيفة أنها عملت على تطوير نفسها بالكثير من الدراسات والتجارب وعندما شاهدت أعمال الصلصال بالخارج تأثرت بها كثيرًا واحبتها وقررت أن تدمجها في أعمالها الموجهة للطفل.

وأوضح الناشر عمرو مغيث، أن هناك معايير لابد أن يضعها كل من يتخذ خطوة النشر للأطفال وتلك المعايير طبقتها بيت الحكمة، من بينها الاهتمام بجودة الترجمة التي تعد أساس أي عمل مترجم فلابد ألا تقل جودتها عن 90% وتكتمل باقي النسبة بالتحرير والصياغة، مشيرًا أن الفترة الأخيرة أصبح هنا محررين اثنين للكتاب وفي بعض الأحيان محرر ومدقق، فالتدقيق اللغوي لن يقتصر على المصحح اللغوي فقط.

واستطرد الكاتب والناشر محمد فتحي ، قائلًا: "من خلال التجربة والمعايشة فالأطفال يقرأون ولكن هناك فجوة كبيرة بين عدد من الكتاب والأطفال، فالبعض يكتب من منطلق التعامل مع الأطفال المحيطين في عائلته، ولكن لابد من توسيع دائرة البحث وعمل عصف ذهني ووجود تواصل مباشر مع أعمار مختلفة من الأطفال لمعرفة ميولهم، بالإضافة إلى متابعة الألعاب الإلكترونية والاستفادة من استراتيجياتها في التعليم والقراءة والكتابة"، مشيرًا على الكتب التفاعلية الموجهة للأطفال والتي تعتمد على أن يكون الطفل جزء من القصة بالتفاعل، بالإضافة إلى ضرورة دراسة السمات الشخصية وتحديد الجمهور المستهدف والتصنيف العمري.

الورشة التاسعة.. "العرض الأدبي وسوق الدراما"

اختتم، البرنامج المهني فعالياته، بورشة "العرض الأدبي وسوق الدراما"، والتي استعرضت طبيعة نوعية الأعمال الأدبية التي تناسب التحول إلى عمل تلفزيوني أو سينمائي، وطبيعة التعاقدات الحاكمة وكيفية تسويق الأعمال الأدبية للمنتجين، وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام والصحافة للفت النظر لإنتاج دار النشر من أعمال.

 استعرض الناشر أحمد رشاد، ما قامت به الدار خلال السبع سنوات الأخيرة في مجال تحويل الأعمال الأدبية المكتوبة إلى أعمال درامية مصورة، مؤكدًا أن النشر يمكن أن يكون لمحتوى مكتوب او مسموع أو مرئي.

وأوضح رشاد أنه يدين بالفضل في دخوله مجال تحويل الاعمال المكتوبة إلى دراما للأستاذ يوسف معاطي الذي كان مفتاح تقديمه لبعض المنتجين ليتعرف على كيفية تحويل محتوى مكتوب إلى عمل درامي، وكانت البداية في فيلم حسن ومرقص، وطباخ الريس وكان شكل التعاقد مع المنتج مختلف كليًا فقد قمنا بالاتفاق على شراء المنتج ل5000 نسخة من العمل وتوزيعها مجانا بصالات العرض كنوع من الترويج للكتاب والفيلم.

ومن جانبه قال المنتج شادي مقار كنت أُحسب قديمًا على صُناع الدراما والآن أحاول الاجتهاد لأكون روائي فتحديات الصناعة أصبحت كبيرة جدًا فالمنتج أصبح مُثقل بالكثير من الميزانيات، بالإضافة إلى مهمة البحث عن نص جيد، مضيفًا الكتابة الروائية خيالها مختلف والتفاصيل أفضل وأوسع، ولكن لابد من توافق بين الطرفين لإمكانية تحويل العمل الروائي إلى درامي، فإذا عولجت الأعمال الروائية بشكل جيد سينتج عنها عمل درامي ناجح.

وذلك ما اتفق معه السيناريست والكاتب الصحفي محمد هشام عُبية مضيفًا أنه لابد من توافر وسيط بين كُتاب السيناريو وشركات النشر ولابد أن يتوافر اتفاق بينهم بعقد بحد أدنى سنة، بالإضافة إلى تفعيل دور الوكيل الأدبي لتقريب المسافات بين الكاتب والدار وكُتاب السيناريو وشركات الإنتاج.

ودعت الكاتبة نور عبد المجيد إلى إنشاء كيان واحد مشترك لكي تصل الأعمال الجيدة التي يمكن تحويلها لعمل درامي، مؤكدة أنه لابد من تشكيل لجنة تنظم لقاء دوري لمناقشة الجديد من الأعمال، فلابد أن يكون المؤلف مرن لا يتشبث بكلماته ويكون العقد مُلزم للروائي بعدم التدخل في رؤية المخرج وكذلك الحفاظ على الجوهر الذي كتبه وقصده الروائي.

وتوصل البرنامج لمجموعة من التوصيات التي أعلنها د. عماد الدين الأكحل في نهاية كل جلسة، وهذه أهم تلك التوصيات:

ضرورة الاعتناء بإنتاج كتب عالية الجودة مضمونًا وشكلًا مع أهمية وجود محرر أدبي للكتب، كما يجب تشجيع وإيجاد بيئة صحية لإنشاء شركات توزيع ومكتبات عامة وخاصة، ولابد من مواجهة مشاكل النشر المدفوع  والالتزام بالقوانين الحاكمة، والتواصل مع القنوات الثقافية المختلفة والمؤسسات الصحفية للاهتمام بالكتاب، وعلى اتحادات الناشرين الاهتمام بحصر الأعداد والبيانات الخاصة وتزويد الناشرين بدورات تدريبية للناشرين، وعلى الناشر أن يكون متفردًا يحافظ على هوية وصناعة نشره ويحافظ على علاقته بقرائه، بالإضافة إلى الاهتمام بإخراج الكتاب من اسم وتصميم غلاف وتصنيف نوع الكتاب، وكذلك الاهتمام بعلاقة الكاتب بدار النشر وتوجيهه، وعلى الجهات المعنية وجميع المهتمين العمل على زيادة معدلات القراءة".

الاهتمام بالميول القرائية المنتشرة وتجديد خطة النشر بما يتناسب مع هذه التوصيات، وعلى الناشر العمل بالتوعية بجانب العمل التجاري بشرف ومهنية، وعلى الناشرين الجدد الاهتمام ببناء العناوين الأولى والامتياز بأول خمس سنوات، بالإضافة إلى بناء هيكل إداري داخلي بدار النشر يعتمد على التخصص واتخاذ قرارات بناء على الخطط الموضوعة والميزانية المخصصة.

 أن تكون عملية النشر مستمرة، ويمكن للناشرين إعادة النظر في تكاليف الإنتاج في كل المراحل مقابل الكم والتركيز على الكيف، كما يمكنهم اللجوء لحلول حديثة مثل النشر المشترك والنشر الرقمي لمواجهة صعوبات التكلفة والتوزيع، يجب أن تتضمن ميزانية النشر كل بنود الصرف بما فيها التسويق وأن تكون شاملة المعارض المختلفة، وبناء قاعدة بيانات مستمرة على مدار السنين.

على الناشرين الاهتمام بمعرفة خطوات وعمليات إنتاج الكتب الصوتية والإلكترونية حتى وإن لم يقم بالإنتاج بنفسه، ويستوجب على الناشر بدء وزيادة النشر الإلكتروني ليواكب التحول الرقمي الحادث في العالم ويعظم من دوره الاقتصادي، وعلى الناشرين الاهتمام بالبيانات الوصفية لكتبهم حيث أنها الطريقة الوحيدة لانتشار واكتشاف الكتاب رقميًا، وعلى اتحادات الناشرين عمل دورات تدريبية لأعضائها عن أهمية البيانات الوصفية وكذلك عليهم تطوير قواعد بيانات لأعضائهم وتبادلها مع الاتحادات الأخرى حسب المعايير الدولية".

ضرورة اهتمام الناشر بالبحوث التسويقية، وتطوير الهوية البصرية، ليكون لكل دار نشر أسلوب مميز، وتشجيع الكتاب على التفاعل مع الجمهور ومن خلال الأنشطة المختلفة أون لاين، متابعة الناشر للسوق من خلال آليات متعددة منها مجموعات القراءة، تعميم ميثاق اتفاق أخلاقي مع مجموعات القراءة على ضرورة إتاحة فرصة متكافئة لكل الكتاب والناشرين".

على الناشرين والمؤلفين وكل أطراف النشر الحرص على تحرير عقود تحدد حقوقهم والتزاماتهم، ومن الهام أيضا أن تكون العقود رضائية شكلية حيث يشترط كتابة العقود، كذلك على الناشرين العمل على تدعيم علاقتهم بالكتاب وإفهامهم مراحل النشر وتوضيح التزامات كل الأطراف وقت التعاقد، وعلى الهيئة المصرية العامة للكتاب التعاون مع اتحاد الناشرين لإيجاد نماذج لعقود النشر المختلفة وكذلك تنظيم دورات تدريبية للناشرين والكتاب لتوعيتهم بحقوقهم وواجبتهم، وعلى المؤسسات الثقافية واتحادات الناشرين العمل على حماية حقوق الناشرين والمؤلفين من خطة القرصنة بشكليها التقليدي والإلكتروني، واتساقًا مع الاستراتيجية الوطنية لحماية الملكية الفكرية يجب العمل على إنشاء كيانات مسؤولة عن الإدارة العامة للحقوق ومواجهة الانتهاكات التي قد تصيب أعضائها وتفعيل دور المؤسسات القائمة بالفعل".

على الناشرين العمل على تكوين فريق ترجمة متميز وبناء سابقة أعمال عالية الجودة لتحقيق الاستمرارية في الترجمة وكذلك بناء علاقات صحية ممتدة مع الناشرين والوكلاء الأجانب، على الناشرين الراغبين في التميز بالترجمة تحديد أهداف محددة ووضع استراتيجيات عمل وتطبيقها، والاهتمام باختيار العناوين لترجمتها بما يتماشى مع سياسة نشر الدار واستراتيجيتها وجمهورها من القراء، وعلى الناشرين الاشتراك في المعارض الدولية المختلفة  واستثمار البرامج المعروضة لدعم الترجمة في مختلف الدول، وعلى اتحادات الناشرين وهيئة الكتاب التعاون في تنظيم دورات تدريبية وتوعوية بخصوص الحصول على حقوق الترجمة والحقوق الفكرية وطرق التعاون مع الناشرين الأجانب وكافة الدورات المرتبطة بدعم الترجمة".

يمكن للناشرين اللجوء للطباعة الديجيتال بأعداد محدودة لتقليل المخاطرة المرتبطة بطباعة أعداد هائلة من "الأوفست" وتخزينها لمدة طويلة، وعلى كل ناشر أن ينوع في إنتاجه للكتب ما بين "أوفست" و"ديجيتال" و"طباعة عند الطلب" حسب طبيعة كل عنوان وسوق، وعلى اتحادات الناشرين التعاون مع الشركات الخاصة لزيادة المعروض من حلول الطباعة عند الطلب في المنطقة العربية للتغلب على مشكلة التوزيع، مع ضرورة معرفة كيفية حساب تكلفة الكتاب والمقاسات المختلفة، ويتطلب ذلك من الجهات المعنية العمل على وضع قواعد تنظيم الطباعة عند الطلب وحماية حقوق الناشرين من هذه النوعية من الطباعة».

أطفال اليوم يتمتعون بخيال واسع لذا يتطلب كتابة كتب تراعي خصائصهم النفسية والاجتماعية ومهاراتهم التكنولوجية الحديثة، وعلى الناشر مراعاة اختيار موضوعات كتبه الموجهة للطفل بما يتماشى مع القيم المجتمعية السائدة والضمير الإنساني لأن الطفولة مرحلة تكوين وعي، وعلى الهيئة العامة للكتاب التعاون مع المؤسسات المختلفة لتنظيم ورش ودورات تدريبية للأطراف المختلفة المشتركة في صناعة كتب الطفل، وكذلك لابد من العمل على رفع جودة إنتاج كتب الأطفال، كما أنه على الناشرين المتخصصين في كتب الأطفال مسؤولية مجتمعية في إنتاج أفكار توعوية غير مباشرة تساهم في تشكيل وعي صحي لدى أطفالنا في مواجهة الأفكار الغريبة على مجتمعنا وتقاليدنا وعاداتنا ومعتقداتنا، كذلك يجب الاهتمام بالعناصر التقنية في كتب الأطفال من تحرير لغوي وتشكيل للحروف وأشكال الخط المستخدم وحجمه وبالطبع تناسب الرسوم مع المراحل العمرية وجودة الإنتاج، وعلى مؤسسات الدولة المعنية زيادة الاهتمام بأدب الطفل ودعم المشاريع في هذا المجال»

على الناشرين محاولة الوصول لحلول تعاقدية تشجع المنتجين على الاستحواذ على حقوق الأعمال المختلفة، ويمكن للناشرين عمل معالجات وفي بعض الأحيان كتابة سيناريو وحوار وإقناع المنتجين بهذه الأعمال، ومن الضروري أن يكون العقد محدد المدة ويحوي فترة زمنية محددة لإنتاج العمل وإلا تسقط هذه الحقوق، وعلى الهيئة العامة للكتاب تبني إنشاء قاعدة بيانات للأعمال الأدبية المصرية الصالحة للإنتاج الدرامي، وأخيرا على الكتاب إظهار مرونة بخصوص أعمالهم حيث أن الكلمة المطبوعة بخيالها الواسعة قد تمثل عائق عند تحويلها إلى عمل درامي تلفزيوني أو سينمائي ذات الحدود النقدية والاقتصادية المختلفة.