دور دبلوماسي مشبوه

يتساءل العراقيون لماذا جعلت مبعوثة الأمم المتحدة وجهتها طهران والنجف في أداء مهمتها الدبلوماسية، دون اعتبار لقوى الحراك الشعبي المتواصل في مدن العراق؟
ثوار الانتفاضة العراقية يلقبون بلاسخارت بـ"المرتشية"
الأمين العام للأمم المتحدة يتحمل مسؤولية انحراف بعثته في بغداد
بلاسخارت تقطع المسافات الطويلة للوصول لايران ولا تحرك قدميها نحو مواقع الجرائم في العراق

بأية مهمة ذهبت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت إلى طهران بزي نسائي إيراني، للقاء على أكبر ولايتي مستشار المرشد على خامنئي، وهي المعتمدة رسميا في بغداد؟

جنين بلاسخارت يراها الشارع العراقي المنتفض كنموذج لمبعوثة أممية، انحرفت عن مسارها الدبلوماسي، وتحولت إلى غطاء لإرهاب طائفي، تقوده ميليشيات خارجة عن القانون، بالتنسيق مع حاضنتها الإقليمية المهيمنة على مفاصل نظام الحكم في العراق.

يتحمل الأمين العام للأمم المتحدة مسؤولية انحراف بعثته الأممية في بغداد، فهي العاملة باسمه، والمكلفة بأداء الدور المرسوم لها في إطار الحفاظ على سيادة العراق، والكشف عن الممارسات التي تمس بتلك السيادة عبر أي تدخل خارجي غير مشروع.

غضب شعبي يشتد على زيارة ممثلة الأمين العام إلى طهران، لبحث شأن داخلي، لا يعني النظام الإيراني في عرف سيادي تجاوزت مبادئه عمدا، غير آبهة بغضب عراقي، وجدت لها مبررا في بيانها الرسمي الذي جاء فيه:

"هذه الزيارة تأتي تعزيزا لتفويض بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2522 (لعام 2020)، والذي يتضمن تيسير الحوار والتعاون الإقليميين، بما في ذلك حول قضايا أمن الحدود والطاقة والتجارة والبيئة والمياه والبنية التحتية والصحة العامة واللاجئين".

دور لا يقره عرف دبلوماسي، تتولاه بعثة الأمم المتحدة في بغداد، تتخطى الحدود بلا استئذان، وتقرر نيابة عن أصحاب القرار، ولا تعترف بسيادة بلد تؤدي فيه مهمة دبلوماسية، وتستهتر بمشاعر شعبه.

يلقب ثوار الانتفاضة الشعب العراقي جينين بلاسخارت بـ "المرتشية" القادرة على خداع مجلس الأمن الدولي في تقاريرها الدورية الخالية من أية مصداقية، فهي تحجب جرائم الميليشيات الموالية إلى إيران من خطف وقتل وسلب، وتخفي الدور الإيراني التخريبي في العراق بما يتناقض مع القرارات الدولية التي حددت مهامها في تقديم الوقائع بكامل تفاصيلها، ليتسنى للمجتمع الدولي اتخاذ القرارات بشأنها.

تقطع المسافات الطويلة لتلتقي بالمسؤولين الإيرانيين في طهران، ولا تحرك قدميها في محيط مهامها الرسمية نحو مواقع الجرائم التي ترتكب ضد أبناء الشعب العراقي بيد فصائل خارجة عن القانون ارتبطت بـ "الحرس الثوري الإيراني"، لتخفي جرم مرتكبيها عن أنظار المجتمع الدولي.

بعثة الأمم المتحدة في ظل قيادة جينين بلاسخارت، أضحى دورها وكأنها سفيرة لدى إيران ترعى مصالح هيمنتها على العراق الذي ترى أزماته برؤية سطحية، وتقدم له حلولا "إنشائية" في برنامج غير قابل للتطبيق، تعرضه على المرجع الشيعي الأعلى علي السيستناني، هو أشبه برتوش تجمل دور السلطات المتنفذة، وتبرئها من مسؤولية الكوارث التي تضرب البلاد.

يتساءل العراقيون لماذا جعلت مبعوثة الأمم المتحدة وجهتها طهران والنجف في أداء مهمتها الدبلوماسية، دون اعتبار لقوى الحراك الشعبي المتواصل في مدن العراق.

واقع بعثة الأمم المتحدة المشبوه في العراق، يدعو مجلس الأمن الدولي إلى عدم الأخذ بتقاريرها الدورية ووضعها في دائرة المحاسبة لما تقدمه من مغالطات تكشف عن خيانة الأمانة في أداء مهمة دولية.