ديوان 'تفاصيل سمراء' الشعري يضيء على مشاغل إنسانيّة وذاتيّة متنوّعة

آمنة حزمون: مكانة الشعر عندي تتجاوز حدود الكلمة.

صدر مؤخّرا عن "دار موزاييك للنشر والتوزيع" بتركيا والتي يديرها الشاعر السوري محمد طه العثمان ديوان شعري بعنوان "تفاصيل سمراء" للدكتورة الجزائريّة آمنة حزمون.

تضمّنت المجموعة الشعريّة حوالي 22 قصيدة امتدّت على 97 صفحة، أغلبها قصائد عموديّة تراوحت بين قصائد تحتوي 40 بيتا وهناك أخرى لم تتجاوز العشرين بيتا. تراتبت مواضيع الديوان بين مشاغل إنسانيّة وذاتيّة متنوّعة منها: الحب، الوطن، والفقد.

في إفادة الدكتورة لموقع "ميدل إيست أونلاين" حول الديوان تذكر "مجموعتي تفاصيل سمراء شملت أعزّ قصائدي إلى قلبي وأبقاها في ذاكرتي، ولدي مخطوط شعري آخر قد أؤجّل نشره لمدة طويلة كعادتي".

وفي سؤال عن سبب تأخّر صدور هذا الديوان الأوّل في مسيرتها أضافت آمنة حزمون "بالنسبة للتأخّر في إصدار الديوان فقد اخترت ذلك طواعيّة، فقبل خمس سنوات فزت بجائزة علي معاشي لرئيس الجمهورية فرع الشعر عن مخطوطي  "أغنية الناسكات الأخيرة"، لكنّني رفضت النشر إيمانا منّي أنّ النصوص الحقيقيّة تحتاج وقتا أطول لتنضج".

وعن رؤيتها العامّة للشعر ومدى مشروعيّة حضوره الآن في المنجز الفنّي تفيد حزمون "أمّا عن رؤيتي للشعر، فأنا أعتقد أنّه مهمّ للغاية كنوع أدبي ولا يجب إهماله من طرف النقّاد أو الكتّاب، ثمّ إنّني أتمنّى من الشعراء الذين هربوا إلى الرواية أن يعودوا إليه أو أن يوفّقوا بين الأمرين، فحاجتنا ملحّة إلى القصيدة".

لا تنتمي الكاتبة إلى رهان المشروع الأدبي المسبق والتمثّل "الماقبلي" لكيفيّات الكتابة واختيار مآلاتها، تقول عن رهانها "حاليا لا أملك مشروعا أدبيّا  محدّدا فأنا بنت اللحظة والفرصة، ولا أحبّ برمجة كتاباتي أو التفكير في مستقبلها باستثناء اشتغالي الدائم على النص فهو الذي سيبقى. الوقت هو الذي يسمح للقصيدة بالاكتمال رغم أنّ صاحبها لا يرضى أبدا عن نصّه وهذا عائد لسيكولوجيا الشاعر الباحث عن النص العظيم والذي لا وجود له في الحقيقة".

آمنة حزمون
مشاركات وجوائز متنوّعة في الساحة الثقافيّة العربيّة

تشتغل الدكتورة آمنة حزمون في إطار الإبداع الفنّي ككلّ، فهي لا تنتمي إلى نوع دون آخر، ولا تقصر جدارة المعنى في مجال دون غيره، ترافق رؤاها الإبداعيّة في سياقات متعدّدة، فهي تكتب الرواية، القصّة، المسرح، والشعر. منجزاتها تشي بهذا البحث الدائم عن الجوهر بدل الشكل. ويبقى الشعر المنطلق الذي رسم منحى منجزها.

وتؤكّد الدكتورة في هذا السياق أنّ "من يعرفني جيّدا يدرك أنّني مولعة بالأدب بشتى فنونه وألوانه، المسرح والرواية والقصة واعتبر أنّني محظوظة بذلك، ولكن مكانة الشعر عندي تتجاوز حدود الكلمة، فأنا عرفت للمرّة الأولى شاعرة وهذا اللقب ظلّ ملتصقا بهويتي الأدبية".

مشروعيّة كبرى لمنجزات الدكتورة آمنة حزمون الفنيّة من خلال جوائز في مجالات كتابة متعدّدة واعتراف نقدي وثقافي بهذا الجهد المتجاوز للقولبة والنسق الأحادي. في هذا الإطار تشير الدكتورة "كما سبق وقلت أنّني مهتمّة بالأدب بجميع أشكاله وهذا الأمر يشكّل جزءًا مهمّا من سيرتي الإبداعيّة، فالجوائز المعروفة التي تحصّلت عليها كانت في الشعر والمسرح والرواية، وهذا تحفيز مستمرّ لي حتى أُواصل ما بدأته بنفس شغف الانطلاق الأوّل. ولا حاجة لي للتموقع عبر أي شكل، فالكاتب المتكامل والذي يقطف من كل روض زهرة سيفرض إبداعه طال الزمن أم قصر، وكما أقول دوما: لست مستعجلة على شيء، إنّني أكتب بحب وهذا يكفي لأشعر بالسعادة".

هذا ونشير إلى أنّ آمنة حزمون طبيبة مختصّة في طب مخ وأعصاب، تقطن بمدينة قسنطينة في الجزائر، وقد تناولت العديد من الدراسات الأكاديميّة ورسائل ماجستير في جامعات الجزائر أعمالها الأدبية، واختيرت بعض قصائدها ضمن المقرّر الدراسي لطلبة الماجستير "بجامعة كيرالا" بالهند تخصّص أدب عربي.

ولها مشاركات وجوائز متنوّعة في الساحة الثقافيّة العربيّة: الفوز بالجائزة التشجيعية لمنحة البدر بإمارة الفجيرة فرع ديوان المديح النبوي 2023، الفوز بجائزة الشارقة للإبداع العربي فرع النص المسرحي المكتوب عام 2020، الفوز بجائزة البردة العالمية للشعر الفصيح بالإمارات عام 2018، الفوز بجائزة سعاد الصباح للرواية بالكويت عام 2017، المشاركة في نهائيات مسابقة أمير الشعراء الموسم السابع  والتأهل لمرحلة البث المباشر – عام 2017، التأهل إلى الدورة الأولى من جائزة كتارا لشاعر الرسول بقطر عام 2016، الفوز في جائزة علي معاشي للمبدعين الشباب لفخامة رئيس الجمهورية في فرع الشعر لعام 2017، الفوز بمسابقة قصص على الهواء المنظمة من طرف مجلة العربي الكويتية وإذاعة مونت كارلو الدولية.