رئاسة البرلمان العراقي وكارثة تنصيب الآخرين على مقدراتنا

يحتاج المكون السني أن يختار من يصون كرامته ويعطيه قدره في معادلة السياسة في العراق.

من سخريات القدر بالنسبة للمكون السني في العراق أن يشترك فيمن يدعي تمثيله مع الآخرين من الكتل الأخرى في أن ينصبوا لنا رئيسا للبرلمان وأهل المكون ونوابه وشخصياته الكثيرة التي لها تاريخ عراقي معروف بالقيمة الإعتبارية والسياسية يتم تجاهلهم وتباع كرامة هذا المكون بثمن بخس في المزاد العلني.

بل أن الأقدار التعيسة لم تصل بالمكون السني في العراق مثلما وصلت اليه الآن من أن تكون إيران ومن ثم تابعيها من الإطار هم من ينصبون لنا رئيسا لهذه السلطة أو تلك ووصل تدخلهم الى حد تنصيب مدراء دوائر في محافظات هذا المكون.. بل وحتى رؤساء أقسام في الدوائر الأمنية والخدمية.

ألا يستحي هؤلاء من أن تتم إزاحة نواب المكون السني بهذه الطريقة التي تخلوا من أي إعتبار قيمي أو أخلاقي لمكانة قادة هذا المكون دون أن تكون لهم كلمة يضعون فيها حدا لتطاول الآخرين على مقدراتهم.

ولماذا يرفض ما يطلق عليه من أهله وربعه وصف "طاغية الأنبار" أن يتولى نائب من محافظته أو من محافظة أخرى قيادة أعلى سلطة تشريعية وهي البرلمان ويريد بيعها للآخرين مقابل مكاسب شخصية لا تقدم ولا تؤخر.

وأي إذلال وصلت اليه أحوال هذا المكون لكي تباع المناصب في علب الليل وفي المساومات السياسية الرخيصة من أجل أن لا يتولى نائب من أهل الأنبار أو من بقية محافظات المكون السني من يراه أهله وناسه وجمهوره في أن يكون هو من يمثلهم وهو صوتهم الذي يحقق لهم أمانيهم وتطلعاتهم ولو في حدودها الدنيا، في صدارة سدة الحكم.

وكلما آثرنا أنفسنا عن الكتابة عن أحوال المكون السني بعد أن بحت أصواتنا ولم يعد لنداءاتنا من يسمعها أرغمتنا سوء الاقدار للعودة مجددا للتذكير بما مطلوب منا ونرسم للآخرين خرائط طريق كانت تشكل لهم منقذا من الضلال بدلا من حياكة ونسج مؤامرات واللهاث وراء الخصوم ومن يريدون إيصال المكون السني الى الحال الذي راح يعبث بمقدراته ومستقبله كل من هب ودب من ممن أوصلتهم الأقدار التعيسة الى أن يكونوا هم من ينصبون لنا حكاما أو يرسمون لنا أقدارنا وكأننا نحن قاصرون لم نبلغ سن الرشد حسبما يشتهون ومثلما يريد من يدينون لهم بالولاء لغير العراق.

ولماذا لا يتم الإجماع على النائب سالم العيساوي الشخصية القيادية المتمرسة والتي لها تاريخ مشرف لتقود رئاسة البرلمان بدلا من ان نقضي معظم ليالينا في سوق المساومات الرخيصة على طريقة عدو عدوي صديقي.. أو أما أنا أو يهلك الآخرون أو ليذهبوا الى الجحيم.

ومن سيكون العدو المنتظر الآخر الذي سيحرم عليه قيادة هذا المكون إن بقي الآخرون ومن يريدون فرض أنفسهم على مقدراته هم من يدخلون سوق المساومات والمناقصات والمزايدات على بقية مناصب السلطة وأهل محافظات المكون السني في أسوا الأحوال ولا أحد ينظر الى مطالبهم او يعيد لهم كرامتهم المسلوبة بعد أن فقدوا أي أمل يأن يتم إنصافهم وإعادة الإعتبار لهذا المكون الأصيل والعريق.

الم يكن المكون السني هو من كان يمثل الأغلبية طوال قرون دون أن يعلن عنها في أي قرن مضى على حكم العراق بل لم يكن وصياعلى أحد وكان الكل في عهوده إخوة متحابين في الدين والوطن والإنتماء والعقائد والأديان ولم نقل عن أي أحد منهم أنه من الأقليات أو الاكثريات لأن كل العراقيين وبلا تمييز كانوا يمثلون الأكثرية الوطنية التي تقف للاعداء بالمرصاد وتحطم عنجهية كل متكبر وظالم وطاغية من أي كان من داخلهم أو من خارجهم جار أو شقيق من لا يضع لاحوالهم ولا لقيمهم أو مكانتهم موضعا من الإعتبار.

ألم من يظهر من بينهم من يتعدى حتى على دينكم ورسولكم وأئمة الإسلام ورموزهم الكرام ولم نر من كثيرين منكم من لقمه بحجر لتخرس ألسنة السوء والكفر والضلالة ومن أراد أن يحرفكم عن دينكم وقيمكم ويسلم رقابكم للغرباء والحاقدين وأعداء العراق.

كونوا رجالا ولو ليوم واحد بدلا ان تبيعوا أنفسكم في سوق النخاسة وبدلا من أن تصروا على تحطيم مكونكم وسارعوا الى مغفرة من ربكم يوم يحكم عليكم رب العزة عندما تمارسون الظلم والطغيان وتركبون رؤوسكم من أجل إذلال ناسكم وشعبكم ومكونكم ليداس عليه بالأحذية والبساطيل إن بقيت أحواله كيفما ترسمون أو تخططون أو مما تخبئ لهم أنفسكم من الأحقاد والضغائن لكي تطعنوا أهلكم وربعكم من أجل إشباع غرائزكم وطمعكم بالحصول على المليارات من السحت الحرام وشعبكم يموت جوعا ومذلة، وتلك الكنوز من الذهب والأموال الباهظة هي التي ستكتوون بها في الآخرة لتكونوا حطبها في نار جهنم يوم لا ظل الا ظله.

إن كان لكم بقية من حياء فاركنوا الى أنفسكم وعودوا الى أهلكم وناسكم ولا تبيعونهم في سوق البغاء والدعارة يوم أحتلت الفيشنستات والبلوكرات وغزلان علب الليل صدارة الإهتمام وهن من يرسمن أدوار العراق من خلف حجاب.

أنتم يا نواب المكون السني الذين إنتخبكم شعبكم.. أنتم أمام مسؤولية أخلاقية ووطنية ودينية أما ان تكونوا ممثلين حقيقيين له وأنتم من تحتلون مكان صدارة مكونكم أو أن لا تسمحوا للأخرين من خارجكم لمن يتم إختياره بالوصاية على مقدراتكم.. وأنتم اليوم أمام إمتحان خطير فإثبتوا لهم يوم السبت أو غيره من الأيام أن زمن الوصاية ولى ولم يعد يقبل أهل الدار أن يأتي غريبا ليتحكم بأقدارهم.

وأنتم اليوم أمام خيار الموت أو الحياة.. أنتم اليوم أمام خيار الكرامة أو المذلة.. فأيهما تختارون يا نواب المكون السني أو هكذا قبلتم لأنفسكم أن تتصدروا المشهد السياسي.

كونوا رجالا ولا تهابوا الموت.. لأن الإنسان يموت مرة واحدة.. وما أحلى أن يموت الإنسان مهابا كريم النفس بدلا من أن يعيش دنياه وآخرته ذليلا خانعا يذوق مرارة الحياة في الدنيا ونار الخلد في الآخرة.. وهكذا هي الأقدار.. فإختاروا أحدها.. وليس بعدها من خيار.