زاهي حواس .. صوت الفراعنة في العصر الحديث

اسم حواس ارتبط بالهرم الأكبر ليؤكد أنه الحل والمشروع القومي لمصر الحديثة.
بعد مطالباتنا بإعادة رأس نفرتيتي من متحف برلين أصبح العالم ينظر إلينا بتقدير تام 
كتاب "أسرار الرمال" يحكى قصة النجاح التي قمت بها مع مساعديني في الآثار 
٢٤ كتابا للأطفال في كل فروع العلم المختلفة

عندما تلتقي به تشعر وكأنك مع أحد من "الفراعنة" يتجول بك في رحلة في تاريخ وحضارة مصر التي علمت كل المتعلمين، ببساطه فهو رجل يأخذك الى مصر الفرعونية، يلقب في الخارج بالفرعون المصري، وأنتجت له قناة ناشيونال جيوغرافيك فيلما عن حياته وعمله في الآثار المصرية والاكتشافات الكثيرة له.
ارتبط اسمه بالهرم الأكبر ليؤكد أنه الحل والمشروع القومي لمصر الحديثة، هو صوت الفراعنة في العصر الحديث والمتحدث الرسمي باسم بناة الأهرام ومكتشف المومياوات الذهبية والعدو اللدود لسارقي الآثار يطاردهم على مستوى العالم بطريقة ترشحه ليكون مديراً لإنتربول الآثار الدولي.
الدكتور زاهي حواس من أشهر الأثريين على مستوى العالم. يزهو بأبحاثه التي اطلع عليها العالم كله، عالم الآثار المصري الأشهر في العالم والمدافع الأقوى عن آثار مصر وحائط الصد الشرس ضد دعاوى وأكاذيب أعداء التاريخ المصري.
وعاشق كل ما هو فوق أرض هذا الوطن، وما هو مدفون تحت ترابه من تاريخ الأجداد وآثارهم، الذي يؤكد بكل ثقة أن أغلبه لم نره بعد، بل وينادى بأن نتركه.
زاهي حواس عالم آثار مصري، تولي وزارة الآثار مدة ليست بالقصيرة وأمانة عام المجلس الأعلى للأثار، ولديه كتب كثيرة في مجال الآثار والتاريخ. 
بدأنا الحديث مع الدكتور زاهي حواس عن الفترة الأخيرة ومجموعة من التكريمات التي حصل عليها، وأكد أنه حصل على دكتوراه فخرية ورجل العام من لوس انجلوس وسفير التراث العالمي للأمم المتحدة والتميز الاجتماعي في ميلانو والتميز الأثري في روما استلمها نيابة عنى السفير المصري هشام بدر هناك، والعمود الذهبي من مهرجان السنيما في يإيطاليا.
وعن تكريمه من رئيس دولة مالطا أوضح ان تكريم مالطا جاء عقب قيامي بمشاركة السيدة ماري لويس، رئيسة مالطا، افتتاح مؤتمر منظمة البحر الأبيض المتوسط للسياحة في مالطا بحضور أكثر من 3 آلاف شخص من مشاهير العالم، وبعد أن قمت بتقديم عرض خاص عن الحضارة الفرعونية، وعلى وجه الخصوص عن المومياوات وتوت عنخ آمون وعن ملوك مصر العظماء، وجهت خلالها الدعوة للجميع لزيارة مصر وأكدت لهم أن مصر الآن مستقرة، وأن مناطق الآثار مؤمنة على أعلى مستوي، وفى تلك الأثناء قامت رئيسة مالطا بتكريمي بمنحى جائزة التميز، تقديراً لجهودي في عودة السياحة إلى مصر في أعقاب أحداث يناير 2011 والحفاظ على تراث مصر وإدخاله إلى قلوب العالم كله، كما اختارتني منظمة «مشاهير منطقة حوض البحر المتوسط» ضمن 100 شخصية شهيرة.
وعن دوره فى حماية التراث المصري يأخذنا إلى الحديث عن الحملة التي قام بها من قبل لإعادة الآثار المصرية بالخارج، أكد حينما كنت مسئولا عن الآثار نجحت في استرداد 6 آلاف قطعة أثرية كانت قد خرجت من مصر بشكل غير قانوني، وفى تلك الأثناء أصبح العالم ينظر إلينا بتقدير تام بعد مطالباتنا بإعادة رأس نفرتيتي من متحف برلين، وحجر رشيد من المتحف البريطاني، وتمثال مهندس الهرم الأكبر من متحف هيلدسهايم بألمانيا، وتمثال مهندس الهرم الثاني من متحف بوسطن .
وللعلم فإن هذه المطالبات خلقت حالة من الانبهار بالفكرة في جميع أنحاء العالم، مما دفع مجلة تايم الأميركية خلال عام 2006 إلى أن قامت باختياري ضمن 100 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم، وإلى جانب ما تم استرداده بالفعل من الآثار المصرية الموجودة في مختلف متاحف العالم فإن توجهنا للمطالبة باسترداد بقية آثارنا تسبب أيضاً في تقوية موقفنا السياسي الخارجي، بل وصل الأمر إلى قيام السفير العرابي بممارسة ضغط سياسى كبير على ألمانيا مستثمرا هذا التعاطف العالمي الكبير معنا ومع حقنا المشروع في استرداد القطع الأثرية المصرية، التي ثبت بالفعل خروجها من مصر بطرق غير قانونية، ووصل نجاح تحركنا في هذا الشأن إلى أن نشب صراع كبير بيننا وبين متحف سان لويس على قناع «كا نفر» وقد تفاعل معنا طلاب المدارس هناك بل وصل بهم الأمر إلى قيامهم بمقاطعة زيارة المتحف، وهو ما يعنى تكبد المتحف خسائر جسيمة ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ان الأمن الوطني الأميركي أعلن تعاطفه معنا بشكل كبير في تلك الأثناء، ولكن اتجاه مصر لإعادة الآثار المسروقة تعطل كثيرا في أعقاب أحداث يناير 2011، وظل هذا النهج معطلاً إلى أن تولى الدكتور خالد العنانى مسئولية وزارة الآثار، الذى يحاول الآن استكمال ما كنت قد بدأته من قبل.
وتحدث عن أهم الكتب التي قام بتأليفها والكتاب الذي يود القيام بتأليفه قريبا، فقال إن كتاب "أسرار الرمال" يحكى قصة النجاح التي قمت بها مع مساعديني في الآثار وقد حقق مبيعات كبيرة جدا، وقمت بتأليف كتاب عن عائلة الملك خوفو، كتاب تاريخي مهم جدًا، وقمت بتأليف ٢٤ كتابا للأطفال في كل فروع العلم المختلفة، وكل الكتب متوفرة وقليلة الثمن، وأتمنى اهتمام الطلبة بالتحصل عليهم وقرأتها. وكتاب "الرحلة السرية" وتم تقديمه لرؤساء وملوك العالم وللرئيس عبدالفتاح السيسي وكتاب أسطورة توت عنخ آمون والكثير عن الأهرامات ووادي الملوك وموسوعة الأهرامات 3 أجزاء، والجزء الثالث سوف يعرض بالأسواق الشهر القادم عن طريق "نهضة مصر" ثم يتم تجهيز 4 أجزاء أخرى وكتابين أقوم بالانتهاء من أحدهم، وهو دليل للآثار المصرية، ويعد أول دليل أثري للمعالم الأثرية، وأنه يمكن زيارة مصر 13 مرة ولم تنته من زيارة معالمها الاثرية. والثاني استكمال كتاب "أسرار من الرمال" الذي يؤرخ فترة عملي، ومؤخرا صدر لي كتاب "الجيزة" باللغة الانجليزية وشاركني فيه عالم الآثار مارك لينر.

وأشار إلى قيامه بتأليف كتاب مهم جداً اسمه "معجزة الهرم الأكبر"، يدور حول الإعجاز في بناء الهرم، وكتاب ثان عن المرأة الفرعونية، بعنوان "سيدة العالم القديم" يدور حول كيفية حكم المرأة الفرعونية للدنيا كلها، وكيف أن المصري القديم اعتمد في قوة هذه الحضارة على المرأة، أكثر من أي شيء آخر.
وتحدث عن مركز زاهي حواس للمصريات وأهم الأنشطة به وهل سيكون هناك تعاون مع المجتمع الدولي. وأوضح أنه مركز تابع لمكتبة الاسكندرية يرتكز نشاطه على زيادة الوعي الأثري للمصريين والأجانب وعمل موسوعة للآثار المصرية، عبارة عن 3 أجزاء يكون فيها تفسير كامل على كل معلومة عن الآثار المصرية، وهي تفيد المدارس والمواطن العادي وتوعية الاطفال في المدارس والشباب في الجامعات، وعمل كتب تعمل على نشر الثقافة المصرية القديمة وتعليم اللغة المصرية القديمة للأطفال في المدارس بخطها الهيروغليفي، قمنا بعمل زيارة لأكثر من 1000 طفل في منطقة أثار الهرم. وغيرها من الأنشطة الخاصة بعلم المصريات.
ويعد هذا المركز باكورة المشروعات التى يتبناها مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور مصطفى الفقى، شخصيًا بسبب الدور الكبير الذى يلعبه الدكتور زاهى حواس على مستوى العالم، من خلال محاضراته العامة ومؤلفاته التى أثرت التراث الإنسانى والثقافي. 
وفي حديثه عن مشروع "المتحف المصري الكبير" قال أشكر الرئيس السيسي على الاهتمام بهذا المشروع الثقافي العالمي وعلى قرار افتتاح المتحف كليا 2020 ويجب أن أقدم تحية كبيرة للقوات المسلحة التي أنجزت إنجازًا كبيرًا في تشييد مباني المتحف، نحن بدأنا مشروع «المتحف الكبير» قبل قيام الثورة مع الفنان فاروق حسني، لكنني أرفض كرجل يحب بلده الافتتاح الجزئي للمتحف، لأننا عندما ننقل آثار «توت عنخ آمون» من المتحف المصري يجب ترميمها أولًا، ومع وجود فريق ترميم كامل سيستغرق هذا عامًا كاملًا، وبعد نقلها لـ «المتحف الكبير» يجب ترميمها مرة أخرى لأن أغلب هذه القطع لم ينقل من قبل وبحاجة لترميم دقيق، فبدلًا من أن نستغرق كل هذه المدة للافتتاح الجزئي كان يجب أن نعمل على فتح المتحف بشكل كامل حتى لو تأخر افتتاحه قليلًا فلا أتصور أن يحضر الزائرون من كل أنحاء العالم ليشاهدوا المجموعة الأثرية الكاملة لـ«الفرعون الذهبي»، ويجدوا حول قاعته أعمال إنشاء لباقي المتحف تشمل دهانات وتركيبات ونقل مواد تشطيب، خاصة أن الشركة الألمانية، التي وقع عليها الاختيار لتنفيذ التصميم الداخلي للمتحف، من الصعب جدًا أن تنتهى من عملها في أقل من 3 سنوات، حتى يكون العمل على مستوى عالٍ من الدقة. 
ولكن المتحف الكبير مشروع عظيم جدا حيث إن مساحته تساعد على عرض الآثار بشكل يليق بها، فمثلا مقتنيات توت عنخ آمون سوف تعرض في مساحه تساوى مساحة المتحف المصري ككل، كما سيتم عمل متحف افتراضي عن طريق الكومبيوتر وهو شيء موجود بالعالم كله يربط الزائرين بالآثار بشكل حقيقي، كما سيتم عرض لائق لمراكب خوفو وأرجو أن تنسلخ المتاحف وخاصة المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارات بالفسطاط بعيدا عن الروتين الحكومي، وأن تكون تابعة لمجلس الوزراء وليس وزارة الآثار، ويجب كذلك نقل مركب خوفو الموجودة بالأهرامات ووضعها بمكانها في العرض، بالإضافة لبناء سينما «آى ماكس»، بجانب أنشطة أخرى، من الضروري أن يحتويها المتحف.