سيكولوجية المفردات في شعر أحمد شوقي للأطفال

أبرز ما لفتنا في شعر شوقي الموجه للناشئة هو المفردات اللغوية من حيث اختلاف مستواها باختلاف المرحلة العمرية داخل الطفولة، وتنوع مرادفاتها بما يلائم المستوى الإدراكي للطفل وفهمه، وأيضا حسن استعمالها كقوالب درامية وأوعية تشكل الأحداث في أذهان المتلقين.

اهتم علماء الاجتماع بالطفل ومن أبرزهم إميل دوركايم (1858 – 1917)، إذ قدم صورة عن كيفية انتقال القيم والأفكار إلى الأطفال، وأكد على دور المجتمع في تشكيل شخصية الطفل.

كما خلص علماء الاجتماع في دراساتهم بالطفل إلى أنه مخلوق تابع، يعتمد على غيره ويحتاج إلى حماية الغير، وهو لا يدرك المستقبل، أما الراشد فيعمل على إنجاز أهداف مستقبلية، والطفل قوة تنمو، والمحافظة على حياته هي العامل المميز له بجانب ظاهرة التعلم.

وينغمس الطفل في الخيال، فهو يعيش في عالم خيالي، يقوم فيه بدور البطولة، وكلما كبر زادت تجاربه واختلط الواقع بتفكيره، وأدرك الحدود الفارقة بينه وبين الخيال، وصار في سن الرشد.

كما أثبت علماء النفس أن الشعب الذي تعلو وجوه أطفاله بالبسمات؛ هو الشعب الذي ينتظره المستقبل المشرق الباسم، والمجتمع الذي يترك طفلا قد علت وجهه مسحة الحزن هو المجتمع الذي سيجني ثمار تردي هذا الطفل في مهاوي البؤس، حينما يشب موتورا، ويصبح قادرا على ارتكاب المآثم والشرور.

وأيضا ـ أثبت التحليل النفسي لأكثر المجرمين أن هناك علاقة وثيقة بين ما يرتكبونه من جرائم وبين ما كانوا يلقونه من معاملة أيام طفولتهم، وإن مرد إجرامهم إنما يعود إلى حب الانتقام الذي تولد في نفوسهم نتيجة لما رسب في أعماقهم من آلام ومتاعب لاقوها في الصغر.

وبناء على ما تقدم حرصت الدول في دساتيرها وقوانينها على النص على رعاية الطفل وتوفير ما يكلفه من حقوق.

كما تلتزم الدولة بإنشاء نظام قضائي خاص بالأطفال المجني عليهم والشهود ولا يجوز مساءلة الطفل جنائيا أو احتجازه إلا وفقا للقانون وللمدة المحددة فيه، وتوفر له المساعدة القانونية، ويكون احتجازه في أماكن مناسبة ومنفصلة عن أماكن احتجاز البالغين.

وتعمل الدولة على تحقيق المصلحة الفضلى للطفل في الإجراءات كافة التي تتخذ حياله.

 وقد كان للأدب دور مواكب ومؤكد لما سبق من خلال ابداعات أدبية موجهة للطفل تربوية وتوجيهية ونذكر منها المستوى العالمي: الحكايات الشعرية للأديب الفرنسي لافونتين والحكايات الشعبية للألمانيين إخوان جريم. ووليم بليك وهو الألماني ولويس كارول في 1865 صاحب القصة الشهير أليس في بلاد العجائب"، وعلى المستوى المحلي وفي مصر، الكثيرون بدءا من رفاعة الطهطاوي  صاحب كتاب "المرشد الأمين للبنات والبنين". ومحمد عثمان جلال صاحب ديوان "العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ". وأحمد شوقي في أشعاره للأطفال، وكامل كيلاني الذي ارتبط اسمه بالإبداع الأدبي للطفل حتى صار الاسم الأشهر في هذا المجال. وغيرهم كثيرون استطاعوا أن يقدموا أدبًا للأطفال تنوعت اتجاهاته واختلفت مضامينه وتباينت أشكاله حتى أصبح لتجاربهم وجود أدبي، أثرى الأدب بما له من سمات فنية متميزة سدت فراغا ثقافيا كان الطفل في حاجة إليه. نذكر منهم على سبيل المثال عبدالله فريج، كامل الكيلاني، محمود غنيم، عبدالتواب يوسف، أحمد نجيب، محمود سالم، أحمد زرزور، أحمد سويلم، فوزي خضر، أحمد فضل شبلول وجابر بسيوني وغيرهم.

ونقتصر هنا على الحديث حول سيكولوجية المفردات في شعر شوقي للطفل وبداية نذكر أن أحمد شوقي علي أحمد شوقي وشهرته "أحمد شوقي بك" ولد بحي الحنفي بالقاهرة في  1868  لأب كردي وأم من أصول تركية شركسية، وكانت جدته – لأمه – تعمل في قصر الخديوي إسماعيل. وقد توفي في 1932، وهو الملقب بأمير الشعراء، بعد أن قدم للشعر العربي تجربة شعرية ثرية أعادت له جزالته وقوته الأدبية وأضافت إليه المسرح الشعري، فضلا عن عطائه المضيف في شعره. الموجه للطفل أثناء وجوده في فرنسا عام 1892.

والقارئ لأشعاره للأطفال يجد إنه كان يملك القدرات الفنية التي تشترط في الشاعر – الذي يكتب للطفل – ومنها الثقافة الشمولية التي تلم بما يحتاجه الطفل من نماذج ثقافية من موروثه ولغتا وأصول مجتمعه. والوعي بأشكال الشعر وأوزانه بجانب العلم الجيد باللغة وحسن استعمال مفرداتها وجملها. وأبرز ما لفتنا في شعر شوقي للأطفال هو المفردات اللغوية من حيث اختلاف مستواها باختلاف المرحلة العمرية داخل الطفولة، وتنوع مرادفاتها بما يلائم المستوى الإدراكي للطفل وفهمه. و- أيضا حسن استعمالها كقوالب درامية وأوعية تشكل الأحداث في أذهان الأطفال. وكلها سمات فنية تصب لكي تتناسب ونفسية الطفل أي سيكولوجيته عبر سني طفولته بما تحقق منها من أدب تهذيبي يسعى إلى بلوغ المفهوم الأخلاقي لدى الطفل- وأيضا – التربية والابتكارية التي تحفز على الابتكار وتشجع على الإبداع من خلال تنمية مهارات الفهم والكشف والاكتشاف لدى الطفل.

وسنقدم الآن ثلاث قصائد مختارة من أشعار شوقي للأطفال تبرهن على ما سبق من مراعاته للمفردات التي تتناسب ونفسية الأطفال، بل لنا أن نقول: مراعاته لنفسية المفردات الموجهة للطفل:

أولا: قصيدة: الجدة ونصها:

لي جَدَّةٌ تَرأَفُ بـــــــي  ** أَحنى عَلَيَّ مِن أَبـي

وَكُلُّ شَيءٍ سَرَّنـــــــي  ** تَذهَبُ فيهِ مَذهَبــــي

إِن غَضِبَ الأَهــلُ عَلَـ **        ـيَ كُلُّهُم لَـم تَغضَـبِ

مَشـــــــى أَبي يَوماً إِلَـ ** ـيَ مِشيَــــةَ المُؤَدِّبِ

غَضبانَ قَد هَدَّدَ بِالضَر ** بِ وَإِن لَـــم يَضرِبِ

فَلَم أَجِد لِيَ مِنهــــُ غَيـ **         ـرَ جَدَّتي مِن مَهرَبِ

فَجَعَلتنـــي خَلفَهـــــــا ** أَنجو بِها وَأَختَبـــــي

وَهيَ تَقولُ لِأَبـــــــي  **         بِلَهجَـــــةِ الــــمُؤَنِّبِ

وَيحٌ لَــــــــهُ وَيحٌ لِهَـ ** ـــــذا الوَلــدِ المُعَذَّبِ

أَلَم تَكُن تَصنَعُ مـــــا ** يَصنَعُ إِذ أَنتَ صَبي

وهذه قصيدة تعبر عن طفل دون سن الكتابة، أي لم يتجاوز السابعة من عمره، يحكي عن فراره إلى جدته كلما تعرض لعقاب من أبيه. وقد بدأت بلفظ "لي" وهو مفردة تعكس نفسية الطفل في هذه السن، إذ يعتز الطفل بذاته دون أنانية ولكـن لأنـه لما يزل يعيش في دائرة الذات قبل أن تتقدم سنوات عمره ويدخل إلى دائرة الجماعة، فيتخلى شيئا فشيئا عن ذاته، ثم تتجلى الجدة في استهلال القصيدة ونجد المقارنة المنصفة لها بالأب رأفة بهذا الطفل وحنوا عليه وقد أثبتت التجارب الاجتماعية أن العلاقة بين الأبناء بأجدادهم أقوى من العلاقة بين الأبناء بآبائهم وأن الحوار بين الأبناء وأجدادهم أطول وأهدأ وأفيد من حوارهم مع آبائهم والذي كثيرا ما ينتهي إلى خلاف وعدم اتفاق وارتفاع في الأصوات.

والقصيدة تقدم حدثا في حياتنا وحياة أطفالنا، لذا، يستطيع كل طفل أن يستوعبه وأن يتفاعل معه وأن يحبه، خاصة أن شوقي قد كتبها من مجزوء بحر الرجز " مستفعلن، مستفعلن، في الشطر الأول ومستفعلن مستفعلن في الشطر الثاني. وهي تفعيلات سباعية تحتوي كل منها على سببين خفيفين ووتد مجموع وهو ما يلائم طبيعة السن للطفل المتكلم في القصيدة، ففي هذه المرحلة السنية كثيرا ما يهمس الطفل أو يشير أو يتحرك إذا تكلم يتكلم بكلمات قصيرة قد تكون سببا خفيفا يعقبه مفردة أخرى على وزن سبب خفيف وهو ما يتناسب مع تكوين تفعيلة مستفعلن. فمفردة لي " في بداية القصيدة على وزن " سبب خفيف تلاها " جدة وتتكون من سبب خفيف ثم وتد مجموع. وهو ما يعكس قدرة الطفل على النطق في هذه السن. وقد أحسن شوقي – أيضا – استخدام حرف الباء المكسورة كروى في ختام البيت فالباء حرف من الحروف التي تنطق بالشفاه. وهي سهلة للطفل وميسورة الاستعمال وتحريكها بالكسر يعطي حركة تعبر عن حركة الطفل الملحوظة والطبيعية في هذه السن.

وقد لجأ الشاعر إلى استعمال الزحافات التي تسهل على الطفل الأداء الصوتي وسهولة التلقي مثل زحاف الطي وهو حذف الرابع الساكن من التفعيلة مستفعلن، فتصبح متفعلن كما في قوله مثلا " ي من أبي " أو مؤدب أو أختبي...

وكل ذلك بجانب استخدام مجزوء البحر بدلا من تامه وهو ما يتناسب كبئية إيقاعية موسيقية حملتها المفردات مع نفسية الطفل، وبالتالي قدمت لنا نفسية كل مفردة في تعامل الطفل معها من خلال القصيدة، وبرغم أن المفردات قد تعاملت مع طبيعة الطفل المتحركة والهامسة بقليل الكلمات أو قصيرها إلا أن الملمح الدرامي الآتي في البيتين التاليين:

وَهيَ تَقولُ لِأَبـــــــي ** بِلَهجَـــــةِ الــــمُؤَنِّبِ

وَيحٌ لَــــــــهُ وَيحٌ لِهَـ  **         ــــذا الوَلــدِ المُعَذَّبِ

قد احتاج إلى استكمال المعنى نطقأ دون حركة ولجوء الشاعر إلى ما يسمى بالتضمين أي استكمال معنى بيت في البيت الذي يليه وهي وإن كانت عيبا في الصياغة الشعرية؛ إلا إنها في هذا المكان تعكسه ضرورة فنية أوجبتها طبيعة القصيدة ونفسية الطفل المتحدث فيها، ولذا لجأ إلى التضمين لكي يكمل الحدث كاملا وهي طبيعة الأطفال عندما يحكون لنا الأحداث التي وقعت.

ونجد أن الشاعر قد استعمل ستة عشر فعلا في القصيدة منها أحد عشر فعلا مضارعا هي: " ترأف، يضرب، أختبئ، تقول، تصنع، أحنى، تذهب، تغضب، أنجو، تكبد، تكن، ويصنع"

وخمسة أفعال ماضية هي: "سر، غضب، مشي، جعل، وهدد" وهو ما يبرهن على مراعاة الأفعال لطبيعة الطفل في مرحلة ما قبل الكتابة، فالطفل يصدق ما يقال له ولا يقبل الكذب، لذا لجأ الشاعر إلى استخدام الفعل المضارع الذي يدور ويقع ويمكن أن يتغير في زمانه، أكثر من استخدامه الفعل الماضي الذي وقع بالفعل ولا يمكن أن يتغير. فالتعبير عن حالة الأب بالفعل الماضي غضب، تعكس حدة الملامح ووقوع غضب الأب. وذلك في قوله " غضب الأهل" وبعده " غضبان قد هدد بالضرب" فحالة الأهل النفسية للأفعال لها تأثيرها المباشر في إدراك الطفل وتميزه للأحداث.

ونجد في القصيدة قدرة أخرى للشاعر إذ استطاع أن يطوع المفردات لكي تكون قوالب درامية وأوعية تشكل الأحداث. فعلى لسان الطفل يستخدم المفردات المباشرة/ الهادئة/ الواضحة. مثل: لي جدة ترأف بي/ وكل شيء سرني/ فلم أجد منه غير جدتي وعلى لسان الجدة يلجأ إلى ما يعبر عن سلطتها وقوتها، فيستخدم المفردات الحادة/ الآمرة مثل قوله: ويح له/ ألم تكن.

وهو ما يشكل صياغة شعرية تلعب فيها المفردات دوراً نفسياً يوائم نفسية الأطفال ويؤثر فيها، وقد أراد الشاعر بهذه القصيدة أن يقدم للطفل صورة للأسرة المسلمة والارتباط العائلي فيها من توقير الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير، وأيضاً تواصل الأجيال.

 ثانيا: قصيدة: "الهرة والنظافة"

كتبها أحمد شوقي ضمن مجموعة من شعره السهل الموجه للطفل لتكون له أدباً وثقافة وهي تتناسب مع قدرة الأطفال على الخيال والتعامل معه ومن خلالها يقدم الحكمة والعبرة والعظمة باستخدام المعادل الموضوعي المتمثل في الهرة وهي أهداف تربوية تهذيبية أراد أن يروي بها نفوس أطفالنا في مطلع العمر:

هِرَّتي جِدُّ أَليفَـــه ** وَهيَ لِلبَيتِ حَليفَـــه

هِيَ ما لَم تَتَحَرَّك ** دُميَةُ البَيتِ الظَريفَه

ونؤكد على مجزوءات البحور الشعرية، فيستخدم مجزوء بحر الرمل وهو ما يتناسب مع الطفل ونفسيته ويساعد على تقديم المفردات في أشطر قصيرة، كما أجاد في اختيار الروى المتمثل في حرف الفاء وهو سهل النطق وأحسن الاستهلال بلقطة مشهديه تثير خيال الطفل وهو استهلاله بكلمة "هرتي" فكل طفل يحب القطة ويتعامل معها، لذا فالمفردة نجحت في جذب الطفل والتعامل من خياله والتأثير فيه فأصبحت وعاءً يسكب فيه الشاعر ما يريد حتى ولو كان حكمة أو عظة مثلما جاء في قوله:

إنما الثوب على الإنسان عنوان الصحيفة

لكي يؤكد على الحرص على نظافة المظهر والملبس. وقد جاء ذلك بعد تمهيد شعري يحبب الطفل في حرص الهرة على نظافتها قوله:

وَمِنَ الأَثوابِ لَم تَمــلِك سِوى فَروٍ قَطيفَه

كُلَّما اِستَوسَخَ أَو آوى البَراغيثَ المُطيفَه

غَسَلَتهُ وَكَوَتهُ ... بِأَساليبَ لَطيفَه

وَحَدَّت ما هُوَ كَالحَمّامِ وَالماءِ وَظيفَه

صَيَّرَت ريقَتَها الصابونَ وَالشارِبَ ليفَه

وكل مفردة فيما سبق كانت لها دلالة يدركها الطفل فالأثواب والفرو برغم التشابه في الوظيفة، إلا أن الطفل يدرك أن الفرو هو ثوب الهرة، والثوب ترتديه، إذن فالحالة النفسية من المفردة تنتقل لتؤثر في خيال الطفل وتشكل نفسيته.

وهذه القصيدة تخاطب طفل ما قبل الكتابة من حيث المرحلة العمرية بغية غرس الحكمة والعبرة في نفوس أبنائنا وبث العظة والنصيحة في تكوينهم

ثالثا: قصيدة "الثعلب والديك"

تقدم للطفل النصح بألا يصدق ذئبا أي لا يصدق قول إنسان خبيث مكار. فالذئب أراد أن يوقع الديك في مصيدته فيأكله، ويقضي عليه بيد أن الديك تنبه فأرسل حكمةً شهيرة في قوله:

مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً  **         أَنَّ لِلثَعلَبِ دينــــــــا

بَرَزَ الثَعلَبُ يَومـــــاً  **         في شِعارِ الواعِظينا

والمفردات هنا ذات دلالات نفسية جياشة، يستطيع الطفل وغيره أن يتعامل معها ويتفاعل منها، فالمخطئ تؤكد سوء الظن في كل مكار خبيث وهو الثعلب، وقد جاء هذا الختام بعد استدلال قوي ايضاً ... بَرَزَ الثَعلَبُ يَومـــــاً في شِعارِ الواعِظينا فالبروز/ والوعظ والشعار، كلها مفردات تعكس الهيبة والحكمة والصدق، ولكنها سقطت أمام فطنة الديك وخبرته في قوله:

فَأَجابَ الديكُ عُذراً       ** يا أَضَلَّ المُهتَدينا

ونلحظ أن الشاعر قدَّم القصيدة في شكل مشهد سينمائي كما جاء الحوار المتبادل بين الثعلب والديك ذا أثر فني فعال، أضاف للسمات الفنية في القصيدة خاصية التشويق وتبديد الملل وتطلع المتلقي. وهو الطفل إلى معرفة ختام الحكاية، وقد جاء ذلك كله في مفردات بسيطة/ جلية/ مباشرة، وهو ما يتناسب مع إدراك الطفل، وقد نجح الشاعر في صياغة الأحداث في سهولة ويسر كما في قوله:

فَأَتى الديكَ رَسـولٌ       **       مِن إِمامِ الناسِكينـــا

عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ       **       وَهوَ يَرجو أَن يَلينـا

فَأَجابَ الديكُ عُذراً       **       يا أَضَلَّ المُهتَدينـــا

فالألفاظ سهلة والتعبير بها بسيط والهدف منها متحقق مؤثر، وقد حملها مجزوء بحر الرمل الهادئ الإيقاع الموسيقي الذي يتسرب إلى نفوس الأطفال في دفء وألفة.

الخاتمة

مما تقدم وقفنا على أهمية الطفل ودور المجتمع تجاهه في الحفاظ عليه وتنمية قدراته بما يضمن سلامته وتقديمه إلى الغد جلا سديد الرأي وقوي الحجة نافعا لنفسه ولجماعته. وحرص البلدان على رعايته وضمان حقوقه وحرص الأدب بعد الأديان على التوجه إليه بتجارب تعمل على تنمية قدراته الذهنية والابتكارية، ثم تحدثنا عن سيكولوجية المفردات في شعر شوقي للطفل.