عراقية القائد... حلم!

من يتولى شؤون العراق، عليه ان يدرك ان حب الوطن لا يحتاج لمساومة، ولا يحتاج لمزايدة ولا يحتاج لمجادلة ولا يحتاج لشعارات رنانة ولا يحتاج لآلاف الكلمات.

صديق، عزيز، اعز.. اثق برؤاه، استمتع بروحه العراقية الأصيلة، محب للخير، وعاشق للعراق، شاركني امس بسطور، ملأت معانيها وجداني، وشغفتُ بمضمونها. تمحورت سطور الصديق، حول "الشخصية التي يمكن ان تنجح وتنال رضا الجميع، لبلد مثل العراق يحيطه ما يحيطه من مشاكل إقليمية ودولية ويمكن لها ان تصمد وتحقق مصالح العراق وترضي الجميع".. الخ من رؤى وتركيبة ديموغرافية تعنى بدراسة خصائص معينة للسكان مثل حجمها، وتوزيعها، وجغرافيتها، وتنوعها السياسي وديانتها ومذاهبها، فضلاً عن اتجاهات هذه الخصائص.

واكدت تلك السطور "عراقية" الشخصية، امام فيضان الطروحات الاثنية، والعنصرية، والمناطقية التي تسود خارطة عراق اليوم، وقد اجبته بهذه الكلمات: "قرأت سطورك بإمعان وتبصر، وتأملتُ السوبرمان الذي نطمح اليه، فوجدتُه، يقرب الى المحال، ليس لأنه نموذج فريد، لكن البلد فيه ’تيزاب‘ ينهي اية كفاءة.. ’تيزاب‘ يفوق ما تنتجه المصانع! واعني بذلك اطراف، ابتلي العراق بها، ترى في نفسها ’إلها‘ فيما هي مجرد اصنام مؤذية… وسيبقى الحال، الى ما شاء الله." واختتمتها بقولي: "إن امتلكنا الوعي صنعنا وقدمنا قادة وزعماء حقيقيين لتحمُّل المسؤولية، وإن افتقدنا الوعي، تقدم منا الخبثاء والمتاجرون ليتلاعبوا بحاضرنا ومستقبلنا.. وهذا ما يحصل!"

المطلوب، يا صديقي الصدوق، ان تكون الشخصية التي تمثلنا، مشهود لها بالاستقامة والنزاهة، والقدرة على التفكير المنهجي المنظم والتفكير الإستراتيجي وإنتاج الأفكار والحلول والمبادرات،والاهتمام والإنجاز المعروف له في الشأن العام، وتقديمه له على شأنه ومصالحه الخاصة، وامتلاك الكاريزما والحضور الدائم في المشهد العام، وله رؤية مستقبلية واضحة وجادة في مجالات قيادة الدولة.

والاهم من كل ذلك، الانفتاح والتواصل مع أبناء مجتمعه من كافة الطوائف، وامتلاك قاعدة علاقات عامة متنوعة غير مؤدلجة، حيث هو موظف عام، خادم للمجتمع كله وليس لحزب أو طائفة معينة، فهو ابن وأجير الشعب، والمحاسب عن الشعب، وامتلاك خيال سياسي قادر على رؤية المشهد والمشاركة فيه، والمهارات الإدارية والقيادية القادرة على حسن استثمار الموارد المتاحة من البشر والأموال والمعرفة لتحقيق أهداف المجتمع.

من يتولى شؤون العراق، عليه ان يدرك ان حب الوطن لا يحتاج لمساومة، ولا يحتاج لمزايدة ولا يحتاج لمجادلة ولا يحتاج لشعارات رنانة ولا يحتاج لآلاف الكلمات.

فهل، سنرى من ما نطمح اليه؟ عذرا، صديقي، افكارك الخاصة، اعلنتها للناس، فهم من تحب!