عن مزار قائد مستضعفي العالم!

قبر الخميني يجسد ترفا ما كان يحلم به نظام الشاه في عز ثرائه.

الكذب والخداع والتمويه وقلب الحقائق وتشويهها أو تحريفها، أهم وأخطر الوسائل التي يتم إستخدامها في السياسة من أجل تحقيق الاهداف والغايات المرجوة، ومن المفيد جدا أن نلفت الانظار هنا الى حقيقة مهمة جدا، وهي إن العديد من الاطراف والشخصيات والانظمة السياسية مع إنها تسلك اسلوب ونهج ميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة" لتحقيق أهدافها لكنها مع ذلك تلعنه ليل نهار وتتهم مناوئيها بإستخدام ذلك النهج، ولكن ومهما عملت هذه الاطراف والشخصيات والانظمة السياسية لإخفاء حقيقتها "البشعة"، فإنها ستنكشف في نهاية المطاف والتأريخ أكبر شاهد على ذلك.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ أن تمكن من ركوب موجة الثورة الايرانية وإفراغها من محتواها الانساني، وإسباغ طابع ديني متطرف عليها، أكد على الدوام إنه نصير للمستضعفين والمحرومين والمظلومين في العالم كله، لكن، وعندما يتم إلقاء نظرة فاحصة على هذا الادعاء ومطابقته على أرض الواقع وخصوصا في إيران "قاعدة النظام ونموذجه العملي"، فإننا لا نجد إطلاقا تطابقا وبين هذا الادعاء وبين ماهو موجود في الواقع الايراني ولاسيما منذ تأسيس هذا النظام ولحد يومنا هذا.

مٶسس النظام، الخميني، الذي هو صاحب ومطلق هذا الادعاء، يرقد الان في قبر يحف به مزار أكبر من المزار النبوي الشريف في المدينة المنورة بـ 500 مرة، تصوروا بخمسمائة مرة، وطبقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإنه قد تم تخصيص ملياري دولار من أجل بناء وتأسيس المراكز الثقافية والسياحية على أطراف المزار. أما ما قد صرف على داخل المزار، فذلك سر لو كشف النقاب عنه فإنه سيكون مفاجأة العصر. ونتساءل: ما الفائدة من صرف هذه الاموال الطائلة وإسباغ هذه الابهة الغريبة من نوعها على قبر الخميني؟ هل هو أفضل من النبي "ص" وحاشا الرسول من ذلك؟ ثم ما الذي قدمه للشعب الايراني والمسلمين والانسانية لكي يخلد بهذه الصورة المترفة؟ أو لم يكن بنفسه والحاشية المحيطة به يعيبون على النظام الملكي عندما يقيم إحتفالات تأسيس النظام الملكي ويصرف المبالغ الطائلة عليها؟ فما هو وجه الفرق بين هذا وذاك؟ أليس كلاهما إرهاق لكاهل الشعب وتبديد ماله في أمر لايخدم مستقبل أجياله؟

أحد الاسباب الرئيسية التي ساقتها منظمة مجاهدي خلق لتبرير رفضها لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه، هو ما قد أعلنوا عنه بإختصار شديد ولكن مفهوم وواضح الى أبعد حد وهو "لا نستبدل التاج بالعمامة"، وإن كل الذي جرى ويجري أثبت ذلك مثلما أثبت كذب وزيف زعم نصرة المستضعفين والمحرومين، خصوصا بعد أن صار أغلبية الشعب الايراني يعيش تحت خط الفقر بل وإن هناك ملايين تعاني من المجاعة بإعتراف قادة ومسٶولين إيرانيين ناهيك عن أمور وأوضاع سلبية أخرى لا نجد فائدة من إعادتها لكثرة ما يتم ذكرها في المقالات والتحليلات والدراسات والخطب والبحوث المتعلقة بإيران، والحقيقة إنه وبعد 4 عقود من عمر هذا النظام لا يجد الشعب الايراني من سبيل أو طريق أمامه غير إسقاطه وتغييره، فقد ذهب الشاه المتوج وجاء الشاه المعمم!