فظائع الانكليز واليهود الى حدود اربعينات القرن الماضي في 'فلسطين الشهيد'

الكتاب لا نعرف وقت صدوره ويرجح أن يكون نهاية العام 1938 وأوائل العام 1939 أيضا لا يعرف واضعه، يوثق بالصور بعض ما قدمت فلسطين الشهيدة في مقاومتها من تضحية وفداء وما لقيت من عذاب وبلاء جراء ما ارتكب من جرائم في حق الشعب الفلسطيني أقلها التقتيا والتمثيل بالجثث وأهونها نسف وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها.

تتابعت في فلسطين الثورات منذ احتلها البريطانيون عقب الحرب العالمية الأولى وحتى الأن تحت الإحتلال الإسرائيلي، حتى لتكاد تكون حياتها في تاريخها الحديث، عبارة عن ثورة دائمة تتخللها فترات من الهدوء المؤقت، وهذا الكتاب "فلسطين الشهيدة.. سجل مصورة لبعض فظائع الانكليز واليهود 1921 ـ 1938" الذي لا نعرف وقت صدوره ويرجح أن يكون نهاية العام 1938 وأوائل العام 1939 أيضا لا يعرف واضعه، يوثق بالصور بعض ما قدمت فلسطين الشهيدة في مقاومتها من تضحية وفداء، وما لقيت من عذاب وبلاء جراء ما ارتكبه الانكليز واليهود من جرائم في حق الشعب الفلسطيني أقلها التقتيا والتمثيل بالجثث وأهونها نسف وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها.

يشير واضع الكتاب الذي اكتفى بفقرات توضح مسارات الثورة حيث كانت الصور وتعليقاتها تشكل المحور الاهتمام الأبرز، أن "الثورة الأولى التي وقعت في القدس في 4 ابريل/نيسان عام 1920 صعب الوصول إلى صورها، أما الثورة فقد وقعت في مدينة يافا ووجوارها وامتدت حتى قضاء بني صعب "طولكرم" وكانت موجهة إلى اليهود، وقد ارتكب اليهود خلالها كثيرا من الفظائع، فاعتدوا على النساء والأطفال، واستعملوا ماء الفضة يحرقون به الوجوه ويشوهونها. وكان من وقائها أن الانكليز أسروا أربعين فلسطينيا بعد موقعة بينهم وبين الفلسطينيين بجوار مستعمرة "ملبس" اليهودية، فجاءوا بهم إلى هذه المستعمرة، وعهدوا بهم إلى اليهود، وهناك أجهز اليهود عليهم وقتلوهم.

ثورة البراق ـ 1929

وقعت بين عامي 1921 ـ 1929 ثورات أخرى متعددة، في القدس وحيفا وغزة ونابلس، ثم وقعت ثورة عامة كبرى في 23 آب 1929 شملت فلسطين كلها، ووقعت أهم وقائعها في القدس والخليل وصفد وحيفا وغزة. ونشأت عن اعتداء اليهود على البراق الشريف والمسجد الأقصى، وكان ضحاياها بالمئات، وعلى أثرها علق الانكليز على أعواد المشانق القافلة الأولى من الشهداء ومن بينهم: فؤاد حجازي، وعطا الزبير ومحمد جمجوم.

ثورات المظاهرات

القدس ويافا 1923

في عام 1933 استفحل الخطر اليهودي، وكان من أقوى نذر الخطر تضخم الهجرة اليهودية والاستيلاء على مساحات واسعة من الأرض، فقرر الشعب العربي الفلسطيني إقامة مظاهرات عامة دورية، كل أسبوع في مدينة احتجاجا على ذلك. وكانت المظاهرة الأولى في القدس يوم الجمعة 13 تشرين الأول 1933. وقد اصطدم المتظاهرون بالبوليس الانكليزي وكانوا عزلا من السلاح فلم يجدوا غير النعال يرشقون بها البوليس. وفي يوم الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 1933 أقيمت مظاهرة في يافا، فأقبل البوليس الانكليزي من المشاة والفرسان، يدوسهم بسنابك الخيل ويضربهم من ورائهم بشراسة، ولكن المتظاهرين ارتدوا عله بالعصى والحجارة حتى هزموه، وقد قتل في هذه المعركة 27 رجلا وجرح نحو مائة.

الثورة الكبرى

19 نيسان 1936

بدأت الثورة الحاضرة في فلسطين الأحد 19 نيسان/ابريل 1936 بالاضراب العام الذي استحال إلى ثورة طاحنة امتدت حتى يومنا هذا ـ تشرين الأول 1938 ولا تزال في منتهى شدتها. وقد ارتكب الانكليز للقضاء على هذه الثورة أقسى الفظائع وأشدها هولا وإغراقا في الهمجية: أولا النسف بالديناميت: وكان من أشهر فظائعهم فيها تهديم في هذه الخطة التخريبية الهمجية حتى أربى ما نسفوا في فلسطين كلها على ألف بيت. وبلغوا من ذلك أنهم ينسفون مدينة بأسرها وحيا برمته، وقرية بكاملها أو معظمها، كما فعلوا في مدينتي يافا القديمة وجنين، وفي قرى باقة الغربية، وشعب وكوكب أبو الهيجا وغيرها. فاليوم أينما سرت في فلسطين يقع نظرك على خرائب وأطلال من آثار هذا النف، في المدن وفي القرى.

ثانيا التفتيش: ومن فظائع الانكليز التي يرتكبونها تقريبا، والتفتيش، وما هو في حقيقته بتفتيش، إنما هو عملية تخريب وتقطيع وتعذيب وتقتيل وسلب ونهب. يدخلون المدينة أو القرية، فيروعون أهلها ويعذبونهم بالضرب وأنواع الأذى وأحيانا يتصيدون أفرادا منهم بالرصاص فيقتلونهم. ويدخلون البيوت والحوانيت باسم تفتيشها، فيخربونها تخريبا. يكسرون الابواب والنوافذ ويحطمون الأثاث والأواني، ويتلفون الثياب والمؤونة، ويخلطونها تعمدا حتى لا ينتفع بها. ويصبون فوقها ما يجدونه من السمن والزيت والبترول، وينهبون ما تصل إليه أيديهم من النقود والحلي والأشياء الثمينة.

فظائع يهودية انكليزية

واليهود يشاركون الانكليزية في ارتكاب الفظائع، فقد وضعوا ألغاما وألقوا قنابل في حيفا والقدس ويافا قتيل فيها 150 فلسطينيا عربيا وجرح أضعاف ذلك أضعاف ذلك عدد من النساء والأطفال. وقد تناثرت الأعضاء والأشلاء في أمكنة الانفجار بشكل تقشعر له النفوس.