كتاب فني في حب تونس وجمال أمكنتها

ستانيسلاف مالاكوف يقدم أعمالا متعددة مختلفة الأحجام عبرت عن تخير جمالي تجاه تونس البيئة الملونة والمفعمة بالجمال.
الفنان الروسي انطلقت زيارته لتونس سنة 1990 حيث أعجب بألوانها وظلالها وفسحة النور والضوء فيها
للفنان الروسي معارض مشتركة مع ابنته الفنانة أولجا ومعارض مختلفة ببلدان نذكر منها يوغسلافيا وإيطاليا والنمسا، وطبعا تونس

ستانيسلاف مالاكوف! ماذا فعلتْ بهذا الفتى الشاعر بالألوان تلك الأمكنة التونسية لتدعه هائما في حبها ألقا وجمالا وعشقا ملونا. قبل أكثر من قرن كانت جمالية المكان التونسي من القيروان إلى سيدي بوسعيد مجالا للدهشة والانبهار والافتتان ضمن وجدانيات ودواخل الفنان العالمي بول كلي الذي أخذه النور التونسي والظلال والتفاصيل ليرى أثر ذلك في لوحاته وأعماله ذائعة الصيت الجمالي.
الحكاية نفسها مع الفنان الكبير ستانيسلاف مالاكوف الذي ضمت تجربته مع تونس صفحات كتاب فني أصدرته مؤخرا ابنته الفنانة أولجا، وفيه تجوال فني باذخ من تلوينات فيها الكثير من المحبة والوجدان من فنان جاء من قارة أخرى وبقي فترة بالخضراء في أمكنة متعددة بها.
ماذا تقول الألوان وتعبيراتها الشتى حين يسألها طفل هام بالأمكنة يقتفي أثر السحر، وفي الأمكنة التونسية كان يرسم ليبوح لها بما يطربه من أسرارها وجمالها. هو فنان ومدرس فنون تشكيلية عاش فترة بيننا وتنقل بين أمكنة ومدن تونسية ليرسم ما علق لديه من تفاصيلها وأنوارها ووجدانها ومشاهدها في ضروب من العشق والنوستالجيا وألق التعلق بالمكان.
انطلقت زيارته لتونس سنة 1990 حيث أعجب بألوانها وظلالها وفسحة النور والضوء فيها. إنه الفنان التشكيلي الروسي ستانيسلاف مالاكوف الذي رحل سنة 2019 تاركا كما فنيا وتشكيليا عن انطباعاته الجمالية تجاه تونس بحالاتها ومشاهدها الطبيعية وفق نظرته الفنية التي دأب عليها في لوحاته. 
وفي حيز استعادي واستذكاري تجاه تجربته التونسية هذه عملت ابنته الفنانة أولجا مالاكوفا على إقامة هذا المعرض الحدث الفني المهم بتونس وفي قصر خيرالدين باشراف سعاد المهبولي الفنانة التشكيلية وبرعاية مصلحة الثقافة ببلدية تونس وذلك ضمن جانب احتفائي بالفنان ستانيسلاف صاحب المسيرة الفنية التي كانت منها هذه الحقبة الجمالية التونسية.
أعمال متعددة ولوحات مختلفة الأحجام لستانيسلاف عبرت عن تخير جمالي تجاه تونس البيئة الملونة والمفعمة بالجمال في عدد من الأمكنة ومنها التي أقام بها معارضه لنذكر سيدي بوسعيد ومعرضه فيها سنة 1992. فضلا عن مدينة قفصة ومناطق أخرى بجنوب البلاد التونسية. 
من استونيا هناك إلى تونس كان ستانيسلاف فنانا حالما وباحثا عن ألوانه تجاه الأمكنة التي تجذبه إليها وهو الفنان والباحث والمدرس للفنون، وكانت له معارض مشتركة مع ابنته الفنانة أولجا ومعارض مختلفة ببلدان نذكر منها يوغسلافيا وإيطاليا والنمسا، وطبعا تونس.
كتاب فني واستذكار للوالد الفنان ستانيسلاف وذلك من خلال لوحاته التي كانت عصارة هذه العلاقة الإبداعية والفنية الجمالية تجاه تونس وقصائد بالنهاية موجهة لتونس وأهلها تنبع منها ومن ظلالها وشموسها وألوانها المتعددة.