كواليس 'ملتقى القلوب' مع الدكتور أمجد الجنابي

البرنامج الرمضاني في موسمه العاشر لا يزال يتربع على قلوب المشاهدين ممن ينتظرونه بشغف ولهفة عاما بعد آخر ليحلق بهم عاليا في رحاب الإيمان ويتجول بمعيتهم بين حدائق المعرفة وبساتين الكلم الطيب حيث الحكمة والموعظة الحسنة.
البرنامج يعرض كمعدل سنوي في عشر قنوات فضائية تتوزع على خريطة العالم العربي .
يهدف البرنامح للتعريف بالمنهج الدعوي الوسطي دون الخوض في الخلافات
جولات بين المتاحف والآثار وجلسات مفتوحة في مراكب تجوب مضيق البسفور

عشر سنين مضت وما يزال برنامج "ملتقى القلوب" الرمضاني يتربع على قلوب المشاهدين ممن ينتظرون مواسمه بشغف ولهفة عاما بعد آخر ليحلق بهم عاليا في رحاب الإيمان ويتجول بمعيتهم بين حدائق المعرفة وبساتين الكلام الطيب حيث الحكمة والموعظة الحسنة البصيرة والتي تنساب رقراقة عذبة كالماء الزلال على ألسنة الضيوف ممن تخرج كلماتهم الشجية الصادقة من قلوبهم الى قلوب المشاهدين مباشرة من دون استئذان ليكون البرنامج بذلك اسما على مسمى (ملتقى القلوب) وبما يصدق فيه ما قد قيل قديما للثناء على لسان الصدق "إذا تعود اللسانُ الصدق ،نطق بأسرار المعرفة ،فالصدق نور يقع في القلب، وغيب يودع في اللسان"، كيف لا" وجميع محاسن الدين ومكارم الأخلاق ثمرة الحب والكلام اللين الذي يلين القلوب التي هي أقسى من الصخور، بخلاف الكلام الخشن الذي يخشن القلوب التي هي أنعم من الحرير" كما  قال الامام الغزالي.

ولعل واحدا من أسباب نجاح برنامج "ملتقى القلوب" علاوة على براعة تقديمه وإعداده، وروعة تصويره، وحرفية مونتاجه، وحنكة إخراجه، هي تلكم التلقائية والعفوية والوسطية المحببة التي يتحدث بها ضيوف الحلقات وبما يخلب الألباب، ويأخذ بأيدي الناس ومجامع القلوب، في عصر الإفراط والتفريط ،فضلا على التصحر المعرفي، والجدب الثقافي، و"التغير المزاجي" و"الاحتباس الحضاري"، وطوفان العولمة والتغريب العابرة للحدود بغثها وسمينها، خسيسها ونفيسها، جيدها ورديئها، ومعلوم للقاصي والداني بأن الوسطية التي يتبناها البرنامج تندرج في سياق الوسط الذي قيل فيه "الوسط فضيلة محمودة بين رذيلتين مذمومين"، وللاطلاع على كواليس البرنامج والجهود الحثيثة المبذولة لاعداده بأجمل صورة، وتقديمه بأبهى حلة، وإخراجه بحرفية عالية، وإنجازه بموعده المحدد قبل شهر رمضان من كل عام ،حاورنا معد ومقدم البرنامج الدكتور أمجد الجنابي، فأجاب على أسئلتنا مشكورا.

س 1: وسط زخم تلفزيوني عربي ومحلي تتسابق في خضمه الفضائيات، وتتزاحم خلاله البرامج المتنوعة والمسلسلات والدعايات والاعلانات في شهر رمضان من كل عام يحتل برنامجكم الدعوي الهادف "ملتقى القلوب" مكانة خاصة في قلوب المشاهدين ليكون بذلك اسما على مسمى، ترى كيف بدأت فكرة البرنامج، وفي أي رمضان تم عرض موسمه الأول؟

ج : شكرا لهذه الفرصة الطيبة لعرض كواليس هذا البرنامج الدعوي الهادف لجمهور المشاهدين في العالم العربي، البرنامج بدأ عرض موسمه الأول عام 2015 في شهر رمضان المبارك وفكرة البرنامج تم تطويرها في الموسم الثاني وصولا للموسم العاشر، البداية كانت بثلاثة ضيوف أو أربعة بحوار فيما بينهم ثم تطورت  إلى أن يكون هناك ما يقرب من عشرين ضيفا يشاركون بفقرات تصل أحيانا إلى سبع فقرات في الحلقة الواحدة.

س 2: من ميزات برنامج "ملتقى القلوب" فضلا على المحتوى الدعوي والتربوي والأخلاقي والتوعوي الذي يقدمه للمشاهدين، هي تلك المناظر الخلابة، والمعالم التراثية، والمواقع الأثرية التي يتم تصوير الحلقات بين ثناياها وفي أروقتها، ويسأل كثيرون في أية دولة يتم تصوير الحلقات، وكيف يتم اختيار مواقع التصوير؟ 

ج: تم تصوير ثلاثة مواسم في أربيل وسبعة مواسم في تركيا في مدن مختلفة منها اسطنبول ،وبارلا ،وغازي عنتاب ،ومرعش وتنوعت أماكن التصوير ما بين السهل والجبل والبحر وبعض الفقرات تم تصويرها في بغداد داخل بعض المساجد المشهورة هناك.

فكرة التصوير بأماكن طبيعية وخلابة هي لجذب المشاهدين والتمتع بأجواء وألوان الطبيعة ليتناسب ذلك مع المواضيع التربوية الدعوية الوعظية التي تطرح في حلقات البرنامج.

نقلنا بفضل الله تعالى الصورة النمطية للمحاضرات الدعوية من أجواء المساجد إلى الأجواء الخارجية لتمثل شمولية الإسلام أكثر.

وأحيانا نقوم بجولات تعريفية في بعض المتاحف الإسلامية وأماكن الآثار مع شرح مجمل لما تضمه وتعرف به هذه الأماكن.

وهناك أيضا الجلسات المفتوحة للسمر في مراكب تجوب مضيق البسفور يشارك فيها أحيانا ضيوف شرف إضافة إلى ضيوف الموسم.

س 3: ماهي أهم زوايا ومحاور البرنامج عامة، وكيف يتم إعداد حلقاته والتحضير لمواسمه المختلفة قبل البدء بالتصوير؟

ج: المحور الرئيس لكل موسم هو الحوار الجماعي أو الجلسة الجماعية وتتكون من عدة ضيوف برفقة المقدم أحيانا خمسة أو ستة وتمتد لقرابة ٢٠ دقيقة تستفتح بها الحلقة ثم تلحق ذلك فقرات ثنائية أو فردية يتم فيها طرح مواضيع تخص تفسير آيات محددة او أحاديث معينة أو مقولات لعلماء ووعاظ.

عموما يبدأ التحضير للأعداد قبل ثلاثة أشهر من موعد التصوير والذي في الغالب يكون في شهر آب من كل سنة.

شخصيا أضع خريطة الإعداد ثم أعرضها وأستشير فيها المخرج وبعض الإخوة ممن هم أعمدة البرنامج وداعميه وأخص منهم الشيخ منير العبيدي، والشيخ حسين البرزنجي. 

س 4: من هم ضيوف "الموسم العاشر" من ملتقى القلوب لرمضان 1445هـ ؟

ج: وصل عدد الضيوف إلى عشرين ضيفا تقريبا منهم من هو داخل العراق وهم الغالبية وبعضهم ممن يقيم في تركيا وعلى سبيل المثال وليس الحصر شارك معنا هذا الموسم الشيخ محمود العاني رئيس مجلس علماء العراق ، والشيخ محمد طه حمدون رئيس دار الفقه والأثر ، والشيخ وليد الحسني الداعية العراقي المعروف وكثير من أساتذة الجامعات العراقية الشرعية .

س 5: نود من جنابك الكريم اطلاعنا على أهداف البرنامج ورسالته، ومن هو مخرجه، فضلا على فريق التصوير والمونتاج الذي يقفون خلف الكاميرات والكواليس، وما هي أبرز القنوات الفضائية التي ستعرض موسمه العاشر؟

ج: يهدف البرنامج إلى التعريف بالمنهج الدعوي التربوي الوسطي والذي يحرص على التركيز على ما ينفع الناس من أصول دينهم دون الخوض في الخلافات ولا الواجهات الشرعية ونحاول أن نبرز ونشجع الطاقات الإبداعية من دعاة وأساتذة ليتعرف عليها عموم الناس ويسمعوا لهم.

مخرج البرنامج هو الأخ فيصل زيد السامرائي، مدير قناة سامراء الفضائية، وهو يقود طاقم التصوير المبدع وهم شباب يبذلون جهودا استثنائية طيلة أيام التصوير العشرة في كل موسم.

أما عن أبرز القنوات التي ستعرض البرنامج هذا الموسم فهي كل من "سامراء ،وديوان ،والفلوجة، ودعوة، ووطن، ومكملين، والشعوب العربية، والأنيس، والفلوجة، والحقيقة الدولية" وغيرها.

البرنامج يعرض تقريبا كمعدل على عشر قنوات على الأقل سنويا تتوزع على خريطة العالم العربي من مصر والأردن واليمن والمغرب والجزائر إضافة للعراق بالتأكيد.

س 6: تتميز مقدمة الحلقات وخاتمتها بأنشودة جميلة، تؤدى بطريقة ساحرة تخلب الألباب، وبلحن جميل يضيف لكلماتها العذبة المعبرة ألق آخر يحلق بها وبنا عاليا الى أفق أرحب، فمن هو شاعر الانشودة، وما اسم ملحنها وما اسم الفرقة الانشادية التي تؤديها ؟

ج : كاتب كلمات المقدمة هو الشاعر العراقي الانباري أحمد هندي، وهو من اختار الفرقة التي لحنت وأدت النشيد وبالفعل كانت المقدمة بصمة خاصة بالبرنامج تفاعل معها الجمهور بشكل كبير وأحبها وهي مشتقة من اسم البرنامج ملتقى القلوب...

س 7: من بركات "برنامج ملتقى القلوب" تناوله لآيات من الذكر الحكيم، تفسيرا، وبيانا، وإعجازا، وأحكاما، كذلك الحال مع الأحاديث النبوية الشريفة، وسنة المصطفى ﷺالقولية والفعلية والتقريرية، حدثنا قليلا عن المحطات القرآنية والنبوية في مواسم البرنامج المختلفة .

ج : نسبة المواضيع المستقاة من القرآن الكريم قد تصل إلى ٥٠% من مواضيع البرنامج ونحرص على ذلك لأسباب أهمها ربط المشاهد بالقرآن تفسيرا وتدبرا وتعاملا .

فأذكر على سبيل المثال أننا أفردنا موسما كاملا حول قصص القرآن الكريم ولا سيما قصص الأنبياء والرسل وكثير من الفقرات الفردية تحدثت عن نداءات الإيمان أو آيات تأثرت بها وغيرها .

أما بالنسبة للسنة الشريفة، والسيرة النبوية العطرة فقد غطينا سيرة النبيﷺ في أكثر من موسم.

س 8: عادة ما تسلط حلقات المواسم المختلفة الضوء على السيرة العطرة لثلة مباركة من الصحابة والتابعين والعلماء الأعلام والصالحين والمصلحين ، فتارة مع سيرة الخلفاء الراشدين، وأخرى مع مسيرة التابعي عطاء بن أبي رباح والحسن البصري والعز بن عبدالسلام وزينب بنت أبي طالب، وعمر بن عبدالعزيز وهكذا دواليك، فماهي المساحة التي تشغلها سيرة الصحابة والصالحين والتابعين في حلقات البرنامج ؟

ج : نحن نحرص على تبيان المواقف المشرفة لقادة وعلماء الأمة من الصدر الأول وذلك لتقريب الصورة من المشاهدين الكرام في العالم العربي وهي فرصة للمساهمة في نشر الوعي والثقافة بين أبناء الجيل.

س 9 : هل واجهتكم مواقف طريفة، غريبة، جميلة حدثت أثناء تصوير الحلقات في مواسمها المختلفة، حدثنا عن بعض منها إن وجدت فضلا وليس أمرا؟

ج : المواقف كثيرة جدا وأذكر منها أننا أحيانا نعيد تصوير الفقرة بسبب نسيان الضيف لاسم العالم الذي يتحدث عنه أو يخلط بينه وبين عالم آخر أو يذكر معلومة خاطئة فنضطر لإيقاف التصوير أحيانا.

ومرة حين يأخذ الضيف راحته ويتكلم حول قضايا شخصية جدا دون الحاجة إليها ولا سيما في جلسات السمر أو يتلفظ بألفاظ  لا يفهمها إلا من يفهم اللهجة العراقية المحلية .

وللأمانة أحيانا يحدث خطأ في المونتاج فيترك مشهدا كان يفترض أن يرفع من العرض لكن لطول الحلقات وتعدد الفقرات تحدث بعض الأخطاء.

عموما البرنامج وطيلة العشر سنوات يحمل الكثير من الذكريات في مجالات عدة فنحن نتكلم عن اكثر من 100 ضيف شاركوا في البرنامج .

س 10: كلمة أخيرة لجمهور البرنامج خاصة، والمشاهدين عامة قبل البدء بعرض حلقات الموسم العاشر في شهر رمضان المبارك 1445هـ .

ج : شكرا لجمهورنا العراقي والعربي واسأل الله لهم القبول ورفع الدرجات وأن لا يحرمونا من دعاء كلما رأوا مقطعا أو حلقة من برنامج ملتقى القلوب وأن يشاركوا معنا في الأجر بنشر البرنامج أو حلقاته ومواسمه.

والحمد لله أولا واخرا.

شكرا لك استاذ احمد وجزاك الله خير الجزاء.