كيف وضع التونجي 'معجم أعلام القرآن'؟

المؤلف ذكر في مقدمته أنه لم يكن يتصور أنه سيظفر بـ 277 علمًا الا ان المعجم لم يحتو إلا على 266 علمًا فهل يا تُرى حدث خطأ مطبعي في مقدمة المؤلف؟

اشتمل "معجم أعلام القرآن" لمؤلفه الباحث السوري د. محمد التونجي (1933 – 2021) على أسماء الرجال والقبائل والأمم والأماكن والأيام التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.

يقول الناشر "شركة المجتمع العربي للصحافة والنشر بأثينا – اليونان" في مقدمته ص 5: "كثيرة هي المؤلفات التي نُشرت وكُتبت حول القرآن الكريم، إلا أننا لم نجد أحدًا من علمائنا الأقدمين أو المعاصرين جمع بدقة وعناية الأعلام الواردة ذكرها في القرآن وحققها وعني بتأليفها حتى اليوم. وقد عقدنا العزم مع المؤلف د. التونجي الذي قام بهذه المهمة فجمع أسماء الرجال والأمم والقبائل والأيام ورتَّبها ترتيبًا معجميًّا دقيقًا، واستند في ذلك إلى مصادر إسلامية موثوق بها، وفي مقدمتها كتب التفاسير والتاريخ، وعرَّف بكل مادة وذكر مواضع ورودها في القرآن الكريم (آيات وسور) وأتى على ذكر رأي أهل الكتاب مما ورد ذكره في التوراة والإنجيل، بشكل مختصر، ولا سيما ما خالف بعض المصادر، وأشار إليه بأحرف صغيرة".

احتوى هذا المعجم على 266 مادة بالإضافة إلى فهرس الموضوعات وثبت بأهم المصادر، ووقع في 266 صفحة أيضًا، واحتوت كل صفحة على نهرين من المعلومات. وقد شرح المؤلف في مقدمته كيف كانت الحاجة ماسَّة إلى معجم من هذا النوع ومدى الجهد الذي كان يلقاه – وغيره – للوصول إلى معرفة مفصَّلة عن علم من الأعلام الواردة ذكرهم في القرآن الكريم، على الرغم من أن الأوائل لم يتركوا شاردة أو واردة إلا وأولوها اهتمامهم.

ومن هنا انطلقت المشكلة والحل لفكرة تأليف المعجم، حيث أخذ المؤلف يُعيد قراءة القرآن كلمةً كلمةً، وآيةً آيةً، وكلما صادفه اسم رجل أو امرأة أو قبيلة أو أمة أو موضوع أو يوم أو أي عَلَم، قام بتسجيله على بطاقة تخصُّه، ثم اتجه إلى كتب التفاسير الثقة كالطبري وابن كثير، وكتب التاريخ الأمهات المعتمدة كتاريخ الطبري وابن الأثير يقرؤها صفحةً صفحةً، وينسل من سطورها ما يلزم هذه الأعلام. إنه لم يتجه إلى أي كتاب متطرف أو مشبوه، كما لم يتناول من الكتب الحديثة إلا القليل النادر المعتبر، حتى إذا تم جمع المادة راح يرتبها ترتيبًا أبتثيًّا دقيقًا، طبقًا لورود الاسم في القرآن الكريم.

وهو مع نهاية كل مادة يضع مصادرها سواء الآيات التي ورد ذكرها فيها أو المصادر التفسيرية والتاريخية التي رجع إليها مشيرًا إلى رقم الصفحة والجزء أو المجلد.

ومع أن المؤلف ذكر في مقدمته أنه لم يكن يتصور أنه سيظفر بـ 277 علمًا فإن المعجم لم يحتو إلا على 266 علمًا (أو مادة) فهل يا تُرى حدث خطأ مطبعي في مقدمة المؤلف، وبدلا من كتابة 266 كتب 277 أم أن المؤلف قام باستبعاد أحد عشر علمًا أو مادة من المادة التي اجتمعت له، ونسي أن يذكر ذلك في المقدمة بعد عملية الاستبعاد، وأن يعدل أو يصحح الرقم في المقدمة؟

ليس هذا المعجم هو الأول في مجال خدمة المؤلف للدين والتاريخ الإسلامي وأعلامه، فقد سبق له أن أصدر أكثر من خمسين كتابًا – كما يقول الغلاف الخلفي للمعجم – في المخطوطات وفي الأدب وفي اللغة والنحو، وفي اللغة الفارسية وترجماتها، وفي اللغة العبرية، وفي التاريخ والثقافة وفي أدب الأطفال أيضًا. وله مؤلفات وتحقيقات عديدة. وقد عمل التونجي في عدد من الجامعات العربية في سوريا وليبيا والكويت وبريطانيا. ونال جائزة الباسل للإبداع الفكري سنة 2000, ومن كتبه المحققة في الأعلام: "الجوهرة في نسب النبي والصحابة العشرة" (مجلدان الرياض – 1984) و"أعيان المدينة المنورة في القرن 12 هج" (جدة 1984).

ومن كتبه المؤلفة في الأعلام: "المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس" (دمشق 1975) و"الأعشى شاعر المجون والخمرة" (حلب 1979) و"بهاء الدين العاملي شاعرًا وأديبًا" (بيروت 1986) وغيرها.