ماذا سيجد الكاظمي في واشنطن؟

رئيس الوزراء العراقي لن يسمع حديثا عن سيادة عراقية حقيقية في لقاءاته في واشنطن.
على الكاظمي تقليل الاعتماد على الحليف الأميركي في مواجهة التحديات الامنية
دعوات لمصطفى الكاظمي بمنح الأولوية للسيادة الوطنية

زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى واشنطن المزمعة في العشرين من الشهر الحالي تأتي استكمالا لمباحثات العاشر من حزيران الماضي والتي جرت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين الجانبين بما عرف بالحوار الاستراتيجي.

فلماذا يذهب الكاظمي الى واشنطن في هذا الوقت بالذات الذي تمر به البلاد بازمة صحية واقتصادية خانقة؟ هل في الزيارة حلا سحريا لهذه المشاكل الآنية ام انه سيبحث في مجالات مستقبلية مثل الامن والاقتصاد والصحة والاستثمار؟

من الصعب الحكم على قرار الكاظمي بترك البلاد في هذا الوقت الحرج، او اهمية الزيارة للعراق حاضرا ومستقبلا او له شخصيا وهو الذي ارسل وزير خارجيته على رأس وفد كبير تمهيدا وتهيئة لملفات البحث. لكن يبقى السؤال: ماذا يريد العراق من واشنطن؟ وماذا ستحقق الزيارة؟.

ان من اهم الملفات التي يفترض بحثها في هذه الزيارة هو حسم نوع العلاقة بين البلدين، وانهاء حقبة الاحتلال بكل اشكالها. فلا يكفي العراق انسحاب القوات الاميركية من البلاد تنفيذا لقرار مجلس النواب بقدر تعلق الامر بخلق علاقة متوازنة بين الدولتين تحترم الاتفاقات الثنائية وتصون سيادة العراق من اي تدخل خارجي اميركي في المستقبل القريب.

ان حراك العراق الدبلوماسي الاقليمي والدولي في عهد الكاظمي القصير ما زال متوازنا في العلاقة مع دول الجوار وردود الفعل الاخيرة على الجانب التركي خصوصا في موضوع السمات ورفض الزيارات واستدعاء السفير بعد العدوان على حرس الحدود العراقي هو شيء ايجابي كنا نتمنى ان نراه بتصرف الولايات المتحدة في بداية العام الحالي عندما قصفت قرب مطار بغداد الدولي مسؤولا عراقيا رفيع المستوى وضيوف العراق بطائرات مسيرة ولم تحرك الحكومة السابقة ساكنا تجاه الاميركان آنذاك.

ان ما نريده من هذه الزيارة ليس انسحاب القوات الاميركية من العراق فقط او جلب الاستثمارات والاموال، بل ما نريده هو مباحثات دبلوماسية محترفة تنهي حقبة مريرة من تأريخ العراق المعاصر بدأت حينما تدخلت الولايات المتحدة بقواتها العسكرية عام 2003 وآن لها ان تنتهي الان، فلا نريد لاحد ان يحمي ديمقراطيتنا لان احداث اكتوبر من العام الماضي اثبتت ان الشعب على وعي ودراية وقادر على تقرير مصيره حينما طالب بانتخابات مبكرة، ولا نريد استثمارات ترهن مستقبل البلاد بعجلة السياسة الخارجية الاميركية ومحاورها في المنطقة، ولا نريد قوات اجنبية تقاتل داعش بالنيابة عن ابناء العراق الذين تناخوا لتلبية فتوى الجهاد الكفائي دون تردد وقدموا من التضحيات الكثير. ان ما نريده قرار حر وديمقراطية نزيهة وسيادة حقيقية وحياة كريمة لابناء هذا البلد جميعا. وهذا ما لن يجده الكاظمي في واشنطن.