ماذا قالت أروى للشاعر؟

أحمد عنتر مصطفى حسب الله يصدر مجموعات في شعر الأطفال منها 'فراشات الأسئلة'، 'الوردة والعصفور'، 'فوضى الزمن الجميل' و'الوردة تسأل أميرة الأحلام'.

ولد الشاعر أحمد عنتر مصطفى حسب الله، عام 1944 بمحافظة الجيزة بمصر. وبدأ نشر قصائده في المجلات والدوريات العربية مع أوائل السبعينيات، وعرفت تلك القصائد طريقها إلى جمهور الشعر العربي، وأيضا مقالاته ودراساته، من خلال دوريات عدة تصدر في العديد من العواصم العربية. ومثَّل مصر في كثير من المؤتمرات الأدبية والمهرجانات الشعرية.

عمل بالهيئة المصرية العامة للكتاب فاحصًا وباحثًا بإدارة النشر، كما عمل محررًا أدبيًّا بمجلة "العربي" الكويتية، ومسؤولا عن القسم الأدبي بمجلة "آفاق عربية" في بغداد.

كان ضمن أسرة تحرير مجلة "فصول للنقد الأدبي" مع د. عز الدين إسماعيل، ود. جابر  عصفور، ود. صلاح فضل، عند تأسيسها عام 1980.

عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو اتحاد كتاب مصر، وعضو أتيليه القاهرة.

صدرت له مجموعات في شعر الأطفال تحت عنوان "قالت أروي" منها: "فراشات الأسئلة"، "الوردة والعصفور"، "فوضى الزمن الجميل"، "الوردة تسأل أميرة الأحلام".

يقول الشاعر أحمد عنتر مصطفى في "قالت أروى":

 1     

"فراشات الأسئلة"

قالتْ أروى لأبيها :

"أينَ تنامُ الشمسْ؟؟"

فَاجأَه ُما قالتْ ..

أطرَقَ... ؛

ثم أجابْ...

"في أعماقِ البحرِ

سريرٌ من عُشْبٍ؛

تَسْتَرْخِي فيه الشمسُ؛

إذا جاءَ الليلُ؛

يُغَنِّيها الموج ُ..؛

وتقفزُ حَوْلَيْهَا الأسماكْ...

قَفَزَتْ في عينيْها

شَيْطَنَة ُالصِّبْيَة؛

صاَحَتْ:

"كيفَ تَهُبُّ الريح ُ.. إذن..؟؟

غَمْغَم َوالدُها.. قالَ:

"هناكْ ..

في كهفٍ مهجورٍ..

وعميقِ الأغوارْ ..

يسكنُ في زاويةٍ منه ملاكْ..

فَقَد َحبيبتَهُ الرائعة َالحُسْن.ْ.

ما زال يناديها..

يَتَأَوَّه ُ..

أو يَتنفَّسُ ..

وزفيرُ الصدرِ رياح ٌ..

أو إعصارْ..

نظرتْ أروى ياستنكارْ ..

سَألتْ:

"مِنْ أينَ يجيء ُالأطفال...؟؟

.. وَتلَعثَّمَ والدُها.. قالْ:

"مِنْ كنزِ اللهِ

المخبوءِ ببطنِ الأم"

لكنْ أروى

نَظَرَتْ في خُبْثٍ ودلالْ ..

لم يُقْنعْها ما قالَ الوالدُ...

ما زالتْ أروى تسألُ..

أين تنامُ الشمسُ؟

وكيفَ تهبُّ الريحُ ..؟

ومِنْ أين َ يجيءُ الأطفال؟

2               

"فوضى الزمان الجميل"

أخذتْ أروى فرشاة َالألوانْ

رسمتْ عصفورًا أحمر!!

وسَحَابًا ... أخضرْ!!

وغُرابًا .... أصفرْ!!

وضفادعَ ..

في أجنحةٍ بيضاء!!

تتقافز ُ...

في كلِّ مكانْ ..

مَزَجَتْ أمواج َالبحرِ الزرقاءْ..

برمالِ الصَّحْرَاء ِ.. الصفراءْ!!

غَرَسَتْ وردًا...

ونخيلًا..

في الماء.. !!

في أسفلِ صفحتِها ..

رسمت ْقمرًا ..

محترقًا ..

مُنْزَوِيًا ..

في أحدِ الأركانْ!!

َتَفَتْ أروى :

"بابا ..

أنظرْ ماذا رسمتْ أروى؟"

صاحَ أبوها:

"ما هذي الفوضى الحمقاءْ؟

هل تجدينَ الكونُ ..

كما رَسَمَتْ ألوانُك ْ... ؟؟"

صَمَتَتْ أروى في استحياء ْ..

صًمَتَتْ.. !!

لكنْ ظَلَّتْ تُقْسِم ُعيناها..

أَن َّالكونَ ..

كما رَسَمَتْ .. ؛

وبراءتُها تُعلِنُ أنَّ الأشياءْ ..

كما تنسجُها الروح ُ..

وليس كما تبدو للعينينِ الأشياء ْ.. !!

3

"قالت أروى: الوردة تسأل"

 نظرتْ أروى في المرآةْ..

سَوَّتْ خُصلات الشعرِ على جبهتِها .. ؛

أخذَتْ تعبثُ في أدواتِ الزينةْ ..

حين أحَسّتْ خُطْوَاتٍ مُقْتَرِبة ..

التفتتْ أروى... صاحتْ:

"ماما.. ماما ..

مِنْ أينَ أَتَيْتْ..؟؟.."

فَكّرتْ الأمُ قليلا ..

ثُمّ انكسرَ الصّمتْ ..

قالتْ:

"..يومًا ما..

كنا نتجَوّلُ في الأسواقْ..

وابْتَعْنا أشياءَ كثيرة..

ممَّا يحتاجُ البيتْ..

فاجأني بابا أيضا بهدايا ..

منها باقةُ وردْ..

ووجدناكِ بها ..

وردةَ حُبٍّ ..

بيضاءَ... صغيرةْ ..

ورويْتُكِ من صدري يا أروى حُبٌّا وحليبا ..

فتحوّلتِ فتاةً ..ماكرةً..

تسأل أسئلةً حمقاءَ.. خطيرةْ..

قالتْ؛

(وأصابعُها امتَدّتْ تقرصُ وَجْنَتَها ..

فترَقْرَقَ مَرَحٌ طِفْلِيُّ البسمةِ في الخدْ..):

صَمَتتْ أروى ..

وابتَسَمَتْ..

في اليومِ التالي

كَسَرَتْ أروى حَصّالَتَها..

كىْ تشتَرِيَ بما فيها..

باقةَ وردْ..!!