ماذا نسمي هذا؟

فيلق القدس يوجه الميليشيات العراقية لمواجهة التحرك الشعبي الغاضب في الجنوب.

غياب القيادة أو بالاحرى الرٶية السياسية الواضحة في الاحتجاجات الشعبية عندما تدخل في السياق السياسي، يٶثر سلبا عليها ويجعلها تقع في أخطاء وعلى مسارات غير مجدية من جراء ذلك، ولاسيما إذا ما كانت هناك أطراف عديدة تتربص بهذه الاحتجاجات وتنتظر اللحظة المناسبة لتطعنها في الظهر. ويبدو إن ميليشيات وفصائل عراقية بالاسم وإيرانية بالطعم واللون والرائحة، وبالتعاون مع قوة القدس (الجناح الخارجي للحرس الثوري الايراني)، بدأت بنشاطاتها المضادة من أجل تحجيم هذه التظاهرات وتصفية كل صوت معارض ورافض للتدخل الايراني في العراق.

من داخل مجموعة القصور الرئاسية في منطقة البراضعية وسط البصرة، يقوم فريق من من ضباط فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني بإشراف أبومهدي المهندس مسؤول ميليشيا كتائب حزب الله بالعراق، بقيادة "فرق الموت"، وهي عبارة عن مجاميع مكونة من عناصر الميليشيات التابعة لإيران ومكلفة بإغتيال واختطاف الناشطين والمتظاهرين العراقيين في البصرة ومدن جنوب العراق الأخرى كما كشف مصدر أمني عراقي النقاب عن كل ما قد أسردناه، يأتي في الوقت الذي يعتقد فيه المتظاهرون بأن القوات العراقية هي من تقوم بذلك. ويعد ذلك نوع من التدخل بالغ الخبث والمقاصد من جانب قوة القدس، قائدة وموجهة وولية نعمة الميليشيات والفصائل المسلحة التابعة لإيران.

المهمة التي تضطلع بها تلك الغرفة المشبوهة كما يبدو واضحا جدا ولا يحتاج لأي شرح أو تفسير، هي الحد من غلواء وغضب المتظاهرين العراقيين ضد التدخل والدور الايراني المشبوه في العراق والذي هو بإعتقاد الكثيرين سبب البلاء والمآسي والمصائب التي يعاني منها العراقيون. والملفت للنظر، وبحسب ما قد أفاد به ذلك المصدر الامني العراقي أن "ضباط فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، الذين يتخذون من مجمع القصور الرئاسية مقرا لهم يشرفون بشكل مباشر على الاغتيالات في البصرة ومدن الجنوب، وقد وصلت مع بدء المظاهرات تعزيزات عسكرية إلى مقر فيلق القدس وتضاعفت أعداد عناصره، الذين نقل قسم منهم الى مدن الجنوب الأخرى." والانكى من كل ذلك إن هذه الفرق الاجرامية تتلثم وتلبس ملابس سوداء ويتنقل أفرادها بسيارات مظللة لا تحمل أرقاما حيث يهاجمون منازل الناشطين خصوصا البارزين منهم، فيغتالون قسما ويختطفون آخرين أمام مرأى القوات الأمنية العراقية!

هذا التطور الخطير الذي يحمل في طياته معان أخطر يوضح بجلاء كيف تقوم إيران بغرس مخالبها الميليشياوية في الجسد العراقي عندما تجده يسعى للإبتعاد عن فلكها المشٶوم. ويبدو إن طهران المنهمكة والمنهكة على أكثر من جبهة، تجد في الإيغال والتمادي في العنف والقسوة حلا لمشكلتها العويصة. ولكن هل سيسكت العراقيون عن هذا التطور الخطير ويتجاهلونه ويدعوا هذه الذئاب المترصدة والموجهة من تلك الغرفة المشبوهة تنهش لحمهم وتفتك بأرواحهم؟