متحف بارزاني الخالد 'ديوانا للنضالات التحرريّة'

الصرح لا يحمل دلالةً تاريخيةً فحسب إنّما له دلالةٌ سياسيّةٌ/قومية وله بُعدٌ اجتماعي وهذا يعني تعزيز موقع الحاضنة القومية، وبهذا المعنى يعزز الرئيس مسعود بارزاني فكرة إنّ إقليم كُردستان هو "إنكلترا كُردستان" فهو ليس جزء بقدر ما إنّه مركز القرار، وتعبيرٌ حقٌ عن الضمير العام الكُرديّ.

دشّن الرئيس مسعود بارزاني الخميس قبل الماضي متحف بارزاني الخالد ، وتم عرض كل ما يتعلق بالأيام والمراحل النضالية الطويلة والشاقة في ذاك المكان.

وكان الرئيس بارزاني يتخطّى بأقدامٍ واثقة، يحيطه غالبيّة أصدقائه القدامى والجيل المناصر والأصدقاء الحديثون، كلهم أصدقاء الحريّة والآمال.

وقبل ذلك بأسابيع عُقد المهرجان الخاص بالإبادة الفيلية، ونوه الرئيس بأن يكون هناك مركز خاص بجمع المعلومات عن الإبادة الفيلية وأيضاً عن كل الإبادات ليصبح بمثابة بنك معلومات من جهة، ومرجع توثيقي من جهة أخرى، لأن" الحقوق لا تموت بالتقادم" خاصةً اذا ما تعلق الأمر بانتهاكات ترتق إلى حد الإبادة.

في هذه المناسبة العظيمة، نقصد يوم تدشين المتحف تنفس الكُرد الصعداء، فهذه الخطوة لا تؤشر إلى معالم النضالية، والحفاظ على كل ما يعزز الهويّة فحسب، إنّما يصبح بمثابة "ديوان النضال القومي".

ولا نستغرب، فإنّ ما حدث هو رسالة واضحة البيان مفادها بأنّ الرئيس البارزاني خطى في السنين الأخيرة خطوات يضع بإرادته ركائز هويّة الأمة، وصياغة المعالم لعدم ضياع الحقوق القومية للكُرد، وأنّ بوسعه عمل الكثير وتكون ذات أثر مستدام.

لو رجعنا لسنواتٍ إلى الخلف لوجدنا إنّ قيام الرئيس بإجراء الإستفتاء وإعلان حق يعبّر رأي الناس جميعهم في تقرير مصيرهم، وكان يشكل (دون اي شك) وثيقة العهد الكُرديّ على مستوى الداخل بأضعف الإيمان، هو بمعناه واسع مفصل تاريخيّ يصعب فهمه من قبل حكام وهاضمي الحقوق. بيد إنّ ما تم الخروج منه هو تعبير إرادويّ الحق عن كل فرد وجماعة ساعٍ للحريّة.

وتدشين هذا الصرح لا يقف حدوده عند حدود متحف، بقدرما إنه يمتد ليصبح مركزًا ومرجعاً لإعادة كتابة التاريخ من جديد على نحوٍ مخالف لما كُتب عنّا وتاريخنا.

 الرئيس مسعود بارزاني خلال افتتاح المتحف
الرئيس بارزاني يتخطّى بأقدامٍ واثقة،يحيطه غالبيّة أصدقائه القدامى والجيل المناصر والأصدقاء الحديثون

والحق إنّ المتحف لا يحمل دلالةً تاريخيةً فحسب، إنّما له دلالةٌ سياسيّةٌ/قومية، وله بُعدٌ اجتماعي، وهذا يعني تعزيز موقع الحاضنة القومية، وبهذا المعنى يعزز الرئيس مسعود بارزاني فكرة إنّ إقليم كُردستان هو "إنكلترا كُردستان" فهو ليس جزء بقدر ما إنّه مركز القرار، وتعبيرٌ حقٌ عن الضمير العام الكُرديّ.

ذكر الرئيس في معرض حديثه أشياء كثيرة تعكسُ القيّم البارزانيّة وركائز النهج أولها معرفة الذات، وآخرها التمسك بالسلم الأهلي أو التعايش السلمي.

وباعتقادنا إنّ هذه القيّم هي ليست ركائز أو قيّم الغرض من طرحها تذكير بقيّم البارزاني الخالد بقدر ماهي  تذكير بتعزيز منهجية الواقعية السياسيّة، ولا يمكن أن تُقارب السياسة ذات البعد المصلحي أو السلطوي إلا بقيّم السلم بمعنى القيّم الثلاثة الأساسية وهي مترابطة ولا يمكن التمسك بإحدها وترك الأخرى وبهذه القيّم يعمق مسار التماسك الاجتماعي ويخلق مساحات لبناء الصداقات مع الشعوب الأخرى.

كنت أراقب ما جرى بعين الإندهاش، وفكرت ما فعله غاندي لشعوبه، وخرجت بنتيجة إنّه بهذه القيّم يمكن تعزيز دور الحاضنة المجتمعية لتكون صاحب القرار الذي يصدر من صانعه والذي هو بالأصل التعبير العام عن الأمة.

مبروك لناسنا هذا الصرح، ويحيا الرئيس البارزاني.