'وقائع كُردستان' تراكم وعيا ثقافيا واداريا في نقل الصورة كما هي

المولود الجديد يبدأ في العدد الاول بما وصل اليه الاقليم من كونه عاش على الإستيراد إلى كونه بات في موقع 'المصدّر'.

صدر العدد التجريبي الأول من مجلة "Kurdistan Ghroiclr" وترجمتها تعني"وقائع كُردستان" حسب ما هو معلن، والعدد غني بالمواد التي توحي إنّ المجلة يمكن الرهان عليها.

وتبدأ مواد العدد الاول بما وصلت اليه كُردستان من كونها بلاد عاشت على الإستيراد إلى كونها بلد بات في موقع "المصدّر"، وحسب الفهم الإداري تُصنّف إنّها في طريق نحو الحوكمة، والذي يتبناه اليوم رئيس الحكومة كاك مسرور بارزاني، في مجالات الحياة الإداريّة بدءاً من حوكَمَة الملف التجاري والزراعي والذي هو رديف قوي لإقتصاد النفط، وإنتهاءاً إلى وضع الخط تحت ما يمكن إستثماره في حدثّنَة النمط الحياتي.

نعتقد إنّ الفكرة أتت نتيجةً لتراكم الوعيين الإداري من جهة والثقافي من جهة أخرى.

وتحتوي المجلة مواضيع كانت في موضع "المستور" واليوم نقرأ في طياتها قصص ووقائع من عيونٍ حاولت ترسم الوقائع على عكس المتخيّل.

وجلبت المجلة حسب نسختها التجريبية أقلام وأفكار غالبها عاشت بين  ما دار في دوواين المفاصل المجتمعية والسياسية الكُرديّة، أراد أصحاب هذه الوقائع (كتاب من مصادر متنوعة) تثبيتها بمحض الإرادة لا أن تُعكس الصورة النمطية فحسب إنّما تصحيح ما هو المتخيّل عبر إضاءات عجزت الوسائل الإعلامية تسليط الضوء عليها.

من الطبيعي القول إنّ صاحب الامتياز الزميل بوتان تحسين، وكل الجهود الداعمة من الموظفين والاداريين، في المجلة يحاول ترك أثر على مستوى ما هو يُقال نظريّاً ليصل في نهاية المطاف إلى  تقشير السطح وإبراز الجوهر لهذا المكون القومي في منطقةٍ يصعب الوصول إلى صورة واضحة المواضع والمواقع من خلال عقدة الآخر ومعضلة الأنا!

هويّة واضحة وهدف أكثر وضوحاً: بمعنى إنّ المُراد من هذا الجهد الإعلامي هو بناء الذات انطلاقاً من ما فعلته الأجيال عبر التاريخ وما بنته الذهنيّة التحررية لا لأجل تعزيز التميّز بقدر ما لأجل البقاء عند إدارة الاختلاف.

المجلة هي 116 صفحة تنطلق بافتتاحية بقلم رئيس إقليم كُردستان نيجرفان بارزاني وتنتهي بقصة راقصة الباليه "ليلى بدرخان" وهي إبنة لعائلة حكمت كُردستان بهوية سكانها، انخرطت في فن الرقص منذ زمن بعيد، ما يعني إنّ الأوضاع لا تبقى على حالها ولكنها دائما تترك الأوضاع عبّر ودروس وتصيغ التاريخ سواء من صنّاع أهلها تتويجاً لفعل تأسيسيّ لتصبح سنداً لهذا المعشر من السكان الذين يأنّون من وطأة القمع في زحمة السيطرة ليس على الجغرافية فحسب إنّما على إرادة السكان والحكم أيضاً.

ما هو الممكن فعله الآن إعلامياً وفي صيغة صورة كما هي تاريخياً هي بلورة هويّة في محيط تتعقّد النبش كلما سعينا إلى البناء.

 المجلة اسمها "وقائع كُردستان " ولكنها تنقل لنا الصورة قديماً أكانت أو ما تم انجازه في وقت قريب كما هي، أي على شكل حقيقي وجداً.

التوفيق لكل من يساهم في "كُردستان كيرنوكل".