محمد العرفج يؤكد أن مثقف الأمس يختلف عن مثقف اليوم

الكاتب السعودي يرى أن الملاحق الثقافية الصحفية قدمت خدمة لمشهدنا الثقافي لعقود.
الملاحق الثقافية السعودية ملهمة للكاتب والقارئ وللإبداع
مثقف الأمس واكب مجتمعا وجيلا مختلفا عن مجتمع وجيل اليوم

وصف الكاتب والشاعر السعودي محمد عزيز العرفج، مشواره مع الكلمة عبر تأليف الكتب، بأنها ممتدة إلى 15 إصدارًا، حيث يعد الجزء الثاني من كتابه: "أحاسيس امرأة"، مما ألفه في مجال الفنون، إِذ تطرق فيه المؤلف إلى الفن التشكيلي، وفن النحت، وفن الأوريجامي، مضيفًا، بدأت بإصدار في الأدب الشعبي: ديوان "الفصول"، فديوان "غيوم المحبة"، وفي القصة القصيرة: مجموعة "متاعب الأربعاء"، و"رعشات بين البكاء والرعب"، و"عادت بعد غياب"، و"قطعة من الثلج"، كما أصدرت رواية "الدور الأعلى"، وفي أدب الطفل: روية الفتيان "سقط اللوى"، وفي ثقافة وفنون المرأة، فقد صدر لي كتاب "أحاسيس امرأة" في جزءين، وقد صدر الجزء الأول في الآداب "بواكير، شاعرات، قراءات، حوارات".
وأضاف العرفج: أصدرت بعد ذلك الجزء الثاني في الفنون "تشكيل، نحت، أوروجامي"، وفي أدب الرسائل كتاب "من علي صالح إلى السيد ترمب"، ثم كتاب "لمن تترك ابنك يا أبي". أما في الدراسات الأدبية والفكرية فقد صدر لي: "الموروث الشعبي في السرد العربي" عن المجلة العربية، فكتاب "ربان مباحث الفنون الشعبية في الخليج العربي"، ثم كتاب "جذور الشعر النبطي"، فكتاب "خرافات الصحوة الإسلامية 1979 – 2017"، ثم كتاب: "الحكاية الشعبية والشعر الشفاهي في المسرح والقصة القصيرة والرواية"، إلى جانب مشاركاتي في دراسات مع مجموعة من الكتّاب في كتاب عن شخصية، فقد شاركت في كتاب "سلطان الطرب والرحيل الصعب" ضمن مجموعة من الكتّاب العرب الصادر عن جامعة عدن عام 2013، وفي كتاب "عبدالكريم الجهيمان.. أصداء الرحيل" ضمن مجموعة من الكتّاب السعوديين والصادر عن مؤسسة حمد الجاسر عام 2014.
أما عن دور «الملاحق الثقافية الصحفية» في خدمة الثقافة والمثقف محليًا وعربيا، فقد أكَّد "العرفج" على أهمية استمرارها لأداء هذا الدور الثقافي، مشيرًا إلى ما قدمته الملاحق الثقافية في المملكة من خدمة لمشهدنا الثقافي، لعقود، واصفًا مسيرتها الصحفية بقوله: أنا ممن ألهمته الملاحق الثقافية بالكثير من الأفكار، إِذ استطاعت بما حفلت به مسيرتها الصحفية أن تكون ملهمة للكاتب والقارئ وللإبداع.
كما أشار العرفج إلى أن هناك أسباباً كثيرة ساهمت في الفجوة الكبيرة بين المثقف وأغلب أفراد المجتمع جعلته يفقد شعبيته ويغيب تأثيره الاجتماعي. مشيرا إلى  أسباب طبيعية تفرضها طبيعة المثقف وانعزاله للتأمل والتفكر وهو ما أسميه التصوف الثقافي، وهي طبيعة جبلية لديه منذ الطفولة، ويمكن تفهمها من قبل المجتمعات الواعية والقارئة بنهم، لكنها تفسر تفسيرا خاطئا بأن المثقف يعيش في برج عاجي من قبل المجتمعات الجاهلة وغير الواعية، لبساطة فكرها ووعيها وافتقادها للتنوير. 

Literary dialogue
التصوف الثقافي

وأضاف، طالما ظلت هذه النظرة قائمة فإنه من المتوقع فقدان المثقف لشعبيته، بالإضافة إلى جهل المجتمع به والإنسان عدو ما يجهل!
وحول امكانية ايجاد تفسير لهذا الغرور الأدبي يقول: ليس هناك من فجوة غير أن انعزال المثقف يفسر بأنه تعمد مقصود من قبله، وإشكالية ذلك الغموض يمكن أن يفك لغزه من خلال استقرائه، عبر سماع وقراءة إنتاجه الفكري والأدبي التي صاغها من رؤيته بعدما استخلصها خلال عزلته التي تعد انطواء طبيعيا يمكن تفهمه من خلال استقراء ذلك الإنتاج.
وأكد العرفج بأن هذه الإشكالية محلولة ببساطة لدى المجتمع الواعي والمتنور، أما لدى غيره فمن الصعوبة بمكان أن يتم حلها، وربما لا تحل ما لم يتفكك الجهل المركب لدى هذا المجتمع أو ذاك، والتفكيك يكون إما مبادرة من نفسه وجاهزيته للتغيير وتقبله لذلك، وإما عبر نشر الوعي .
وحول موقف المثقف من التطور التكنولوجي الآن بعد أن أوجد هذه الهوة بينه وبين المجتمع، قال: المواقف تختلف من مثقف لآخر، فهناك من لم يستخدم الإيميل حتى الآن ولا يزال يرسل مقالاته بالفاكس، بل أن بعضهم يرسل مقاله عبر ساع حتى أن المقال مكتوب بخط اليد، لأنه يرى أن التكنولوجيا قد تغير من إحساسه الذي يخطه عبر مداده منذ سنوات، ولأنه يرى أن القلم هو تخطيط للإحساس كما هي آلة تخطيط القلب. لديه مبدأ لم يتغير مع تطور التكنولوجيا، وعنده إيمان بأن المجتمع لم ولن يتغير، وهناك من يرى بأنه لا علاقة بين المبدأ والتطور من أجل المصلحة العامة ومواكبة العصر، فالأساليب تتغير، كما تتغير الأفكار مع الزمن، وأعتقد بأن التكنولوجيا قربت من بين المثقف والمجتمع. إذ أن هنالك فرقاً بين مثقف الأمس واليوم، فبطبيعة الحال أن الأزمنة تتغير، والمجتمعات تتغير، كما أن مثقف الأمس يختلف عن مثقف اليوم بالتأكيد، فمثقف الأمس يواكب مجتمعا وجيلا مختلفا عن مجتمع وجيل اليوم.